في محاولة جريئة لنقل قصّة العراقيين في حروبهم الطويلة و استراحات السلام القصيرة التي تخللتها من المحيط المحلّي إلى العالميّة، يرسم المهندس أحمد رفل الخليل صورة أدبيّة متقنة لموزائيك المجتمع العراقي من خلال اختياره لأبطال روايته (عودة إلى بغداد) - إصدار دار سطور للنشر و التوزيع، 2020.

كُتبت الرواية بأسلوب حديث يمتاز ببناء حالة ترقّب عند القارئ مع سرعة الأحداث وتوالي المفاجآت، يصلح لتحويلها إلى عمل سينمائي أو درامي. يتّبع المؤلّف تقنيّة السرد غير الخطّي حيث تُروى أحداث الرواية في غير تسلسلها الزمني و على لسان كل من شخوصها الاربعة في العراق و الأردن و أوكرانيا و ألمانيا و هولندا و النمسا و أميركا لتنقل الرواية قارئها إلى أجواء حياة العراقيين في الوطن و المهجر وإلى أحداث مؤثّرة يختلط فيها الحزن الدفين بالفرح الغامر و الإحباط الشديد بالتفاؤل المفرط و الجد بحسّ الفكاهة والسكينة بروح المغامرة لتسافر بالقارئ إلى محطّات واقعية لا تُنسى من تاريخ العراق طيلة 39 عاماً بين 1980 و 2019.

تروي (عودة إلى بغداد) قصّة إلتقاء عبد الله الصقر و علي يحيى و نشأت العفري وهم ثلاثة شباب عراقيين من بغداد و البصرة و تلّعفر و آمال بنيامين وهي شابة عراقية من الموصل في سكن رخيص بأطراف العاصمة الأردنية عمّان عام 1995، و كلٌّ منهم له حكاية جعلته يترك بلده و مدينته و أهله الذين لم يتصور قبلها يوماً أنه يمكن أن يعيش بعيداً عنهم. يجمعهم هدف مشترك هو الوصول كلاجئين إلى الإتحاد الأوروبي و تنشأ بينهم صداقة وطيدة أثناء محاولتهم لعبور الحدود من أوكرانيا إلى بولندا. ثم تبدأ سنوات الإستقرار والنجاح المهني و تحدّيات التأقلم و الإندماج مع حضارة الغرب في أوروبا و أميركا. لكن في الوقت الذي تتطلّع فيه عقولهم صوب الغرب تبقى قلوبهم متوجّهة صوب الشرق حيث جذورهم الراسخة في العراق، و يبقى حلم العودة إلى الوطن يراودهم بإلحاح ليصبح سؤال (أن تعود أو ألّا تعود) بالنسبة لهم - كما هو لملايين المغتربين - كسؤال هاملت الوجودي (أن تكون أو ألّا تكون). ثم يلتقي الأربعة بعد طول انتظار عام 2019 في بغداد كما حلموا، ولكن ....

للأتصال بالمؤلٌف:

Email: arkhalil16@live.com

Mobile (and Whatsapp messages): +971503631204