فاين تذهبون...؟؟؟!!!
    السبت 4 أبريل / نيسان 2020 - 17:30
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    بسم الله الرحمن الرحيم: "يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيئ عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ." 
    ".1-2 "الحج-

    يخطأ من يعتقدني هنا اني احاول ان اكون ناصحا لخلق الله تعالى لما وصلنا اليه من ضلال وفسوق والتماهي مع نزوات الشياطين وتركنا لديننا الحنيف وراء ظهورنا. فهناك من علماؤنا الابرار من تقع عليهم مهمة هذا النوع من النقد وتصحيح السلوك الانساني والديني. 

    لكني ، وانا اجد نفسي كمؤمن أحرص كثيرا على ابتعادي عن الضلال وكل ما لا يرضى الخالق تعالى، فاني اتكلم هنا من وجهة نظري حول ما اجده شيئا رهيبا يتعلق بسلوكنا الشائن ولما أوصلنا اليه انفسنا لنتيجة ما يغشانا ويغشى العالم كله اليوم من غضب الله سبحانه وتعالى على الجميع ، فأحار كيف ان وعد الله حق ، وأن الله سبحانه وتعالى الملك القدوس السلام الخالق البارئ ،  وبين عشية وضحاها ، قد هز الكون باسره كما تهز العاصفة الغاضبة سعف نخيل يابس ليتساقط بهذا الشكل المريع. 

    فالحياة التي خلقها الله تبارك وعلا، والتي ظنناها انها ستمضي في طريق "امنها واستقرارها" حتى تقوم الساعة ليأتي بعد ذلك يوم الحساب ، لكنا وجدنا انها ليست كذلك بعد أن طغى في النفوس التكبر والعصيان الى درجة أن اصبح الباطل وحده الكفة الرابحة في هذه الحياة الفانية ، الامر الذي أغضب الله تعالى سبحانه ، غضبا عظيما فجعلنا اليوم نعيش هذا الهلع العظيم الذي يهدد حياة الجميع.  

    فسبحان الله وتعالى ، وهو الحق المبين وهو القادر وحده على كل شيئ ، جعلنا نرى بام اعيننا ، كيف اننا بين ليلة وضحاها ، قد تصدعت حياتنا وغشى الهلع عقولنا التي اطمأنت في غيها واسفافها وتمادت في ارجاسها وظلمها . فسلوكنا الدال على أسرفنا في الاستعلاء والكفر والتجبر بحق ديننا الحنيف وقيمنا الانسانية ومباديئ الشرف والفضيلة والتسامح والعلاقات الانسانية , كلها اصبحت مجرد مصطلحات هينة غابت عن الحياة وعن السلوك الانساني الذي أمر الله به ، فكان الجواب كل ذلك ، بسمه تعالى : "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب"!.  

    اننا نرى اليوم كيف تتلاطم النفوس مع بعضها البعض كتلاطم سفينة في بحر هائج ليس له قرار. فالناس يعيشون اليوم في ذهول وحيرة ورعب الموت بالبساطة التي تنسجم مع ما يستحقه الانسان نفسه من عدم اكتراثه بقيم الخالق تعالى نتيجة لفسوق وعصيان هذا الانسان الظلوم لنفسه ولدينه وللرحمن تعالى خالقه. 

    واليوم ، وبعد ان غشانا الهلع وسقطت اراداتنا كاوراق الخريف واصبحنا نعيش في ذهول نتلاوم مع بعضنا البعض  ونعيش فوضى وهلع هذا الموت المفاجئ السريع الذي راح يلتقط البشر ويرسلهم الى القبور وبغض النظر عن الاعمار والغنى والفقر والعلم والجهل ومواقع الحياة وبغير حساب، فهل سنستغفر الله تعالى ونتوب اليه وهو الغفور الرحيم؟؟!!  

    فهذا القدر المخيف الذي أمر به الخالق تعالى ، هو موت مشوب بغضبه تعالى على عالم لم يرعوي ولم يتقي ولم يسجد لله تعالى حامدا شاكرا لانعمه ومشيئته وحده ، الله رب العالمين تعالى . 

    فسبحانه وتعالى ، لم يستخدم الرصاص او المدافع اوالطائرات أوالدبابات لكي يغرق خلقه جميعا هكذا بهذا الهلع العظيم الذي تتيه النفوس فيه وبهذا القدر من الرعب . ولكنه سبحانه، قد أقض مضاجعنا جميعا وبث فينا الرعب وانزلنا من علياء تكبرنا وأرجاسنا  في هذا العالم المستكبر الظالم في بلاء عظيم من خلال "فايروس" لا تستطيع حتى العين المجردة أن تراه او تدرك بطشه ، ولا حتى تدرك كيف منازلته بأعظم ما يمتلك هذا العالم المتهورمن تقدم علمي وطبي وحضاري!!! حيث جعل ، سبحانه، من هذا الفايروس الضئيل تهديدا مباشرا لحياة طالما تبجحنا  بها وتبجحت بها دول كثيرة من خلال قدراتها النووية وبرامج اسلحتها الفتاكة وما تسميه "بحرب النجوم"!!! 

    ولكننا ، نرى اليوم وبام اعيننا ، كيف خسئت وتخسأ كل هذه التكنولوجيات وكل التقدم والتبجح الفارغ امام قدرة الله الواحد الاحد القوي العزيز!!!
    فهذا الموت الزؤام المفاجئ الذي يهبه الخالق سبحانه لمن يشاء من عباده، هل سيكون درسا لنا جميعا في العراق على الاقل؟؟؟!! بعد ان رأينا في اعيننا كيف انقلبت موازين الحياة هكذا رأسا على عقب! وكيف تبعثرت الثروات وألاموال والطاقات والقدرات والعلوم ، وكيف خسأت العبقريات ، وكيف تقهقرت وانزوت التلكنولوجيات ذليلة لا تلوي على شيئ . وكيف غدا هذا الانسان الضعيف الحقير المغرور، امام مشيئة الخالق الباريئ المصور سبحانه ، ليهدد عروش الطغاة، وكيف يقذف الرعب والهلع في قلوب الملوك والامراء والاباطرة والجيوش الفاهرة ، اؤلئك الذين نسوا الله "فأنساهم أنفسهم".  وكيف أن سبحانه وتعالى قد ملئ قلوب جميع خلقه بهلع الموت المتربص القريب المفاجيء "إلا من رحم الله، انه هو الغفور الرحيم"  موت يأتي فجأة بلا مقدمات ولا انذار، مجرد اعراض مرضية بسيطة ، لكنها تحمل معها الموت ، فلا تترك مجالا لتهيئة ألنفس ولا حتى ترك وصية او وداع اخير!!!  

    الله تعالى ربنا الواحد الاحد ، قد رمى اليوم النفوس ولكل من على الارض من خلقه الطائش المستهتر المفعم بالارجاس والفسوق والعصيان والتمرد وسوء الظن بالخالق العظيم، رماهم بهذا البلاء العظيم فجعلهم سبحانه ، ينامون على فراش من هلع ، ويتستيقظون على هلع أعظم ، فالجميع في انتظار السيد الموت "إلا من رحم"...  فلا أحد يعلم متى سيغشاها هذا الموت؟ 

    فويل لتلك القلوب المفعمة بالرجس والاثام ، وويل لتلك الحكومات والاحزاب السياسية العراقية التي نسيت الله تعالى ، "فأنساهم انفسهم" . النفوس التي "اطمأنت" من انها ستعيش سعيدة باموال الحرام من قوت شعبنا المكافح من اجل لقمة عيشه. تلك الاحزاب السياسية التي ظنت انها في مأمن من غضب الله تعالى عليها، فراحت تنهب وتسرق وتزني وترتكب المعاصي بغيرحق . 

    هذا الوباء الذي سلطه الله تعالى عليها وعلى خلقه جميعا ، هل لها ان تتوب ؟ وما الذي ستفتدي به هذه الاحزاب عن موت زاحف اليها ، وهل سينفع الندم...!!

    حماك الله  ياعراقنا السامق...
     March, 30, 2020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media