تفريغ الشارع من مضمونه (خيره ماقل ودل -7)
    الأربعاء 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 06:50
    د. أسامة حيدر
    للشارع مقومات اهمها العمق والصدق المجتمعي . وتاثيره في الزخم السياسي لتحقيق الحراك الشعبي في التغير  والتجمع. كان ومايزال الشارع يحمل زخم التغير والاصلاح , وتحريك الاغلبية الصامتة في البلاد , عندما تكون المضامين واضحة تمثل هموم  الطبقات صاحبة المصلحة في التغير والاصلاح. 

    الإصرار على تفريغ الشارع تماما من الحراك الشعبي ومحاصرة حق الناس في التعبير والتجمع، يعد بطريقة أو أخرى محاولة لمحاصرة الإصلاح والحد من الزخم السياسي المؤيد له بقوة.وهو ارهاب تمارسة احزاب السلطة.

    في العراق اكثر من شارع بينهما خطوط تماس حساسة بين الشارع المسؤول الواعي الذي يتحمل مسؤولية اللحظة التاريخية ويحترم انجازاته وخبراته السياسية, وبين الشارع المندفع والرخو الذي يُقاد ولا يَقود بل مُهيئ للتوظيف , وان يتحول الى موضوع للصراع بدل ان يقود الحراك الشعبي ويحدد مساراته في تحقيق الاهداف وقد ركب الموجة  جانب من الشارع من قبل قوة الفساد حينما تشعر ان الشارع قد حاصرها وضيق الخناق عليها. من اجل خلط الاوراق في محاولة للتملص والهرب لاعادة انتاج الواقع المزري بادوات اخرى وهذا مايؤدي الى فقدان الثقة في قضية الشارع الحقيقية, مايعني فقدان العمق لحركة الشارع , ثم يوفربيئة لفقدان ثقة الناس بالحركات الاحتجاجية التي جعلت من نفسها مترددة تتابع وبلا فعل ايجابي حركة  تجمعها وتنقلها ومسار مرورها فقط. 

    تفريغ الشارع العراقي من محتواه الناضج وطنيا , تتلائم مع مافيات الفساد وتعملق الاحزاب السياسية على حساب الدولة .والعراق مثالا لايقتدى به بل تنمج فيه تيار السلطة المنتفع و الفاقد للبعد الاستراتيجي لاهمية الحراك الشعبي المتنوع. 

    الشارع رصيد للجميع، والإفراط في استخدامه والصراع حوله يفقده قدراته الحقيقية، ويجعله مجرد جزر رخوة يستثمر فيها من يشاء. يحدث ذلك دائما حينما تعجز القوى المحركة عن توفير حد معقول من صياغة قضية الشارع. وصمت الشارع العربي دليلا على فقدان التاثير والقدرة على تحقيق الانجازات . لايوجد محرك لشارع جماهيري حقيقي مالم تكن هنالك نخب تحركه وتمتلك مشروعا يحمل مصالح كل الناس,لا مصالح فئة دون غيرها .

    26 -11-2020 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media