غلاف الدين!!
    السبت 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2020 - 06:57
    د. صادق السامرائي
    يقول إبن رشد:" التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل , فإن أردت التحكم في جاهل , عليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني".
    فالواقع  السلوكي البشري يؤكد أن الأديان ومنذ ظهورها , تتحول إلى وسائل للتحكم بمصير البشر وقيادته وإستعباده , وقد جرت الحياة على هذا المنوال في أجيال البشرية المتلاحقة.
    وتواصل الإعتماد على الأديان كوسائل للحكم , فإرتبط الحاكم أو السلطان بقوة إلهية , أو هو الإله أو نصفه أو يمثله , وغير ذلك من التوصيفات التي تمنحه قوة مطلقة , وتعفيه من الروادع والضوابط وتضعه فوق البشر.
    ولا جديد في الأمر إذا قلنا أن الدين تجارة مربحة , بل أنه وسيلة للعيش عند الذين يسمّون أنفسهم بمسميات ذات دلالات متصلة بدين.
    وفي الوقت الحاضر , تبين أن الدين من أسهل الوسائل للفتك بالعرب والمسلمين , فصار غلافا لِما هو ضد الدين , وأصبحت الحياة بتفاعلاتها ذات صبغات دينية متنافرة , وتتسبب بتداعيات عدوانية سافرة على الدين وأهله.
    ولا يمكن القول بأن للدين مَن يمثله بنقاء وصفاء , ويعمل بتعاليمه السمحاء المنبثقة من القرآن , وإنما لكلٍّ دينه , وكأن الدين يمثل الأهواء الفاعلة في البشر الساعي لدنياه بقوة شروره.
    والعجيب أن الدين قوة تحقق تبعية مطلقة لشخص ما , يكون في عُرف الوعي الجمعي الخانع هو الدين , والذي يتوجب الإمتثال لأمره , وفي ذلك تكمن مصيبة الدين!!
    فهل من دين قويم؟!!


    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media