أغراض الومضة الشعرية مع الامثلة
    الأثنين 29 يوليو / تموز 2019 - 11:58
    جمعة عبد الله
    تعددت تعريفات الومضة وفعل ومضَ في المعجم اللغوي , نقتبس بعضها : ومض ووميض , برق من الضوء . ومض البرق . لمع البرق . وميض الشيء وميضاً . من وهج من الضوء , بمعنى أنار . اشارة , او غمز . وكذلك ومضت المرأة يعني سرقت الانظار اليها . وغيرها الكثير من التعريفات اللغوية . لكن الحديث عن الومضة الشعرية حديث يطول ويتشعب ,  حول نشأتها واستخداماتها , وبرزوها كجنس شعري حديث . يعتمد على صياغة في بنية محددة ومميزة في الاداء الشعري , الذي يرتكز على التركيز والتكثيف المركز , في تكوين وصياغة الصورة الشعرية , كالبرق الخاطف والسريع . وتترك الاثر في نفس القارئ من ناحية السؤال والتساؤل , او من ناحية الاستعارة والمفارقة . او من حيث الرؤية والفكرة , التي تستدعي التأمل والتفكير والتمعن والتفسير . وتخلق التأويل المتنوع . لاشك ان كل هذه المكونات , تتطلب المهارة الشعرية , في الصياغة والتكوين , وتتطلب النضج الشعري واللغوي , ونضج الرؤيا بطرحها , بما تحمل من افكار روحية وفكرية وفلسفية  حتى تكون الرؤية التعبيرية والفنية , تحمل في تقنياتها روح  التفاعل المتبادل  .  بين الشاعر والقارئ أو المتلقي . في دلالاتها الايحائية والرمزية . اي انها تخلق الموقف والرؤيا والابداع ,  الذي يحرث في المشاعر والاحاسيس الوجدانية . تبرق او تلمع في الذهن أو الخيال  . اي ان الومضة الشعرية مفتوحة الآفاق غير محددة بنمطية واحدة وانما على انماط مختلفة ومتنوعة  . لكنها تعتمد على جمالية التركيز . من اجل أنارة الايحاء والترميز الدال في ومضة خاطفة وسريعة . هذا الجنس او الشكل الشعري . برز بشكل مكثف  في بداية السبعينيات على يد شعراء كبار ومرموقين في الساحة الشعرية والثقافية . . وظل واحتل مكاناً رائعاً بين الاصناف الشعرية  . لانه يتلائم من متطلب الزمن والعصر الحديث في  السرعة  . لذلك فأن الومضة الشعرية , لا تتطلب الوقت الطويل , نتيجة صياغتها الخلاقة في الايحاء العالي في المغزى , الذي يفجر الدهشة الخاطفة تكون متلائمة مع تقنيات السرعة والايجاز  . لاشك ان هناك مشتركات بين شعر الومضة , والقصة القصيرة جداً , ولكن هناك مفترقات ايضاً  , أهمها إن الاولى تكون  بصياغة شعرية , والثانية تكون بصياغة سردية . وتعددت اغراض الومضة الشعرية كتعدد الحياة نفسها  , ولكن نتوقف عن بعض من هذه الاغراض في الومضة الشعرية . 
    1 - الومضة الشعرية في الشائن السياسي : 
    نأخذ على سبيل المثال الشاعر أحمد مطر . في الرؤية الطرح السياسي . تميز في اسلوبية بارعة الصياغة الفنية والطرح السياسي, في التألق الشعري . حيث برز كشاعر مرموق وله مكانة كبيرة في الوسط الثقافي والسياسي . بانه يقف وبقوة مع المحرمين والمسحوقين والمظلومين , . ويفضح اساليب الطغاة من الحكام . في نهجهم في فرض سطوتهم الارهابية والقمعية فرضاً  . وبرز في اسلوبه الشعري المتألق في جانب السخرية والتهكم والاستهزاء ,  الى حد التندر بالكوميدية التراجيدية ضد الحكام وتعريتهم بشكل مضحك وساخر  ولاذع بشدة  . ليدلل على مهازل ومهاتر الحكام الطغاة , الذين يقودون الانسان الى المذلة والمهانة , والانتهاك القيمة الانسانية . لذلك عانى العسف والاضطهاد , واضطر ان يأخذ طريق الغربة والمنفى  قبل  ان تختطفه اليد الباطشة  , بعدما تجاوز الخطوط الحمراء . 
    × رأيت جرذاً / يخطب اليوم عن النظافة / وينذر الاوساخ بالعقاب / وحوله ... تصفيق الذباب . 
    × الحق ليس له لسان 
    والعزم ليس له يدان 
    والسيف يمسكه جبان 
    وبدمعنا ودمائنا يسقط الكيان 
    فبأي آلاء الولاة  تكذبان  
    × قرأت في القرآن 
    ( تبت يدا أبي لهب ) 
    فاعلنت وسائل الاذعان 
    ( أن السكوت من ذهب ) 
    × ترك اللص لنا ملحوظة 
    فوق الحصير 
    جاء فيها 
    لعن الله الامير 
    لم يدع شيئاً لنا نسرقه 
    إلا الشخير 
    × قبل ان تخرج 
    دع رأسك في بيتك 
    من باب الحذر 
    يا صديقي كل راس في خطر 
    ماعدا راس الشهر 
    × ولي عذري 
    فأني أتقي خيري لكي أنجو من الشر 
    فأخفي وجه أيماني بأقنعة من الكفر 
    لأن الكفر في اوطاننا لا يورث الاعدام  كالفكر 
    × قال لنا اعمى العيان 
    تسعة اعشار الايمان 
    في طاعة أمر السلطان 
    حتى لو صلى سكران 
    حتى لو اجرم أو خان
    حتى لو باع الاوطان 
    أنا حيران  
    × ما أغنى عنه ماله وما كسب 
    فصودرت حنجرتي 
    بجرم قلة الادب 
    وصودر القرآن 
    لانه ....... حرضني على الشغب . 
    2 - الومضة الشعرية في الحنين والفراق : 
    الشاعرة نجاة عبدالله : تملك براعة متمكنة في الصياغة الشعرية . ذات دلالات عميقة في مرأة الواقع . وقد صقلتها الغربة في تجربتها الشعرية , بشكل متألق . بما تفرزه الغربة من الحنين والشوق ولوعة الفراق . فقد احتلت موقعاً مرموقاً في تجربتها الشعرية , بالارتباط الوثيق في الانتماء الى الوطن , البلد البعيد الذي شطر القلب الى نصفين . واشعل نار المعاناة بالحنين ,  الى تلك الذكريات الراقدة في اعماق الوجدان . الى الارض التي انجبتها ودفعتها الى معاناة الغربة , لتحترق بنار الفراق . هذه المعاني الدالة بالايحاء والمغزى العميق في انجازها الشعري  . 
     لذلك تشرع اشرعتها الشعرية تجاة الوطن البعيد . الذي يعاني القهر والحزن . من عبث الخراب والحروب المجنونة . التي تحرق ازهار الوطن , وتأخذ فلذات الاكباد ظلماً , وتترك القلب يتلوع بنار الوجع والحزن  . 
    × ضوء خافت 
    يتلألأ خلف سؤالك 
    منْ أنتْ  !! 
    تعقد كفيك 
    وتنصت لأنين النار 
    × احذر 
    بارود الصدفة 
    قد تأخذك شهيدا 
    في دمية خاسرة 
    × كلهم غرباء 
    قطف الغيم وردتهم 
    وفرق النوح 
    أصابعهم 
    نسألك شمساً أيها الضباب 
    × أحذر فمكَ 
    قد يصرخ مرتجفاً 
    في البراري 
    × أنا القرية 
    لا تحفل بك , 
    أنتَ غربة 
    لا مأوى لها . 
    × نحن أخوة يا أبي 
    هكذا يقول الصباح 
    وهكذا يقول الندم . 
    × لما تزل شجرة النوح 
    أقطف دمعة منها , 
    تثمر ميتا في البلاد . 
    × يا شمس لا تأبهي 
    بظلام أحبتنا 
    ويقين فراقهم . 
    × وطني يقتلُ  صباكِ 
    أيتها الدموع 
    يعلق وردة بحجم قذيفة 
    على صدره الذهبي , 
    يأخذنا الغياب 
    × اكتموا نعش البلاد 
     أو لم تنته الحرب 
    أيها الاصدقاء 
    × قدمي في المنفى 
    قلبي يرتجف 
    كلما يتنزه رغيف 
    قرب النار . 
    × المرغم على الشوك 
    وقلبها 
    تسعل فيه الحروب , 
    خذ بخطوتي 
    إليك 
    تفترق البلاد 
    × أيها الندم 
    يا حلة أيامي القادمة 
    أقدم إليك قرابين الدموع
    وبلادة الروح العطشى . 
    3 - الومضة الشعرية في التصوير المدهش : 
    الشاعر فلاح الشابندر : السليقة العفوية في الموهبة والخيال الشعري الملهم . يقف ببراعة فائقة دون منازع الشاعر فلاح الشابندر  . يقف بكفاء عاليه ومبهرة في اسلوبيته الشعرية في الرمز وتكوين الصورة الشعرية , بشكل غير مألوف في الشعر , بأن يعطي وهج التصوير بتكثيف وتركيز بأقل المفردات , انه نحات ورسام بتصوير الكلمات بصورة مدهشة  , واعطائها بعداً  رمزياً بليغاً  , لها خلفيات عميقة من مشاهدات الواقع المحسوس وغير المحسوس , المرئي واللامرئي في تقنيات احترافية في الشعر  . وقد اثبت بأسلوبيته وجدارته , بأنه ظاهرة جديدة في الشعر الرمزي وفي تثوير الكلمات , ليخلق منها رؤية مركزة .   يعتبر في اسلوبيته الفذة  في شعر الرمز تخلق  ,  اطنان من الاسئلة والتساؤلات  في المفارقة والسؤال , حول صلتهما الوثيقة مع مجريات الواقع الفعلي  . ان تجربته الشعرية غنية بالابداع كظاهرة شعرية  جديدة ,  تتفاعل بفعل ديالكتيكي او جدلي من عمق السؤال , الذي يحتضن العالم والوجود . انه السؤال الذي يختصر المحنة وحيرة الواقع , يحتضن ماهية  قيمة الانسان ضمن هذا التناقض المتنافر والمتشابك , الذي يخلق المحنة في السؤال  , لذلك يحاول ان يفرز في  هذا الصراع المحتدم بين الفرقاء المعلومين والمجهولين . لماذا وكيف ومتى ولمن نتوجه في ظل هذا الضباب الكثيف ,  الى احد الفريقين المتصارعين  . او اين نوجه  السؤال  ضمن احتراق الحياة , كأنها تأكل نفسها بنفسها , لذلك يقود طرح  السؤال ,  بجمالية نحو ضفاف البعد العميق والقريب  . ليس له بد , إلا  من طرح صراخ السؤال المكتوم . 
    × من عُسر الأجوبة 
    جبلاً أصعد 
    - كسار حجر لعله  - 
    الفأس أخطأت الرسم , 
    واجترح الاسف 
    × الى الحرب : مع التحيات 
    ماتت ... 
    ماتت , زهرة البراري 
    × الليلة , عاودني الوجع . 
    مُصاب بقصيدة , توسلت القصيدة ..... 
    هل أطلقت سراحي ؟ 
    × إلا هاوية ..... 
    لا احد يكترث لك , 
    إلامن يُعبي صمتك َ 
    أيغيبني الفأر ؟ 
    × الكرة : جدل الاقدام 
    الحبل : جدل الرقص 
    السؤال : جدل السؤال 
    والجدل : جدل نفسه  
    × من جمرٍ , 
    أصرخ .. 
    الاسرار كتمتُها لا يغيبها النسيان 
    أحبك انتِ 
    × هل بيننا سؤال لا نعرفه ؟ لمستك . 
    × سألتها موعدا, فانتشر عطر الغواية . 
    صديقتي : أنثى الندى , 
    تسألني .. 
    صاغت الضوء أساور ! 
    × للفقد ملح دم الصبار , 
    فاهَ الصبر : شتاء النازحين , 
    يا عراق .... 
    × على كتفي , 
    أنتِ ظل الوردة . 
    وأنا : دهشة السؤال ! 
    × الصورة , 
    لا تنظر إلا لسواي 
    كل الذي حولي , 
    غير الذي أراه ! 
    × أضاع زهرة , بلا عقل ....
    هي 
    أجملُ منك ! 
    4 - الومضة الشعرية في رمزية الاشجار : 
    الشاعر سعد ياسين يوسف : الشاعر والاعلامي والاكاديمي المتمكن , في براعته في صنوف الادب والاعلام . وقد وظف رمزية الاشجار , كحالة  في تطوير التعبير الشعري , ربما لم تتطرق لها القصيدة من قبل ,  بهذا الزخم في رؤية  رمزية الاشجار , في رؤيتها الفكرية والفلسفية , ان ترمز المعنى الدال بشكل شمولي واسع الآفاق , يعني الاشجار  هي اصل الحياة والوجود , وترتبط بعلاقة عضوية بحياة الانسان , بكل شمولية واسعة , بهذا الخلق الابداعي الخلاق , يرفع شأن رمزية  الاشجار ودلالتها , الى الآفاق الاعالي الى حد القدسية للاشجار  . وفي علاقتها مع الانسان وفي حالة تبادل التأثير على الجانبين , اي عندما تكون الاشجار وارفة وعامرة الحياة والاغصان والخضار , ينعكس ايجابياً  على طبيعة الحياة والانسان, والعكس عندما تكون الاشجار في حالة سلبية , ينعكس سلباً على الحياة والانسان , بهذا الرمز الدال والعميق , في معنى الايحاء الرمزي . بأن الاشجار تأخذ البعد الكلي للحياة في الرؤية الفكرية والفلسفية . وفي المفاهيم الحياتية المحسوسة وغير المحسوسة , وكذلك في الظواهر المرئية وغير المرئية , فهي تحمل دلالة  الحياة . الموت . الضياع . الحنين والشوق . الغربة . الحب والجمال . المعاناة والقهر الاجتماعي . الوطن والانتماء . الانسان وموقعه في الحياة . بهذا التعبير الشمولي , نستخلص بان رمزية الاشجار , تعني الوجود والحياة نفسها . في علاقة عضوية متجانسة ومتناسقة ومتبادلة  . فالاشجار هي مانحة الحياة والعطاء والنماء والخصب . بدون الاشجار لايمكن ان تقوم الحياة بذاتها  , بل تكون صحراء موحشة , وبدون الاشجار لا يمكن ان يكون هناك انتماء وهوية للاصل . بل يكون هو الجحيم نفسه . بهذه الصياغات الفذة , يكون الشاعر امتلك اسلوبية شعرية فريدة في نوعها , وخوض غمارها في ظواهر الشعر الجديدة . 
     × عفوكَ ربي 
    قامت قيامتهم 
    سيأتونك عند سدرة المنتهى 
    ولكن كما رسمتهم النيران 
    لا كما خلقتهم في أحسن تقويم 
    × الغصون وتساقط 
    غصناً فوق غصنٍ 
    فوق غصةٍ ... 
     حتى تقطعت أزرار السماء 
    وتدلى ثديُها 
    × منذ أن توضَّأ التراب 
    بدمك الاخضر 
    قامت قيامتها الارض 
    صار لها وجه السماءِ 
     × معنى التجذر ألآتي بموج انبثاق 
    الخضرة التي أشعلتها في خشب السكونِ 
    وكلما جفت ينابيع صوت الله 
    × مذ أحببتكِ 
    قضى سبحانه 
    أن نظل رافعي رؤوسنا 
    ونحن ننظر الى بهائكِ 
    × تغادرني البهرجةُ 
    تشاغلني النوافذُ 
    الاكف التي تلوح لأشجارها 
    عند الغروب 
    × فقد بقيت عارياً منها , 
    تلك الابتسامة 
    التي علمتني 
    اياها ... 
    يوم كانت .... 
    إينانا .... !!! 
    × عابراً 
    بحر اشتعالي 
    بأسئلة ثقالٍ 
    × إن القصائد التي 
    لا تنبت أشجاراً تظل غربتك 
    ليست سوى 
    عصافير ميتة ... 
    × وما إن أبصرت المرآة 
    انتفضت 
    وتشظت معلنة ضدي 
    الحرب ..... !! 
    × بحسها الأزليَّ
    الريح التي عرفتُ كيف تسقطُ 
    أوراق الاشجار . . 
    كلما أجتاحها طوفانُ رغبتها المريرة 
    × مذ أمطرت سحابتي 
    والموج يغمرني 
    × ضوءكِ الصاعدُ 
    الى الجبل بجلالِ وحشتكِ 
    يطرقُ السؤالِ ..... 
    × أنتَ جدار ساكن 
    وليس لك سوى سقفٍ 
    سيغمض جفنهُ 
    قبل أن تدركَ 
    معناكَ ......  
    5 - الومضة الشعرية في جمالية الحلم والعشق : 
    الشاعر يحيى السماوي : يعتبر بحق عملاق القصيدة الشعرية  العربية , المجدد والخلاق في الصياغة الفنية وتقنياتها المتطورة في اسلوبية حديثة ومتجددة . وكذلك في الرؤية التعبيرية ,  الروحية والصوفية في الحلم والعشق . التي حلق بها الى السماء السابعة , الى قمم الاعالي , نحو المدينة الفاضلة في الحلم والعشق . ان تحتضن الاشياء المادية والمعنوية لمجريات الحياة والواقع . في الارتباط العميق للوطن . لقد جعل قصيدة عجينة طيعة وسهلة الانقياد والتشكل في اشكال تعبيرية فذة من المعنى والرؤية  , لتعطي الوهج الضوئي , على منصات العشق , في وجهه الانساني والنوراني في  الحالم في مدينة العشق , وحارس فردوسها الرمز الاسطوري المقدس ( إينانا ) , ان تكون البديل الاسمى لجراحات ومعاناة الواقع الذبيح من الوريد الى الوريد . ان تجربته الشعرية الطويلة , خلقت من خبرتها العميقة , انضج قصيدة شعرية حافلة بالجمال المتألق , في دهشة الابتكار والخلق والتجديد . وهو يؤسس فلسفة شعرية عشقية قائمة بنفسها بين ( عشقائيل وصوفائيل / العشق والحكمة ) , بوجهها  المشرق ,  كحلم بديل يمشي على الارض , ويغسل الاحزان والمعاناة والقهر  , التي خنقت الواقع خنقاً , وحاصرته بمثالب معيبة وجارحة كالاشواك المسمومة , مما دفعت الحياة الى البؤس والشقاء , لذلك يعطي البديل للمحنة الحياتية والانسانية ,  لواقع منكوب وميؤس , يضع  بديل الخراب هو  مدينة العشق الفاضلة , التي تعيد للانسان قيمته ومنزلته السامية  . وتعيد للحياة وجهها  المشرق , وتمزق السواد والحداد . هذا الاستخدام المبهر  في اللغة الشعرية الانزياحية , لها القدرة الفذة ,  في توظيف الاستعارة والمفارقة , من خلال توظيف الاسطورة العشقية , في آله العشق والجمال ( إينانا ) لتكون السقف العالي في السعي الحياتي نحو الحلم  . ان الوهج الروحي والصوفي في العشق , يملك مبررات وجوده , كمضاد لمشاق الحياة الثقيلة والمرهقة  , ولكي يشق جدار الظلام الطويل , بضوء عشقي ونوراني  , يحفز الذهن في الخروج من شرنقة الواقع الاخطبوطية , الى مدينة النور , مدينه الحلم الفاضلة في مملكة العشق . ولكن هذه المدينة الفاضلة , لا يدخلها كل من هب ودب . وانما هي للعاشقين الذين يحبون الحياة دون غيرهم , يحبون الجمال والانسانية دون غيرهم  . يحبون العشق كناموس حياتي دون غيرهم  ,  فأن ابواب فردوس المدينة الفاضلة , مفتوحةً  لهم فقط  ,  ليقطفوا  فاكهتها واثمارها وانهارها العذبة . هذا البديل الحياتي القائم على العشق والحلم . 
    × لو كان في صلبي خلاصي 
    ما خشيت 
    من الصلب 
    × أمس قبلَ الفجر 
    أو قبل أذانِ الظهرِ 
    لا أعرف بالضبط , التقينا ... 
    أين ؟ 
    × خلعت فستانها الوردَ ..... 
    فأعشى نورُ نهديها 
    مرآيا مُقلي 
    × كنْ كما شئتَ 
    تَنسكْ 
    أو تَشَيطنْ 
    فأنا كُلي لكَ الآنَ .. 
    وأنتَ الكلٌ ليْ 
    × ليقومَ 
    من تحتِ الرماد ِ ببردة العشقِِ الرميم 
    وترتدي الصحراءُ فستاناً 
    من الشجرِ الضليلْ !
    × تبكين .... 
    تشتعل الحرائقُ .... 
    أستغيث بماءِ عفوكِ 
    تضحكينَ
    فتخشعُ الاوتارُ في محرابِ حنجرتي .... 
    × سُورُ الكتاب جميعُها 
    بُدِئتْ 
    بسطر ’’ البسملة ’’ ! 
    × هيأتُ 
    للتنور أمسي فاحرقيهِ 
    وطهريني 
    من ذنوبِ لذاذةِ العشقِ الحرامْ 
    × نام الشاطئُ العطشانُ ...
    ها أنذا وحيدٌ كالعراق .... 
    ومثل باديةِ السماوةِ 
    لا الغديرُ ترودُهُ  الغزلانُ 
    والشجرُ الظليلْ 
    × فالسومري ونخلةُ الله الغريبةُ 
    يقنعان من البيادرِ بالقليلْ 
    × فلنُقِمْ 
    مملكةَ القبلةِ والضحكةِ والعشبِ .. 
    نصلي 
    كلما كبرََ عصفورٌ 
    وأمَّتْ  بالازاهير الفراشاتُ .. 
    × أشكٌ أنْ أكون قديساً 
    إذا لمْ أرتكبْ 
    معصيةً اقتطافِ تُفاحةِ فردوسكِ 
    وارتشافِ خمر تينِ بستانكِ والزيتونْ 
    × أشكُ 
    أنْ يغفرَ اللهُ خطيئاتي 
    إذا لم اتخذ منكِ يقيناً 
    يدرأ الظنونْ 
    6 - الومضة الشعرية في الحب : 
    الشاعر سعد جاسم : شاعر واديب متعدد المواهب والامكانيات الاديبة المتنوعة  . فهو شاعر وكاتب مسرحي وشاعر في ادب الاطفال . يمتاز بأسلوبيته الخلاقة في الصياغة الشعرية , في الخلق والتجديد ,  والبحث الدائم عن محطات اضافية في التعبير الشعري ,  بالصياغة المتألقة والخلاقة والمتجددة . يملك رؤية جميلة وانسانية في تعاطي شفافية الحب العذبة , ويجعلها قرينة الحياة , فلا حب بدون حياة , ولاحياة بدون حب , بهذه الجدلية , يعطي سمة وقيمة  بارزة للحب , بأنه مانح الحياة والعطاء, في انسجامية متدفقة في الترابط العضوي , بهذا الشكل يعزف على سمفونية الحب بمرح وانتشاء واشتياق , في نغمات تتراقص لها العواطف والمشاعر ,  بدفئ متدفق من ينابيعه الصافية . لكي تتغلب على معاناة الحياة والقهر الاجتماعي . بالحب المليء بحواسه الانسانية , بشفافية تشتهيها الروح , لكي تسكن اوجاعها . انه يغرس فسائل الحب بشكل جميل , يجعل المعشوقة بمصاف آلهة الحب والجمال . 
    × جسدكِ ... ؟ 
    مجرد الحلم بأحتضانكِ 
    يجعلني أرتجف 
    من اللذة 
    في مرآيا الطقوس 
    × عندما تقوظني قبلاتكِ 
    معلنة 
    أبتداء طقوس الماء 
    × خلاص 
    الموت 
    خلاص وحقيقة 
    وأنتِ 
    حقيقة وخلاص 
    × وأرتشاف زلال نهركِ 
    الصاخب ...... العذب 
    والمتمرد أبداً 
    على الاعراف والثعالب 
    × أنت أسطورتي الشخصية 
    والاخريات 
    حكايات 
    في ذاكرة السرير 
    × صلواتكِ 
    نوافذ شفاعة ٍ 
    وسلالم الى السماء 
    × التي تجلى الله 
    وخلقها من اجلي 
    كما لو أنهُ يقول لي 
    - خذ يا أنتَ 
    × كل تراب 
    لا يزدهر تحت قدميكِ 
    أديم كافر 
    × البرد يشدني اليكِ 
    يدفعني الى حضنكِ البعيد 
    فأتوهُ في غابات الثلج 
    × كل ليل 
    لا أكون فيه بأحضانكِ 
    ظلام لعين 
    × كل عطرٍ 
    لا يضوعُ من مساماتكِ 
    رذاذ مغشوش 
    × كل هواء 
    لا تتنفسين نسيمهُ 
    ريح فاسد 
    7 - الومضة الشعرية في الغربة والمهجر : 
    الاديب والشاعر قصي الشيخ عسكر : أديب وشاعر متمكن بجناحي السرد والشعر . وبتقنيات جمالية رائعة الابداع , وفي اسلوبيته الواقعية , في جوانب الغربة والاغتراب والمهجر . ويخلط في ابداعه المتجانس , بين تجربته في المهجر , وزمن الماضي الراقد في الذاكرة  , بما يملك من  تجربة وخبرة طويلة وعميقة , من مواجع المعاناة الحياتية في بلدان المهجر , يجسدها في خيال فني بجودة وابداع متألق . لان عوالم الغربة والمهجر , لا يمكن لاديب وشاعر مهما بلغت جماليته الادبية والشعرية , ان يخوض غمار ادب وشعر الغربة بصورة متمكنة  , أو نجد تجربته وابداعه ناقص . لان من يجسد معضلة الغربة والمهجر وقهرها النفسي , إلا من ذاق مرارتها , وتجرع لوعتها , وخاض غمارها بعواصفها الهائجة والمتقلبة . لذلك مثل مايقولون ( أهل مكة ادرى بشعابها ) فقد برع الشاعر الاديب قصي الشيخ عسكر , بمنتهى روعة الشعروالادب والابداع . والشيء البارز في نتاجه الشعري والادبي , يربط الغربة ومعاناتها بالوطن البعيد , بما يحمل من ذكريات حياتية , وكذلك من عسف وظلم دفعته الى خوض غمار  الغربة . لذا نجد في انتاجه الابداعي , ترابط الحياة الماضية بواقع الحاضر .  الغربة والاغتراب , في ادق التفاصيل الحياتية بين الجانبين , بعلاقة متداخلة بشكل عضوي . وكذلك محاولات التكيف مع الوضع الجديد في الغربة , رغم الصعوبات الجمة . ان ابداعه في المهجر , احتل مكاناً بارزاً ومرموقاً , في أدب المهجر , بحيث لا يمكن لاي كاتب وناقد موضوعي , ان يتجاهل ابداعاته المرموقة في هذا الجانب , حتى أن  بعض الكتاب والنقاد , اطلقوا عليه تسمية . رائد أدب المهجر , ويشارأليه بكل اقتدار ابدعي يستحق الثناء والاعجاب . 
      ×

    مأواك قلبي وذاك البحر والأرق

                               يانفحة من بقايا الأمس تحترق

    يالمحة من بقايا الأمس ساطعة

                           كم شدني نحوها الحرمان والنزق 

    ×

    كفني صمتك ياوطني

    فمتى تنطق عني!

    × 
    لمـّي الطريق ولملمي خطواتي

                      فلقد سئمت تشتتي وشتاتي

    كلّ الحكايات انتهت في ليلة

                           إلا أنا لما تزل مأساتي

    ×

    في الشارع إعلان

    في المنزل إعلان

    إعلان يتبعني في كل مكان

    وأنا أخرج من بلد النكبة أدخل في بلد الإعلان

    ×
    باسمكِ

    أخلق فوضى

    لايتورع عنها الكون

    × 
    لست أدري إذ اعترفت بذنبي

                   كلّ مافي الوجود حولي مدان

    فدعيني أفنى بعطرك إنِّي

                       لا مكان يضمني أو زمان

    ×

    البصرة أضحت تتجرد من ساعة سورين

    اما ساعة بيغبن فلقد كانت تعلن وقفا للنار

    لكنا أدركنا فيما بعد ان الحرب وان ماتت

    تبقى في فرشاة الرسم وفي كل الألوان

    × 
    في مملكة البترول

    الله وحده ولا شريك

    يجلس في عزلته على الرصيف دونما يدين!

    × 
    وطن ...ولكن للصوص

    قسمة ضيزى

    × 
    من دونك ياأمي

    كالطفل القابع في عزلته

    والعالم طفل

    محروم من لغة العفو

    × 
    وطني

    وطني أواريه بقلبي ان يمت     ان القلوب مقابر الاوطان

    × 
    منفى

    بل

    قشرة ُ موز ٍ


    كانت ملقاة فوق رصيف ٍ مهجور

    لم تدعسها إلا قدمي!

    × 
    لكني

    أبقى

    أبحث عن وطنٍ

    يُشرق في قلبي أي الأوقات أشاء

    × 
    مذْ غسلت أمي

    شعري

     بالغرينِ كان الغرينُ منفى

    تسعى نحوه باقي الأوطانْ

    × 
    خنجر

    المنفى وحده

    خنجريَ الباقي

    من أسلاب حروبي

    وحده يغرزني في صدر اليأس

    × 
    تهويمة

    غريبة المزاجْ

    تقبع في زاوية على الرصيف

    تعثر بي

    وحدي أنا

    من دون كل العابرين! 

    8 - الومضة الشعرية في المرأة : 

    الشاعرة رند الربيعي : الشاعرة اثبتت وجودها  المتمكن في الابداع الشعري . وقد اكتسبت مميزات واسلوبية خاصة في التناول الشعري . الذي ينحو نحو الشفافية الواقعية , في مجال مايخص الواقع المرأة  . وما يحرك وجدانها الداخلي , ان تقف مع المرأة ضد الانتهاكات الظالمة بالجور والقهر  , تقف وبقوة وبكل خوالجها وهواجسها  , في الدفاع عن حق المرأة الانساني في الوجود  , تقف بكل شجاعة ضد جروح المتكسرة في ظلم المجتمع تجاه المرأة , بحياة مهشمة وذليلة ,  التي يمارسها الرجل تجاه المرأة , كأنه امتلك التفويض الالهي بتقرير مصير حياة  المرأة , بأن تظل  المكسورة الجناح وعنصر معيب , كما تخلقه العقلية الاجتماعية المتزمتة والمتعصبة ,  والسائدة , التي تمارس القهر الاجتماعي لجنس حواء , كأنها تحمل خطيئة التفاحة واحدها ,  دون ان يشاركها الاخر ( آدم ) .  وتظهر في ابداعها الشعري على المكشوف , معاناة القهر والاستلاب . بأن المرأة لعبة بيد الرجل يحركها وفق ما يرغب او يشاء , وما على المرأة سوى الطاعة العمياء , اما اذا رفضت او تمردت , اصبحت خطرة على المجتمع , ولابد ارجاعها الى بيت الطاعة للرجل . بهذه العقلية السائد في الموروث الشعبي والديني في عقلية  الرجل , بنقصان عقل المرأة . وليس انها   شريك ورفيق اساسي  للرجال , يسيران في الحياة سوية بالاحترام والتقدير المتبادل . هذه منطلقات الشاعرة , تعرضها بأسلوبية منطقية , وتطالب بميزان العدل الحياتي للمرأة . لذلك ركزت في ابداعها الشعري , من اجل انسانية المرأة بأنها تحمل قيمة حياتية , لا تقل  قيمة عن  الرجل . 

    ×

    وجهُكَ معجزتي

    انفاسُكَ...

    هشيمُ زِجاجٍ،

    في رئتي!

    × 
    لن أبتكرَ صهيلًا لخيولٍ موتى

    مقطوفةُ حقولٍ

    زمنٌ معتقٌ دونَ طبقٍ

    بالوجعِ

    × 
    نعلنُ سفرَنا الكاذبَ لها...

    حقائبَ وَ مسافاتٍ،

    غرباءٌ برؤوسٍ مثقوبةٍ،

    النوافذُ مشرعةٌ لرذاذٍ مطري،

    زاغَ مِنْ غيومٍ تشرينيةِ

    × 
    كنت أحدثني في المرآة فلا أجدني

    ينتهي حديثي

    كصوت فاختة

    ×
    كم هي خائبة الحظ

    نسوة يوسف اللائي

    لم تريْنَ عينيك !؟

    إستحالة أن يحلَّ الشتاءُ

    فوقَ مصاطبَ عشاقِ

    ×
    ولأنكَ لم تأتِ؛

    يوم ولادتي...

    تاريخ خيبتي!

    ولَمّا طَعَنتَني...  ذاتَ مساء

    ×
     مَنْ قال إني هكذا؟ مَنْ قالَ إني خُرافةٌ؟

     اللّهُ .. حتى اللّه ! ها قدْ خصّني بكتابهِ

     مَنْ سالبٌ حقوقي؟

     ياأنتمُ يامعشرَ القمامة ياكُلكم مَنْ يدّعي الحضارة يفيضُ لؤمآ إسمّهُ ..

    وتسرقونَ عمرَنا وتذبحونَ حُلمَنا يا معشرَ الخُرافة

    ×
    يحييني ويهديني

    لأسلو بالقصيد ْ

    ياأراجيح سنيني

    قد علمتُ إنني عدتُ غريبآ

    ساخرآ

    ×
    تَجمَّرَتْ آهاتٌ

    في حنجرتي

    واحدةٌ تلو الأخرى...

    سكةُ قطار موت..

    رَبضَ في وطني المَكلومِ

    ×
    من الدهاليز المختبئة

    تحت صخور الموت

    راحت الدماء تلعق أقدامنا

    ×
    في آهاتِ الشجنِ،

    من غولِ الليالي...

    أَغرقتني كَسفائنَ .

    مرتجفةٍ

    ×
    صنعتْ نعوشًا...

    من عبقِ أحلامٍ مذبوحةٍ

    في المهدِ...

    وَ نبتتْ بين أصابعهم الغضّةِ

    سنابلُ اِنتظارِ يُوسُفَ

    ×
    وَ أنا... إنْ قُتِلْتُ فَوطني قاتلي!

    وَ سأُخَلَّدُ في سجلِّ المقتولاتِ،

    ظُلمًا وَ بُهتانًا...

    9 - الومضة الشعرية في الايروسية : 

    الشاعر سردار محمد سعيد : يقف في طليعة شعراء هذا النمط الايروسي , بكل اقتدار متمكن بجدارة   , ويضيف لهذا اللون الشعري مسحة جمالية , بأن العشق يتسلل بكل جوانحه الى مخدع العاشقة . ليضيف وهج مضيء في معنى ايروسية الفراش . لا يعتلي المرأة ظلماً واغتصاباً , ولا يلعب ويراهن على فحولته على حساب انسانية المرأة  , ولا يبرز عضلاته ليقع في رغبات الشبق الجنسي الوحشي والخشن  , بل يتعامل بشكل ميزان متكافئ , ليس فيه ثقل كفة على حساب كفة اخرى , بل الكفتان متساويتان , بالعشق والرغبة الجامحة . متساويان في قطف ثمار الايروسية على فراش العشق الوثير . بكل ود واحترام , وبشغاف عذبة , في الصلاة الايروسية . لا شهرزاد ولا شهريار , ولا عنتر بن شداد ( عنتريات ) . او ليس هناك أمير وجارية , بهذا مفهوم العشق الايروسي , التي يطلقها شعرياً , بكل جرأ  وصراحة . انه لا يتعامل في الشعري الايروسي , بأن يحرث في  النوازع   ( البرنوغرافية ) في الابتذال الجنسي , بل يعطي قيمة معنوية في  العشق الايروسي , يعطي قيمة وحياة انسانية للجانبين , لا غالب ولا مغلوب . وانما معاً يقطفان الفاكهة المشمشية . معاً يذوقان حلاوتها اللذيذة , على عتبات العشق المتوهج , بين العاشق والعاشقة .                                                                        



    غضب الخليفة لجواب البكر

    ألذ شيء في هذه الدنيا نكاح

    ولمّا قالت من نسائك

    نكس رأسه خجلاً

    ×
    تأوهات الواد

    تستفزسفح خصري

    تضج في عيني صخباً

    وتسيل على تفاح خدّي المفرط بالغنج.

    ×
    طائر يشدو بلا سبب

                  ولهاث العاشق الطرب

    يرتجي في سورة الغضب

                     رشفة من ابنة العنب

    ×
    تقحمْ  

    أمامك أثمارجناتي

    فما تشتهي أقطف وهشم ْ  

    فكم مرّة أينعت

    ×
    واعصف بي عصفاً

     لا يمنعه سدْ

    اغرز في قلبي سيفاً

    من وجد ْ

    مَن يحصي نبضات الرعد ْ

    ×
    فكّ الفجر مسامير الظلمة

    أرجوك تعالي ثانية

    حتى لو جئت بأجزاء مما كانْ

    لأحس بأني إنسان

    ×
    لا تهجر السرير

    ستعود مرغمة

    لتأخذ المناقير

    قد تسأل النسوة

    ألهذا القدر تحب عبق الزهور

    ×
    ترقص مع ارتعاشات لهيب القناديل

    ورجفات السرير

    وصيحات ربّات الخدور

    يذبن بلدغة عقرب النشوة

    ×
    وحق الفحولة

    لم تشتمل نساء الأرض أنوثة كأنوثتك

    وحق الرجولة

    لا فاكهة تداني قبلاتك

    لاالمشمش ولاالتين

    ×
    لم تبق جملة عذراء

    فُضّت البكارات

    كن باسلاً

    واقتحم القلاع

    كن عاصفة

    تهزّالشجرة

    ×
    في روحي ضجيج حروف

     شبق من عنيد التورية

    رقيق طيورتلوذ بالسنابل

    ضوضاء وحوش جائعة

    لكنها بهمسة تنهار

    ×
    وعشقت فيك .. كل الذي فيك

    رضابك على فنجان القهوة

    يقول لي : تعال

    هنا موضع شفتيها

    ألا تلثم

       جمعة عبدالله
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media