الحلُّ بالقبض على النفط ؟!!
الأربعاء 11 ديسمبر / كانون الأول 2019 - 19:47
د. صادق السامرائي
من أين للمجاميع المسلحة القدرة على إمتلاك القوة والسلاح؟
إنه ببساطة من النفط!!
والحل الأمثل يكون بسيطرة القوى الكبرى على منابع النفط والتحكم بوارداته , وعندها سيتحول الإرهاب إلى إعطاب!!
ليس خيالا ولا مزحة ما تقدّم!!
فمشاكل المنطقة تفاقمت عندما بدأت أسعار النفط تنتعش , وبإزدياد الأسعار نقرأ خطا بيانيا تصاعديا للويلات والتداعيات في المنطقة , وإذا بقيت أسعار النفط أكثر من خمسين دولار للبرميل فأن المشاكل ستتنامى أكثر وأكثر.
وما يجري اليوم أحد أسبابه الأساسية , عائدات النفط الهائلة التي يتم تسخيرها للخراب والدمار , ونشر العقائد والضلالات البائدة , وتجنيد البشر نفسيا وفكريا وبدنيا للقيام بأعمال بشعة وسيئة , لا تتفق وأبسط معايير القيم والأخلاق الحيوانية وليس الإنسانية.
النفط هو العامل الجوهري الذي يغذي الحركات الفتاكة الهادفة للدمار والخراب وتحويل الحياة إلى جحيم مستعر , يغيب فيها الأمن والأمان وتشيع قوانين الغاب الشرسة الفظيعة الخطايا والآثام.
وتتحدث جميع مراكز البحوث والدراسات عن تجفيف موارد الشرور , وتتجاهل المورد الحقيقي وهو النفط.
هذه النعمة التي حولها أهلها إلى نقمة على حاضرهم ومستقبلهم , ولذلك فعلى الدول القوية المعاصرة إذا إرادت فعلا أن تساهم في بناء المنطقة وإستقرارها وتفاعلها مع عصرها , أن تتصدى للنفط وتسيطر على عائداته وفقا لضوابط وقوانين صارمة , لكي تحرر مجتمعاته من مخاطر ثرواته الهائلة المسخرة لتدميرهم , وتشريدهم وتعذيبهم وقهرهم وتحطيم وجودهم.
فعلى سبيل المثال , ما منفعة النفط للعراقيين ؟
ماذا قدم لهم منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم؟
لا كهرباء , لا طرقات لا خدمات ,لا مدارس معاصرة , وما قدمته واردات النفط هو الإثراء الفاحش للجالسين على الكراسي , والدمار والخراب الهائل لمدن البلاد والقتل المروع لأبنائه , وزيادة الصراعات الداخلية , وتنامي الحركات ذات التطلعات السيئة والمشاريع الشريرة الآثمة.
لم يستفد أبناء النفط من النفط , وإنما إحترقوا فيه , وتحولت أيامهم إلى دخان وإنفجارات , وتداعيات وخراب وثبور.
فإذا كانت الدول القوية تسعى حقا لتحقيق السلام ومساعدة أبناء المنطقة وحمايتهم من الشرور , فعليها أن تقبض على النفط , وما عدا ذلك فأنه إستثمار في المأساة وتطويرها , لأن مواردها تتنامى , والعائدات النفطية الهائلة لا توجد عقول مخلصة ومدبِّرة تسعى لإستثمارها في المصلحة العامة , وإنما تحولت إلى ملك مشاع لمن يملك سلطة , ولكي يبقى في قلعته النفطية أطول , لابد له من إدامة لعبة الإحتراق والصراعات التي يغذيها من عائدات النفط.
قد يضحك مَن يضحك , ويغضب مَن يغضب , لكن الحقيقة يجب أن تقال , فالمصيبة تعاظمت وتفاقمت , والنار تتقد , والنفط ينسكب فيها بلا إنقطاع , ولكي تنطفيئ النيران لابد من إيقاف صب النفط عليها , وما دامت عائدات النفط تتدفق بإنفلات فالنيران ستبقى متأججة!!
فالنفط ما هو بنعمة بل نقمة أدرك الناس ما هي!!
والنفط مستنقع الشرور والخطايا , فاقبضوا عليه حتى يستريح الناس من آفاته الفتاكة!!
د-صادق السامرائي
2392014