محطة رقم 1 الفرزة الثالثة
    الأربعاء 13 فبراير / شباط 2019 - 00:50
    عطا يوسف منصور
    والحاج حمادي هو ابو والدتي وهي بِكرُ ابيها ثم يأتي بعدها خالي عبد الامير ثم  خالتي الحاجّه مدينه ثم خالتي الحاجّه فطّومّه ثمّ خالتي الحاجّة بسهن ثم خالتي ضويّه ثم يأتي الخال جعفر وقد توّفاهُ الله في السابعة من عُمرهِ حيث نـام سـليمًا  وعند الصباح وجدوه جثةً هامدةً وأحسبها سكتةً قلبيةً ثم آخرهم خالي عبد الجبّار وقد سُمي بهذا الاسم لأن الله عزّ وجل جبر قَلْبَيَّ والديه به عِوضاً عن إبنهما جعفر  ولجدّي الحاج حمادي أختٌ شقيقة هي الحاجه زكيّه جـدّة الفنان قائد فلفل  النعماني من إبنتها نسوم وهي ابنة زوجها الاول سُـليمون الذي تزوجها بتهديد  اهلها بالخطف لأنه كان لصاً فاتكاً قتله الانجليز في حصار الكوت عام 1916 اثناء  إحدى عمليات السطو التي كان يقومُ بها عليهم وتطلقت منه ثم تزوجت آخر لا   اتذكر اسمه وأنجبتْ منه بـنـتاً إسمها صبره أو صبريه وهذه الاخيرة أنجبت ولدين  هما نوريه وهي البكر ونوري وقد التقيتُ بنوري في بغداد في سـتينات القرن العشرين  كان عسكرياً برتبة نائب ضابط وأبوهما يُدعى سـيد بـدر  . ووالدة جـدي الحاج حمادي تُدعى صبيحه هي الابنة البكر للعلوية مياسه تزوجت بعد ان طلقها زوجها حـبـيب حـمادي الوائلي بعد زواجه من امرأةٍ تُدعى طميشه أو صبيحه بنت ناهض عـمّة محمودوحسين الناهض . وأولاد حبيب الوائلي من طميشه او صبيحه هم: 
    محمد وهو البِكر  وزوجتُه تنزيل بنت مندو واخوها علي مندو ولمحمد أولاد هُـمْ  عزيز والد كل من المعلم عطا من زوجته الاولى وسوري ونوريه وسالم وواجد ومنعم وفوزيه وابتسام وكريم وباسم ومحمد هؤلاء من زوجته الثانيه سـليمه  وجميعهم  متخرجون ومتزوجون يسكنون بين الكوت وبغداد وتأتي بعد عزيز ذيبه وقد وافتها المنية على أثر ولادتها لولد ذكر مات بعدها بأشهر وزوجها يدعى  إبراهيم مكصوصي من العريان.  

    وتأتي بعدهما الحاجة سعديه وهي ام زوجتي متزوجه من السيد كاطع جاسم ثجيل المكصوصي الفرّاسي  ولهما أولاد وبِكرهما زوجتي نجاة وآخر أولاد محمد حبيب الوائلي الحاجة فاطمه وهي متزوجه من السيد صالح صادق الحكيم ولها  منه أولاد وهم عبدالله  وعلي وأمير مع سبع بنات جميعهم متزوجون و لا اعرف عنهم  شيءً ويأتي من بعد محمد أخوهُ علي حبيب الوائلي وله أولاد وهم حسن كان موظفاً في دائرة رَيِّ الكوت والحاج حسين سـائـق في دائرة الاصلاح الـزراعي وبـاقــر كان مفوضاً في الـشـرطة وجـواد كان اسـتاذاً في جامعة بغداد ومُـلـكيه وهي   بِكرُ أبويها متزوجه من رجل يُدعى رحمان جبر الوائلي وله منها أولاد هُمْ سمير  وسميره وفوزيه وكلّهم متزوجون ثم تأتي زينب وهي متزوجه من الحاج رمضان  موحان الوائلي وبعدها تأتي زهـره متزوجه من عبد الرزاق الصفّار  وله منها أولاد  هـم عطا وهو البكر وثلاث بنات ، ونوريه متزوجه من ابن عمّها فاضل أحمد  حبيب الوائلي وبكرهما هو جمال يسكنون حالياً في بغداد في حي العامل ولا أعرف عنهم غير هذا وفخريه هي البنت الاخيره لعلي حبيب متزوجه من إبن  عمّها وهو خالي عبد الجبّار الحاج حمّادي حبيب الوائلي وقد أنجب منها ولدين  عمّار ونزار وهما متزوجان فعمّار تزوج امرأةً من بغداد أمّا نزار فـتزوج إبنة احـلام  بنت خالته زيـنب وتدعى نور حسن عبد الحسن التميمي ولهما أولاد ثلاثة  ولحبيب الوائلي بنت هي أصغر أولادهِ تُدعى نعيمه من زوجته الثانية متزوجه من جاسم الشبوط كان يعمل مأمور إستهلاك في الكوت أنجب منها إبنهما البكر  الخطاط  محمد كان موظفاً في محافظة الكوت ثم محمود كان موظفًا في المحافظة ايضًا وإبنه البِكرُ قيس ثم يأتي أحمد وهو موظف في المحافظة وكان في رجله اليمنى عَرجًا لا أدري هل هو من الولادة أم بسبب عارض وقد توفي في السبعينات من قرننا  الماضي والرابع من أبنائهما حسين الموظف في المحافظة والمـتـقاعد حاليًّا يسكن في بغداد  وصديقي على الفيسبوك وله اولاد لا اعرفهم . 

    ولنعيمه بنات متزوجات لا أعرف إلّا واحدةً تزوجها إبنُ خالها هادي أحمد حبيب  الوائلي ولا أعرف عن بيت الشبوط أكثر من هذا وأتوقع هناك قربى بين جاسم  الشبوط  والاعلامي الاسلامي محمد عبد الجبار الشبوط  .     وتروي لي أمّي حادثةً عن جدّي الحاج حمّادي عندما كان طفلاً رضيعاً قامت زوجة  أبيه طميشه او صبيحه بفقئ إحدى عينيه بإبرةٍ على أثرها غطّتْ عينه غِشاوةٌ  بيضاء وعندما كبرت وأسَـنّتْ تخلّى عنها أولادُها [ محمد وأحمد وعلي أبناء حبيب  الوائلي وتولى رعايتها والعناية بها جدي الحاج حمادي وكأنّها أمُّـهُ وكان في غاية البِرّ  والاحسانِ إليها وهذا ما قالته لي والدتي . 

     ومن أبناء حبيب الوائلي هو الحاج أحمد وزوجتُهُ أُختَ عمّتي خميسه أم صادق  وابوهما الـحاج عـبـد الـوائلي وبذلك يكون عديلاً لعمّي عساف واسمُها إفْطيمه وهي التي أرادها عمي عسّاف عندما شاهدها وطلب من أهله خطبتها لكن الاقدار لها لِعْبتُها فتصير الخطوبة بطريق الخطأ الى أختها الاكبرالعمّة خميسه وكانت مفاجأةً  مُذهلةً لعمي الا انه رضي بقسمته وكان كما يُقال خجولًا ومطيعًا لأمّه جدتي زنوبه .   وللحاج أحمد حبيب الوائلي من افطيمه أولاد ، هـم فاضل عَمِلَ سائقاً في الادارة  المحلية و هادي مُعَلّماً وياسين نجّاراً وزهير مُعَلّماً وحبيب إستشهد أثناء خدمته العسكريه في شمال العراق على يـد المقاومه الكرديه عام 1978 وللحاج أحمد  حبيب الوائلي بنات متزوجات ولهنَّ أولاد تزوج إحداهُنّ إبن عمي صادق عساف بعد وفاة إبنة عمّه ساميّه الحاج نوري في عام 1963 وله منها ولدان هما  رائدة  وجعفر وهذا الاخير إستشهد أيضاً في شمال العراق على يد المقاومه الكرديه بعد أن  أصابته رصاصة قناص كردي قِيلَ أنها جاءت خطأً لأن المقصود كان المسؤول البعثي الذي كان الشهيد جعفر أحد رجال حمايته أثناء تجوالهم في مدينة السليمانيه عام  1982 وابنة خالته الزوجة الثانية تدعى خديجة .

    أعـودُ الى والدة جدي الحاج حمادي صبيحه أخت جدتي زنوبه فقد تزوجتْ بعد طلاقها من حبيب بالحاج بريسم الذي يسـكن النعمانية  وأنجبتْ منهُ الحاج محمد  وخضير ويعقوب ، ويعقوب قُتِل غدرًا في ليلة تخـرجهِ من الكلية العسكرية أثناء نومه في المدرسة العسكرية ولم يُـعلمْ قاتلُهُ ولم تُـعلم الـدوافع لقـتله وقد كانت والدتي تُحبه كثيراً لأنه خفيف الروح مَرِحٌ وصاحب نُكتةٍ كما أنّـهُ وسـيمٌ يُـلفِتُ نظر نسـاء الضباط الكبار مما جعله محطَّ شُبهاتٍ لديهم وهذا هـو الـسـبـب المُرجح  عـنـد والـدتي لـقـتله ، أمّا خضير فكان متزوجاً وله أبناء وبنات شاهدتُ أكبر أبنائه  ويُدعى رشاد مع إبن عمي ماجد نوري ورشاد إبن عم أمّه الحاجه مسالك ابنة الحاج محمد الرسولي ولها أخ  يُدعى كاظم وهو البكر من أمهما كافي .   وتزوج خضير بكافي بعد وفاة أخيه الحاج محمد ثم انفصلا ولم يُنجبا .  وللحاجة مسالك أخ أصغر منها يُدعى دينار وقد غير إسمه الى منعم توفي في الثمانينات ولا اعرف عنه شيءً غير أنه كان يسكن النعمانية البغيله سابقًا .   وسُلَيمون زوج الحاجه زكية شقيقة جدي الحاج حمادي يكون خال جابر غلام  لفته جارنا في محلة السيد حسين  وهو جد الفنان قائد فلفل النُعماني من امّه  نـســوم كما ذكرتُ سـابـقًا . 

    أمّا أولاد جدّي منصور من جدّتي زنوبه فهم والدي الحاج يوسف وهو بكرهما ثُمَّ  عــســـاف ومن بعدهما الحاج نوري بـلّـور ســابـقًا وآخرهم عـبود أوعبدالزهرة سابقًا وأبو جدتي يُدعى [ عبّاس محمد الكناني ] . 

    تُوِفّيَ جدي منصور وجدّتي ما زالتْ في ريعان شبابها ، وقد تقدّمَ  للزواج  منها كثيرون  من وجهاء ذلكَ الزمن منهم أحد شيوخ عشيرة المكاصيص وقد حال أبي بينها وبين  الزواج ، وعند مزاحي معها أحياناً اُذكّرُها بموضوع الزواج فتقولُ وهي مُنفعلة كِلّه من  أبوك لو متزوجه جان عندي جم ولد لو جم بنيه والحقيقة أنّ أنانية والدي ومَنْ  هُمْ على شاكِلتهِ من الرجال أنْـسـتهُ الحقوق التي تكفلتها الـشـريعة والقوانين والاعراف  لها وهذا النوع من الرجال لا يرى الشريعة والقوانين والاعراف إلّا من زاويته الخاصه ،  فللرجل الحقّ بالزواج مثنى وثلاث  ورباع ولا يحقّ للمرأةِ أن تـتـزوج بعـد أبيه أو أخيه  وللرجل ان يتزوج متى شاء ما دامَ هو متمكن على الاعالة أوحتى لوكان من متوسطي  الحال لا إشـكال في زواجـه لأنّه [ راجل ] كما  يقول المصريون. 

    أمّا اُمْ جدّتي [ زنوبه ] فهي العلويه [ مَـيّاسـه ] يذكر والدي ووالدتي أنّها إمرأةٌ غنية  وشخصية قوية ذات نفس كريمة لها أموال يُتاجر بها ناسٌ تثقُ بهم وتعطيهم نِسَباً  من أرباحها تزوجت مَـرّتان الزواجة الاولى من والد جدتي وهو الحاج عباس محمد  الكناني والثانيه من خلف المنصوري من أهل البصرة وقد أنجبتْ اربع بنات من  الاول أمّـا من زوجـها الثاني خـلـف المنصوري فأنجـبـتْ إبـنـاً واحـداً هـو الحاج سلمان  وهو أصغرُ من جدتي سِــنّـاً ومازالت دارها مسكونةً من أحفاد إبنها الحاج سلمان وهي  دار واسعه تبلغ مساحتها أكثر من ألف متر مربع يـنـفـذ إليها زُقاق دربونه يربطها بالـشارع العام وكُـنتُ أسألُ عن سـبب موقع الـدار في هـذا الزُقاق فتقولُ لي والدتي :  بأنّ جميع هذه البيوت التي تُحيطُ بالدار تعـود ملكيتُها الى العلويه ميّاسه وكان الناس يُحبونها ويتباركون بالـسـكن بجوارها فـتهـبهم شـيءً من الارض المحـيـطـةِ بدارها   رغـبةً مـن العلوية مـيّاسة بـأن تكون الدار قلـباً بـيـن الضلوع لحمايتها من اللصوص .  ولأخ جـدتي الحاج سـلمان ثلاثة أبناء وأربع بنات من زوجته نجيبة سلطان وامها  اسمها نونه وأم نونه هي كشيشه تصغير قِشّـه وخالة نجيبه هي حياة ولها إبنة متزوجه من شاكر الحلاق وأولادهما طارق موظف يعمل في بغداد ومحمود يعمل  في شركة التأمين بالكوت وقد صـدمتهُ سيّارة على طريق الكوت / العمارة مات على اثرها حيث كان خارجًا للدوام صباحاً وهو متزوج من ابنة خال زوجة اخي نافع . ثم يأتي أكرم وهو زميلي في دراستي المتوسطه متزوج من بنت ولي الحلاق أخو حَمَد  صفر الحلاق وعـزيـز أصغر أولاد شـاكر الذكور زاملني في الاعدادية وتخرج معلمًا  ولشاكر الحلاق ابنة متزوجة من ابن بنت خالتها عمران الحاج سلمان خلف  المنصوري وله منها أولاد لا اعرف عنهم شيءً ولكن اعرف انهم يسكنون في هذا  الوقت في بيت العلويه مـيّـاســه والبيت تعـود مُـلكـيـتُـه الان الى أخيه [ نوري الحاج سلمان خلف المنصوري ] . 

    وجميع أولاد شـاكر الحلاق متزوجون ولهم أولاد أمّا أولاد الحاج سلمان من نجيبه  سـلـطـان فهم نوري وسالم وعمران أمّا البنات فمتزوجات من أبناء فرمان في مدينة الحي وهُنَّ إفطيمـه وهي أكبر الاولاد متزوجه من محسن بن فرمان وربيعه الخامسة   في الاولاد متزوجه من تـومان بن فرمان  ولا أعرف شيءً عن أولادهن والثالثة في ترتيب  الاولاد نوريه مـتـزوجه من عبد الامير  عوده ابن عمتها كـوّه  سكنوا بغداد ثم  انتقلوا الى الكوت ولهما أبناء  أعرف منهم البنت الكبرى نـقِـيّه و يليها نـقي والثالث على ما اتذكر كريم فنقيه متزوجه من ابن خالتها عـلي محـسـن فـرمان وهو مهندس كان يعمل في معمل نسيج الكوت ولا علمَ لي عن أخبارهم والبنت الاخيرة  هي زهرة متزوجة من معلم اسمه محمد علي  في مدينة الكوت. 

    أعودُ الى ذِكرِ والدي الحاج يوسف وهو بِـكرُ أمّـه زنـوبـه حيث تعـرّض في طفولتهِ الى ورَمٍ في يافـوخ رأسهِ  وكان علاجه بطريقه لا يُصدقها العـقل وهو الكوي بمادة  الكبريت حيث حَفَرت هذه المادةُ  يافوخه ونزلت الى دماغه سألتُ والدي عنها  فيقول : إنّـه نجا منها بقـدرة الله سُـبحانَه وتعالى وأما ولادتُهُ حـسـب قـولِهِ كان عــام  1890 أو 1895. 

    عَـمِلَ والـدي مع والده في ألأعمال التجاريه في ذلكَ الوقت وكانت أعمالاً بسيطةً وهي   بيع وشـراء المواد الغـذائية من مدينة الكـوت الى الـقـرى المحيطة بها وبالعكس وكان  لــوالـدهِ مـركز تجاري للبيع في ناحية الفلاحية [ أم حلّانه سابقاً ] يُديرُ العملَ فـيـه  إبنه [ عـسّـاف ] الذي يأتي ترتيبه الثاني بعد أبي ، إلّا أنّ جدي [منصور] تركَ الارضَ  وزراعتها الى أبناء عمومته ظنّاً منه أن الارض التي تركها لهم جدّه [ خرنوب  ] في  أيــدٍ أمينةٍ وهي أراضي استصلاح شـاسعه تبلغ آلآف الـدونمات لكنّ الطمع والانـانـية لدى أبناء عـمومـتهِ دفعتهم ليحتالوا على أبناء عمّهم صياح بطريقةٍ قانونيةٍ وذلك  باسـقـاط اسـم جـدي صياح من الـقـسّـام الـشـرعي للورثـة وحصر الاسماء بـشاطي ومُطير  وتـعبان ونـشـر ذلكَ بالصُـحُـفِ الرسميةِ ولا أدري هل كانت غفلةً أم تهاونًا من أولاد  جـدي صياح  رفع دعوى ضد اولاد عمومتهم والمطالبة بحقهم.

    وقـد راجعتُ [ وزارة الري ] في بداية التسعينات من القرن الماضي وسألتُ الموظف  المعني بقـسـم الاراضي فأراني الصحيفة الرسميه  التي لا أتذكر إسمها والطريف أنّ  إسـم أحدهم وهو [ تَعبان ] كان مكتوباً [ ثُعبان ] مما أضحكني فـقـلـتُ للموظف  طلعوا الـكـلُّ ثعابـيـنٌ وليس ثُعباناً واحدًا.  
    وكنتُ أسأل أبي فيقولُ لي: عوضوني عنها في جنوب ناحية العزّه الفيصلية سابقاً   وهي الجهة المقابلة لمـديـنة الكوت  فرفضتُها ، وكنتُ أقولُ له وما هي خـسـارتُـكَ لو  قَـبلْـتَها ؟  فيـسـكتْ كأن لم يسمعني. 

    تزوج أبي [ الحاج يوسف ] في أواسط عام 1934  أو بداية 1935 حسب تقديري   في بيت [ جـدّته العلويه ميّاسـه ] في محـلّـة الـشـرقيه وهذه المَـحَـلّـة هي نـواة مدينة  الكوت أقول تزوج والدي بنتَ إبنِ خالته بدريه الحاج حمادي حبيب الوائلي بِكرُ  أبيها وأمّها [ خميسه علي ] وأمُّـها كما أخبرتني أمّي من قضاءالخالص ولها أخوات أذكرُ  وأنا طفل قـد نزلنا عندهم  [ أنا وأمّي وجـدّتي ] مرّةً أو مرّتين أيام الزيارات وكانتْ في  مدينة الكاظميه ولا أعرف من أخوات جدّتي إلّا الرسّام جميل حمودي وهو متزوج  من فرنسيه أنجب منها إبنتَه الوحيدة عـشـتـارالـتي تزوجت في بغداد ولا أعرف عنها شيءً ولجدتي [ خَميسه علي ] أخٌ كان يسكن الكوت يُدعى [ المُلّه رحمة الله علي ]  له أولاد أذكر منهم [ فيصل رحمة الله علي ] يسكن في بغداد الجديده بمحلّةٍ تقع  قرب الـمـشـتـل إشـتغل أوّل حياته جابياً في مصلحة نقل الركاب ثم تـقـاعـد وفتح وكالةً  لـبـيع الـمـواد الغذائية في منطقة قـريـبة مِنْ سَـكنهِ إلّا أنني لم أتعـرّف عليه ولاعلى أحـدٍ  من أولاده وقد حكت لي  أمّي عن أمها أن لعائلتها أملاكاً وبسـاتينًا في قضاء الخالص  وكنتُ أسألُها : لماذا لم يتابع موضوعها خالي [ عبد الامير ] فتجيبُ بأن لا حُجّة أو   مستمسك لديهم فأسكتُ وأترك النقاش وحسب تحليلي أنّه لا توجـد لـدى خالي  رغـبـةٌ في متابعة الموضوع واستخلاص حقوق أمّه من أخواله. 

     أقولُ تزوج أبي يوسف منصور من بنتِ إبن خالته الحاج حمّادي حبيب الوائلي  وسكنا بيت العلويه [ ميّاسه ] وكان والـدي يومَ ذاكَ يكبر والـدتي [ 25 ] سنةً على  قول والدتي و [ 35 ] سنةً  على قول خالتي فـطـومـه والطريف في هذه الزواجة أنّ  والدي عند ولادة أمّي وضع درهماً تحت وسادتها وقال : عسى أن تكون من نصيبي  فـضحكَ الجميع حينها للفارق الكبير في عُـمُـرِ مـولـودةٍ لها أيام ورجلٍ مؤهلٍ للزواج   وذكرتْ لي أمّي أن أبي كان قد تزوج في الحرب العالمية الاولى من إمرأةٍ خطبتها له  أمّه [ زنوبه ] في الطريق أثناء تنقلهم من مدينة النعمانيه الى جصّان أو من مدينة  الكوت الى مدينة النعمانيه أو جصّان لا أدري على وجه الـدقّه المهم أنّها كانتْ أثناء  رحلتهم خوفاً من الحصار الذي ضُرب على مدينة الكوت من القوّات التركيه والقوات  الانكليزيه أثناء الحرب العالمية الاولى حيث دارت معركه حاسمه إنتصرت بها القوات  التركيه على القوات الانكليزيه وسَلّم القائد الانكليزي نفسه الى القوات التُركيه وماتزال  شــواهد المعركه هي مقبرتان واحـدة للأتراك في منطقة الداموك  بأطراف الكـوت  وأخرى للإنكليز في وسط المدينه وبجانبها سـجن الكوت الذي تحول اليوم الى   دكاكين والمقبرة لم تعد كما كانتْ عليه أيـام الـعـهد المـلكـي من العناية والرعاية وفي  ستينات القرن الماضي رأيتُ قبرَ القائد العام الانكليزي الذي كان يتصدر المقبرة  قد نُبشَ واُخرجتْ منه الرفاة حيث نُقِلتْ الى إنكلترا تكريماً لخدمته ولا أدري لماذا تركت الحكومة الانكليزية رفاة جنودها الذين قُـتِلوا في أثناء المعركة دفاعاً عــن العَـلَم  البرطاني أمّا المقبرة التركية فلا أدري ما حلَّ بها بعد أن زحَـفَ بـنـاء مـديـنةُ الكوت الى  الداموك بل تجاوزها ، هذه هي موازين الحكومات تترك الصغار وقوداً لسياساتها ولا  تُبالي بهم  ليحصدوا ثمرةَ هذه الدماء اسـتعماراً  للـشـعوب واسـتغلالاً  لـثرواتِها .  
     وقد سألتُ أبي عن هذه الزواجه فقال:  أنّه لم يُنجب من زوجته الاولى لكونه لم يَقْرَبْها ولمّا أسألهُ لماذا طلّقها ؟ يقول بأنّ نفسه لم تتقبلها من ليلتها وقد عاملها بقسوة أثناء السفر في الطريق وهو يشعرُ   بالندم ويستغفرُ ربّه عن ذلك ويقول أبي عندما جئتُها بكتاب الطلاق  وجدتُها تغسل ملابسي فانتظرتُها لحين فراغها من الغـسـيل وبعد ذلك أعطيتُها كتاب الطلاق ثم  أخذنا بالبـكاء معاً وهذا من غريب التصرف من والـدي وقد سألـتُهُ مرّةً هل تعرف عـنها شـيءً بعـد الطلاقِ فقال لي أنّها تزوجتْ رجلاً من البصره وهي تُـقـيم معه هناك .   وقد مضتْ أعوام بعد أعوام ووالدي يطرقُ ألابواب كي يقترن ببنت الحلال إلّا أنّه لم   يُحالفهُ الحظ وكأن القدر رسمَ  ما تمناهُ والدي وهو أن تكون زوجتُهُ هي بنت إبن خالتهِ [ الحاجه بدريه الحاج حمادي حبيب الوائلي ] وتقول والدتي أنّ نيشان الخطوبة بقي سنتان متروكاً ووالدي متعلقٌ بـقِـشّـة الامل التي أصبحتْ حقيقةً بعد أن  كانتْ كفّة الرفضِ هي الارجح وكانت عِشّتَهما هو بيت جدّته العلويه ميّاسه وهذا  ما رسمه القدر المقدور لنا. 

    وتـزوج مِن إبـنـةِ جدي الحاج حمادي الـثانيـة إبـنُ خـالـتهِ الحاج حسون محمد  الناصر  وهي الثانية في ترتيب البنات هي الحاجه مدينه ثم أعـقـبها بعد بضع سـنين بزواج إبنه عبد العزيز من شــقـيـقـتِهما الـثالـثـةِ في الترتيب وهي الحاجة بسهن و أتوقع أن زواج أبي وابن خالته الحاج حـسـون كان في نفس العام وهذا ما أرجّحُـهُ رغم  فـارق الـعُمُـرِ  الكـبـير أيـضـاً لأنّ أبـي يـكبـر إبن خالـته الحاج حسون خـمس ســنيـن كما أخـبرني أبـي وكانت عِشّتهما الزوجية في محلة الشرقية وقريب من بيت العلوية  مياسة وهو مشتركٌ مع اخيه حنون محمد الناصر  الذي كان متزوجًا من الحاجة  صبرية بنت عبود من مدينة الحي واولاده عدنان والحاج سلمان ومنقذ وعصمت  الذي يسكن الان في السويد واباذر وهو اصغر اولاد حنون الناصر قد استشهد عند ضرب الانتفاضة التي حصلت بعد حرب الخليج الاولى في شمال العراق ولحنون  بنت تزوجت تدعى جليلة ولم تنجب.  

    وفي بيت [ العلويه ميّاسه ] يُرزق أبي ببنت أسموها [ لميعه ] ثمّ بابنٍ بعـد ســنـتـين  أسموه [ نافع ] وهنا أقف مُقـدّراً ولادتهما فالولادة الاولى تكون على الاغلب في عام  1936 والمثبت في هوية الاحوال المدنيه هو 1938 لأُختي [ لميعه ]  والولادة الثانية لأخي الاكبر [ نافع ] تكون في 1938 و يؤكـدّ قولي هــو ما ذكره صهري وإبن عمي  [ الحاج ناصر عسّاف ] حيثُ ذَكَـرَ لي أنَّ وفـاة والـده عام 1939 وأن أخــي [ نافع ]  كان مولوداً قبل وفاة أبيه بسنه او اكثر أمّا المثبت في هوية الاحوال المدنيه فهو  عام 1940 ثم تأتي الولادة الثالثة بعد سنتين حسب قول والدتي ببنت أسموها رفيعه  فيكون تأريخ ولادتها في 1940 والمثبت في هـوية الاحـوال المدنيه هـو 1942  ثـم  تعاقـبـت ثـلاث ولادات لإنــاث والـولادة الرابعة  لـذكـر وكانــت أســـماؤهن كـلآتي : 
    سميعه  وربيعه وسريعه وجميعهنّ فارقن الدنيا بعد ولادتهنّ بين عمر الستة أشهر  والسنة وهذا ما ذَكرتْهُ لي والدتي وعبد الرزاق هو الرابع ولا أعـرف تـسـلـسُـلُهم الولادي وكل هؤلاء كانوا على ما اتوقع في بيت العلوية أمّا ولادتي فكانت في بيت  جاني ملكشاه أي بعد ولادة أختي رفيعه بـأربعِ سـنوات أي في عام 1944 وكان  العـالـم قد شـارفَ على نهاية حربه العالمية الثانية التي أسـفـرتْ عـن خـسـارة دول المحـور وهي ألمانيا وعلى رأس حكومتها هتلر وإيطاليا ورأس حكومتها موسليني  ومعهما الامبراطوريه اليابانيه والعثمانية التي كانت تُسمى بالرجل المريض وجـاء تـسجيلُ ولادتي دقـيـقاً والـسـبب هــو أنّ الــدولة العراقية كانت توزع حصص غذائية   تموينة عن كل فرد في العائلة فجاء تأريخ ولادتي دقيقًا بتحديد اليوم والـشـهـر والسنة وكان مثبوتًا في هـوية الاحـوال المدنية الملكية التي كان يحتفظ بها ابي مع هويات  العائلة أما ماهـو مثبت في هويتي الحالية 1 / تموز / 1944 فهذا غير دقـيـق وذكـرت  لي والـدتي أن ولادتي كانت وقـت الربيع إمّا في نهاية شـهـر شـباط أو بـداية  شـهر آذار  وهو الارجح عندي باعتمادي عـلى هــوية لإبن عمي سامي نوري صادرة عن دائرة النفوس في العهد الملكي تُـشـير الى أنّ ولادتَـهُ في 10 / نيسان / 1944 ولمّا كُنتُ أكبر  منه بشهر على قول والدتي فمعنى هذا أنّ ولادتي 10 / آذار / 1944 وهو الصحيح  .  

    الحاج عطا الحاج يوسف منصور 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media