الاحزاب السياسية الموالية لايران ...اوصلت عراقنا للحضيض ..!!
    الثلاثاء 10 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 21:21
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    الوطنية تترجمها الولاءات والمواقف الوطنية ، وان من يدعون الوطنيات والحرص على سلامة ومصير العراق وشعبنا ، لكنهم هم أساسا من عطلوا الحياة وشجعوا على الفساد وتركوا الفاسدين طلقاء واوقفوا مسيرة البناء وتفانوا في تعميق الهيمنة الايرانية وصوروه كأنه امر واقع لا مناص منه ، وأغمضوا عيونهم واغلقوا اذانهم عن مطالب شعبنا ، فجعلوا من قاسم سليماني القائد الحقيقي للعراق ، ثم أتوا برئيس وزراء انتهازي وغير عابئ سوى بالابهة كعادل عبد المهدي ، هؤلاء هم اسباب هذه الانتفاضة الشعبية الكبرى ضد الفوضى العراقية  العارمة التي لم تعد تطاق . فهذه الاحزاب السياسية الدينية وحدها من يجب أن تتحمل وزر الدماء الطاهرة التي تهدر في سوح التظاهرات .

    لقد استغل قادة تلك الاحزاب السياسية الدينية وجودهم في الحشد الشعبي بعد احتلال داعش للعراق كنتيجة لما كان يحدث للعراق من فوضى وتراخي في حكومة السيد نوري المالكي وانشغالها في معاركها الجانبية ، السياسية والميدانية مع السيد مسعود برزاني ومع فوضى اعوان السيد مقتدى الصدر ومع الكتل السياسية السنية التي كانت تحاول اللعب بالنار من خلال الادعاء بتهميشها . فكانت حكومة نوري المالكي تعتمد على الاجندات الايرانية اساسا بسبب ان المالكي كان ولا يزال من بين اهم ما تعتمد عليهم ايران من اجل اهدافها في العراق.

    وبعد الانتصارات التي سطرها الابطال العراقيون بكل الوانهم واديانهم وعقائدهم السياسية في طرد وتدمير داعش، وبعد ما يفترض ان الامور قد عادت الى مجاريها وانتهت مهمة رؤساء الاحزاب الشيعية عسكريا، لكن ، ايران ، ومن اجل استمرار هيمنتها على القرار العراقي من خلال استمرار وجود هؤلاء في السلطة، تم تزييف نتائج الانتخابات التي تلت الاحداث تلك . وبعد ان تم حرق صناديق الاقتراع ، وفرض نتائج على شعبنا بالقوة ، عاد هؤلاء الموالون لايران من جديد ليتوارثوا استمرار القيادة العراقية السياسية. ولكن هؤلاء فشلوا فشلا ذريعا بسبب انهم اثبتوا عدم امتلاكهم للقدرة على حكم العراق نتيجة لافتقارهم للصفات القيادية المطلوبة. ولكن وجوب بقاءهم كان امرا مهما جدا بالنسبة لايران لما كانت تطمح اليه في استمرار هيمنتها على شؤون الدولة والحكومة العراقية . وهكذا سارع هؤلاء بجلب الانتهازي عادل عبد المهدي الذي زاد في الطين بلة من خلال وضع نفسه لخدمتهم على حساب زيادة هوان شعبنا، وليثبت للجميع انه ليس سوى مبعث سخرية نادرة ، ولكنه النموذج الذي يصلح تماما من اجل اهداف ايران.

    لقد تمادت قيادات الحشد الشعبي هذه التي هيمنت على القرار العراقي من خلال تزوير الانتخابات الشعبية في التستر على الفساد . وكان انشغالها في ترتيب الاوضاع العراقية من اجل تحقيق اقصى الفوائد الاقتصادية لايران وافشال الحصار الذي تضربه واشنطون على ايران، والاستجابة الفورية لكل ما تأمر به ايران لاستمرار بسط نفوذها على العراقيين ، ومن ثم الالبقاء على النظام العراقي بائسا ويائسا، وهكذا نجحت كتلة السيد هادي العامري في استمرار لا مبالاتها في الاطاحة بالركائز الباقية لعراق مدمر وشعب لا يعرف عن مصيره أي شيئ . 

    فهؤلاء قادة الاحزاب والكتل السياسية الشيعية هادي العامري ونوري المالكي وفالح الفياض وقيس الخزعلي وغيرهم ، هم مقاتلون شجعان ، ولكنهم اثبتوا عدم صلاحيتهم كرجال دولة . والدليل على ذلك النتائج الكارثية لوجودهم وقد تصدروا الحكومات المتعاقبة لحوالي سبعة عشرة سنة لكنهم قد فشلوا فشلا ذريعا بتحقيق اي نوع من التغيرات المطلوبة بما يخص حياة شعبنا . لا بل ان هؤلاء كانوا اسبابا مباشرة في تدمير الحياة العراقية ولا يزالون يمعنون في تدميرها من خلال تعاملهم مع السياسة العراقية وفق نطرية "التجربة والخطأ"، الامر الذي اضطرمعه شعبنا الخضوع بما يملى عليه من الخارج من خلال هؤلاء، حتى ثار شعبنا على وجودهم الفاشل بعد ان بلغ السيل الزبى.

    واليوم ، وبعد ان صرخت الجماهير العراقية الثائرة وهي تنزف دمها الطاهر "أيران برا برا بغداد تبقى حرة" ، فان هذا الهتاف الهادر كان ولا يزال ثمنه عظيما ومغمسا بدماء ألاف الشهداء العراقيين. فهؤلاء الابطال النشامى هم الذين اصروا واكدوا رفضهم لايران ولكل ما يتعلق بايران من وجودها في العراق . هذا الهتاف يعني ان العراق يجب ان لا يخضع لا لاجندات ايران ولا للولايات المتحدة ولا لأي سلطة في هذا العالم. عراقنا للعراقيين وحدهم .


    أن المسألة المؤلمة التي لا يزال شعبنا يواجهها ، هي ان هذه القيادات الشيعية واحزابهم السياسية والتي برهنت على دنائتها وراحت تلوذ بحماية ايران والتي منعت شعبنا من التحرش بهذه الاحزاب المتهرئة بسبب ولاءاتها لايران ، فكان ذلك ثمنا مكلفا لبقاء الفساد والفاسدين رغما عن الجميع . أن الولاء المطلق لايران هكذا سيقود الى نتائج مؤلمة للاحزاب السياسية الدينية التي نتوقع سوف ينتفي اثرها من الوجود العراقي وكذلك طرد النفوذ الايراني من العراق باذنه تعالى. وكيف سيكون لهذه الاحزاب الفاسدة او لايران وجود بعد الذي حصل وما قدمه شعبنا من التضحيات الجسام لدحر هذه القوى الفاسدة والتخلص شرورها .

    وهكذا سوف لن تبقى "لعبة" الدين والتدين والاسلام السياسي ، واستمرار الافتراءات على الدين نفسه واستغلال العواطف الساذجة والمبالغة في التشيع والتظاهر في تعميق الولاءات للمذهب.  فكل ذلك هو الادوات التي استطاعت ايران استغلالها من خلال تلك الكتل السياسية الدينية لمحوا الولاء للعراق ، وجعل ايران نفسها هي محور الارتكاز السياسي في الحياة العراقية.
     
    ولكن ايران التي لم تقتنع وسوف لن تقتنع الا من خلال هيمنتها التامة على النظام العراقي ، وخصوصا ما تدركه اليوم من غرق الاحزاب الدينية كحزب الدعوة وغيره من الاحزاب التي تخلت عن ايمانها الحقيقي ووقعت في فخاخ فسادها المبين، سوف تدرك انها تتعامل مع شعب اختار طريقا اخر لنفسه . وسوف نرى كيف سيضمحل حزب الدعوة وغيره من الاحزاب السياسية وستنشأ له قيادات جديدة ان اراد ان يعيد مجده القديم. أما ان يبقى حزب الدعوة هذا في ولاء مطلق لايران كما هو الحال الان ، فسوف لن يجد من يحميه من غضبة العراقيين لفساده الشنيع .
     وهكذا بقيت ايران تمتلك اليوم مفتاح الهيمنة على العراق وتقبض بيدها على مصائر هذه الاحزاب الدينية الفاسدة والتي لم يبقى لها حظا لا في الدنيا ولا في الاخرة بحجة روابط التشيع بين البلدين والتمسك بالاسلام السياسي ، وهي ماضية في حماية المفترين من اجل مصالحها في العراق!! 

     ويبقى السؤال الاكثر اهمية يدور بين العراقيين عن عدم معرفة من الذي يقتل ابناء شعبنا في تظاهراتهم السلمية بينما في نفس الوقت ، أن سلطات الامن والقوى الحكومية الاخرى تنجوا من اي أذى!! وعندما يطرح عليها السؤال، من هم هؤلاء الذين يقتلون شعبنا في تظاهراته السلمية، نجد صمتا حتى من تلك الاحزاب التي تعظ لسانها وتتحاشى الجواب ..!!!

    فأين هي السيادة العراقية واين اجهزة الامن التي يربوا تعداها على المليون ، بينما تدعي انها تجهل من يذبح شعبنا كل يوم...!!

    سؤال نتركه للاحزاب والكتل الشيعية التي تغوص في فوضى ضلالها المبين، لكنها ، ولكن
    " عند جهينة الخبر اليقين"!!!!.

    حماك الله يا عراقنا السامق..
    Dec/ 10/2019
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media