بعضُ الحقائقِ المُتعلِّقةِ بملفِّ القوَّاتِ الأَجنبيَّةِ [القِسمُ الثَّاني]
    الثلاثاء 24 مارس / أذار 2020 - 13:06
    نزار حيدر
       لوكالةِ [مِهر] للأَنباء؛
        
      *قرار إِخراج أَو بقاء القوَّات الأَجنبيَّة هُو قرارٌ سِياديٌّ
       نُقطتان مُهمَّتان يجب أَن ننتبهَ لهُما في هذا الإِطار؛
       أ/ إِنَّ قرار إِخراج أَو بقاء القوَّات الأَجنبيَّة في العِراق هوَ قرارٌ سياديٌّ بامتياز لا يحقُّ لأَحدٍ أَن يتدخَّلَ فيهِ أَو يتحدَّث عنهُ.
       إِنَّ مُؤَسَّسات الدَّولة بمُختلف إِختصاصاتها هي التي يجب أَن تتَّخذ القرار المُناسب وفي الوقتِ المُناسب.
       ب/ إِذا ظنَّت [الميليشيات] التي تنشط في البلادِ لصالحِ أَجنداتِ [الغُرباء] بأَنَّها قادرةٌ على فرضِ إِراداتها على الدَّولة مِن خلالِ إِرباكِ الوضعِ لاستعجالِها لتتَّخذ القرار الذي تريدهُ وليس القرار الذي يصبُّ في نهايةِ المطاف بالمصلحةِ العُليا للبلادِ، فهي واهِمةٌ.
       إِنَّ مثل هذا القرار يتعلَّق مُباشرةً بالأَمنِ القَومي للبلادِ ولذلك لا ينبغي أَن يُتَّخذ تحتَ تهديدِ [الميليشيات] وهو الأَمرُ الذي تستوعبهُ الدَّولة بمُختلفِ مُؤَسَّساتها، والذي تبيَّن واضحاً بالبياناتِ والمواقف التي صدرت عن كلِّ المُؤَسَّسات الدستوريَّة المعنيَّة وذات العِلاقةِ ومنها هيئة الحشد الشَّعبي التي تنظوي تحت سُلطتها الفصائِل التي قاتلت الإِرهاب وانتصرت عليهِ جنباً إِلى جنبِ قوَّاتنا المُسلَّحة بمُختلف صنوفها وعناوينَها وكذلك قوَّات البيشمرگة.
       وما دونَ ذلكَ فهي [ميليشيات] خارجة عن سُلطة الدَّولة حتَّى إِذا تلفَّعت بعناوينَ مُقدَّسة!.
       ولقد إِتَّضحت أَخيراً الكثير من الحقائق المُتعلِّقة بموضوع الحشد الشَّعبي والتَّمييز بينهُ وبينَ [الميليشيات] الخارجة عن سُلطة الدَّولة والتي تعبث بأَمن البلد وسيادتهِ، من خلال الحديثَين المُهمَّين اللَّذين أَدلى بِهما مُعتمدا المرجع الأَعلى في كربلاء المُقدَّسة أَصحاب السَّماحة الشَّيخ الكربلائي والسيِّد الصَّافي، خلال إِستقبالهِما لقادةِ عددٍ من فصائل الحشد الشَّعبي خلال الأَيَّام القليلة الماضية.
       إِنَّ فكَّ الإِرتباط بين العنوان [الدُّستوري والقانوني] وأَقصد بهِ [هيئة الحشد الشَّعبي] وبينَ بقيَّة العناوين كان ضروريّاً لتوضيح المُلابسات التي طالما وظَّفها المُتربِّصون بالعراق للطَّعنِ به وبإِنجازاتِهِ.
       إِنَّهُما أَكَّدا على أَنَّ جَوهر موقف المرجع الأَعلى بهذا الصَّدد يستند إِلى مبدأَين إِثنَين؛
       *أَن لا يُزج الحشد الشَّعبي بالصِّراعات والتَّنافسات والمُناكفات السياسيَّة بين مُختلف الفُرقاء السياسيِّين، فذلك أَمرٌ مُخالفٌ للدُّستور والقانون الذي منعَ زج القوَّات المُسلَّحة بالعمل السِّياسي.
       *أَن لا يتحوَّل الحشد الشَّعبي إِلى أَداةٍ من أَدوات التَّصعيد للصِّراع الإِقليمي الدَّولي على الأَراضي العراقيَّة. 
       فالحشدُ الشَّعبي، كونهُ جزءٌ من المنظُومة الأَمنيَّة والعسكريَّة الدستوريَّة والقانونيَّة في البلادِ، مسؤُوليَّتهُ حماية الدَّولة ومؤَسَّساتها وقراراتها، وليس توريط البِلاد وزجَّها في الصِّراعات الإِقليميَّة أَو الدوليَّة، أَو العُدوان على البعثات الأَجنبيَّة مثلاً أَو على القواعد العسكريَّة الوطنيَّة التي تستضيف القوَّات الأَجنبيَّة التي بقرارِ الدَّولة وبشَكلٍ رسميٍّ وقانونيٍّ، وهو الأَمرُ الذي تفعلهُ [الميليشيات].
       أَمَّا كيفَ ومتى يُمكنُ تنفيذ قرار إِخراج القوَّات الأَجنبيَّة من البلادِ؟! فذلك يتحقَّق بشرطَينِ أَساسيَّين؛
       *بناء الدَّولة وتقوية مؤَسَّساتِها لوضعِ حدِّ للدَّولة العميقة ودَولة [الكانتونات].
       *بناء وتقوية المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة لحصر السِّلاح بيَد الدَّولة وتفكيك [الميليشيات].
       س٣/ كيفَ تُقيِّم التحرُّكات الأَمريكيَّة الأَخيرة باستهدافِ مراكز ومقار الحشد الشَّعبي والقوَّات المُسلَّحة؟!.
       ما هي أَصداء هذهِ الخُطوة التصعيديَّة داخل العِراق؟.
       ج/ مرَّةً أُخرى أَقولُ أَنَّهُ عِدوانٌ سافرٌ على سيادةِ البلد التي انتهكتها القِوى السياسيَّة ومَن بيدهِ زمام الأُمور عندما لم يلتزمُوا بالدُّستور وعندما لم يحمُوا سيادة البلد من تدخُّلات [الغُرباء] على حدِّ وصف الخطاب المَرجعي.
       صحيح أَنَّ كلَّ مُؤَسَّسات الدَّولة والقِوى السياسيَّة إِستنكرت هذا العُدوان وهذهِ الجرائم، ولكن هذا لا يكفي ولا يحولُ دونَ تكرارها، إِذا لم يتَّخذ العراق الموقف السِّيادي الحازم والحاسِم لضَمان عدم تكرارها.
       *يتبع..
       ٢٣ آذار ٢٠٢٠
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E_mail: nahaidar@hotmail.com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar2
    ‏Skype: nazarhaidar1
    ‏WhatsApp & Viber : + 1(804) 837-3920
    *التلِغرام؛
    ‏https://t.me/NHIRAQ
    *الواتس آب
    ‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media