ملحم خطيب شاعر كرملي
    الأحد 21 يوليو / تموز 2019 - 21:33
    شاكر فريد حسن
    كاتب وناقد فلسطيني
    تعود علاقتي وصداقتي مع الشاعر الكرملي ملحم خطيب ، الى أواخر السبعينات ، حين كان ينشر قصائده وأشعاره في صحيفة " الأنباء " المحتجبة ، ومجلة " الشرق " المحتجبة أيضًا ، ثم في صحافة الحزب الشيوعي .

    وكنا تبادلنا الرسائل فترة من الزمن ، وما زلت احتفظ بها بين أوراقي المطوية ، وكان أهداني دواوينه " وجهك والمزامير " و " خلف النقاب الأبيض " ، و " قصائد تلاحق الضباب " .

    ولملحم ديوان آخر بعنوان " فتاة الزيزفون " كان قد صدر له في لبنان .

    وكنت تناولت تجربته الشعرية من خلال مقالة نقدية نشرت في حينه في عدد من الصحف والمجلات المحلية .

    ولمن لا يعرف ملحم خطيب فهو من مواليد دالية الكرمل العام 1953 ، أنهى تعليمه الابتدائي في قريته ، ثم التحق بجامعة حيفا بموضوع اللغة العربية والتاريخ ، وعمل في المعهد التطبيقي التخنيون  لمدة ثمان سنوات ، بعدها اتجه للمقاولات والأشغال الحرة .

    هو شاعر رومانسي ، جياش العاطفة ، مفعم الاحساس ، بارع الوصف ، وهو كالشعراء المهجريين  يكثر من وصف وتمجيد الطبيعة والحياة والبيئة وما فيها من سحر وجمال ، وله في هذا المضمار قصائد عديدة ، فضلًا عن قصائد المدائح والهجائيات والرثائيات والتهاني .

    تمتاز كتابته بالبعد الانساني والفكري ، وأسلوبه شفاف سلس ، ونصوصه سهلة عفوية منسابة متناغمة ومتجانسة ، تحفل بالاستعارات والتشبيهات والمحسنات البلاغية والمعاني الجميلة والموسيقى العذبة ، وتعتمد البحور الخليلية والتفعيلة .

    ومن قصائده اخترت هذه النموذج من ديوانه " خلف النقاب الأبيض " الصادر العام 1979.. حيث يقول :

    أغني لديارنا المقدسة

    أغني بما املك من أشعار

    بما عندي من قصائد تعيش في نفوس

    الجياع

    أطرق باب الكنيسة

    احمد رب السماء

    لك الحمد :

    من بلد العبيد السود البيض

    من بلد الايتام المشردين ، والنسوة الثكالى

    لك الحمد :

    من وطن الاصنام الجياع

    لطعم الحقيقة

    لك الحمد :

    وفي وطني يرفرف علم مجدك

    ارقص الاميرة على نغم الامير

    وتغني اناشيدي بأنغام الفرح

    ورسولنا المنتظر يمر في ديارنا

    خلسة ، لا عين تراه

    يبارك السهول ، الجبال ، وجذوع الشجر

    هكذا اقف ، في خفايا الليل

    أحملق في السماء

    ارجو لوطني الحبيب

    راية بيضاء

    تغني للسلام

    وتنشد للأمل

    اناشيد الكنيسة وآيات المساجد

    الهادئة ، الصامدة ،

    ترحب بقدوم الرسول المنتظر !

    ملحم خطيب شاعر عاركته الحياة وهمومها ، أثبت حضوره في المشهد الشعري الكرملي والمحلي ، لكنه غاب عن الساحة ، نتيجة انشغالاته في عمله ، وبات مقل العطاء بعد أن عرف بغزارة النتاج ، فتحية عطرة له وتمنياتي له بالصحة والعافية والمزيد من العطاء الشعري والأدبي .
    [[article_title_text]]
    [[article_title_text]]
    [[article_title_text]]

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media