أمة كان زوبعة في فنجان!!
    الخميس 20 فبراير / شباط 2020 - 06:27
    د. صادق السامرائي
    كنا كذا وأصبحنا كذا!!
    كنا أمة فأصبحنا كومة!!
    كنا متقدمين فأصبحنا آخر المتأخرين!!
    كنا وكنا وفي حاضرنا لن نكون!!

    هذه آلية إقترابنا من ذاتنا وموضوعنا , تتكرر في أيامنا وتتدفق الرسائل بصورها ومقالاتها , تتحدث عن كنا وتتباهى وتتفاخر وتتحسر وتتنكر لآليات نكون!!

    هكذا نفكر والأجيال تدور في طاحونة كان , وكأن الذي كان منتهى ما يمكنه أن يكون , ولا يمكن بلوغه , لأنه مع الأيام بعقودها وقرونها , قد إكتسب قدسية كاذبة , وخيالية سائبة جعلت منه أشبه بالتصورات الفنتازية التي لا تلامس الواقع.

    ورموز كان كأنهم ليسوا من البشر , وما قاموا به هو من أعمال الآلهة العظام والفتوحات الجسام , وإن القول بغير التعظيم والتفخيم والتقديس لهم , يعد كفرا وإعتداءً على حرمات وأيقونات تتشبث بها الأجيال إلى حد الجنون.

    فهمُ المطلق الأصدق , والحق الأعمق , و"كان" عبارة عن هالة قدسية وروح سماوية , وهوية سرابية تطاردها الأجيال الغاطسة بأوحال الخيبات والإنكسارات والإنتكاسات المتراكمة.

    إنها حالة الحياة في دوامة بهتانية تفتك بالأجيال , ولا تأخذهم إلى مسارات واقعية ذات قيمة عملية وإنجازية.

    فهل لنا أن نتفكر بواقعنا الذي نحن فيه , بدلا من الإنغماس في مستنقعات القهقري؟!!

    وهل هي العِظامية المدججة بالقنوط والجمود والتحنط والتصمل والخمود؟!!

    و"إن الفتى مَن قال ها أنا ذا...ليس الفتى من قال كان أبي"!!


    د-صادق السامرائي
    1422020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media