هابك الموت
    الأحد 8 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 08:19
    سيروان ياملكي
    إلى ضحايا وثوار العراق في ثورة أكتوبر الكبرى

    ساجٍ وهامُكَ من علُّوِكَ أشرفــــــا
    علماً على صرحِ الخُلودِ ورَفْرَفــا

    مَنْ ذا بوجهِ الموتِ مثلَكَ واقِـــفٌ
    حتى كأنّ الموتَ هابَكَ فانـــــــكفا


    كفَنَ الدُّخانُ سَمارَ وجهِكَ صاعِـداً
    وانشقَّ صدرُ سَماكَ يومَ تلقَّـــــــفا

    للهِ درُّكَ من شُجـــــــــــــــاعٍ وادِعٍ
    صلَفُ الرّدى في اللحدِ ذابَ تلطُّـفا

    ما كنتُ أحسَبُ أن ربَّكَ يشتــــكي
    وإذا بهِ يبكي عليكَ تأسُّـــــــــــــفا

    وعلى شبابٍ كادَ يفقُدُ دربَــــــــــهُ 
    لولا خيارُكَ للعُلا مُتلهِّــــــــــــــفا

    وبصدرِكَ المفتوحِ دِرعَ بطولـــــةٍ
    نُلتَ الشّهامةَ والشّفاعَةَ والوفـــــــا

    حتى الرّصاصُ أزيـزُهُ مُتــــــــردِّدٌ
    يهوى عناقَكَ نادِماً مُتأفِّفــــــــــــــا

    يا رافعاً هامَ العراقِ بــــــــــــعِزَّةٍ
    برفيعِ خُلقِكَ عِصْمَةً وتعـــــــــفُّـفا

    في ليلهِ أشرقتَ فجرَ عدالَــــــــــةٍ
    بكَ كلُّ حُرٍّ الإنتِماءِ تشرَّفـــــــــــا 

    وافتْكَ لا.. لا بالأكُفِّ سواعِــــــــدٌ
    بل بالضّلوعِ فزانَ نزفُكَ مَنْ وفـى

    أنتَ المُقدّسُ لا سِواكَ ضريحُـــــهُ
    سيدورُ حولكَ مَنْ هَديتَ تصوّفـــا

    ولكلِّ مَنْ طافتْ دِماهُ بسوحِــــــها
    صارتْ هي الإِحرامُ ما أن طوَّفـا

    آصرْتَ بين قلوبِنا فتعانقــــــــــتْ
    والنِّدُّ للنِّدِّ الغريمِ تآلفــــــــــــــــــا

    قسماً بأكرمِ قطرةٍ نزفتْ فِـــــــــداً
    ستظلُّ بين الأكرمينَ المُصطـــفى

    أنتَ المُروْءَةُ سيفُها ونِجادُهــــــــا
    فإذا القواطِعُ جُرِّدتْ بِكَ يُكتـــــفى

    سيّانَ عندَكَ إن حييتَ مُهنّــــــــــدٌ
    ومُهنَّدٌ في الخُلدِ غِمدُكَ إذ غـفـــــا




    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media