اللعب في ساحة الخصوم!!!
    السبت 23 مايو / أيار 2020 - 08:52
    أياد السماوي
    كلام مهم جدا وخطير جدا في آن واحد تحدّث به الدكتور سلمان الجميلي وزير التخطيط الأسبق لقناة العهد الفضاية ضمن برنامج المداولة مساء أمس الخميس .. ففي معرض ردّه على سؤال مقدّم البرنامج عن أداء رؤوساء مجلس النواب الثلاثة أسامة النجيفي والدكتور سليم الجبوري ومحمد الحلبوسي .. قال الدكتور الجبوري أنّ كلّ واحد من الرؤوساء الثلاثة لح حضور مختلف عن الآخر , فالسيد النجيفي يتمتّع بكارزما وحضور وقيادة ناجحة , والدكتور الجبوري كان ناجحا بالإدارة ومتمكن لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب من الناحية السياسية .. وبالنسبة للحلبوسي فلم يكن ناجحا من الناحية الإدارية لأنّ البرلمان لم ينتج شيئا , لكنّه لاعب سياسي ماهر استطاع أن ينقل اللعب من الساحة السنيّة إلى ساحة القوى الأخرى , واستطاع أن يتحكم بتناقضاتها ويحقق انجازات كبيرة , واستطاع أن يلعب في ساحة الخصوم بل ويسقط حتى مرّشحهم لرئاسة الوزراء ..  شيعيّا ليس هنالك سياسيا واحدا يتمتّع بهذا الوعي وهذه المقدرّة على فهم الواقع عدا السياسي عزّت الشابندر , وهذا ليس انتقاصا من الأخرين , بل هو واقعا مريرا ومؤلما , فلو كان شيعة السلطة لاعبين ماهرين في السياسة , لما استطاع هذا الشاب الصغير بوعيه وخبرته وإمكاناته أن يتّحكم بتناقضاتهم وينقل اللعب من ساحته المليئة بالتنافس والتناقضات إلى ساحة خصومه ...

    والسؤال الأكبر كيف استطاع هذا الشاب الصغير المهوس بالليالى الحمراء أن يتغلّب على شيوخ شيعة السلطة ؟ وكيف تمّكن من اللعب على تناقاضاتهم ويسقط مرّشحهم لرئاسة الوزراء ؟ .. واجبي الوطني والأخلاقي والشرعي أن أقف على أسباب ومسببات صعود ظاهرة الحلبوسي التي اعتبرها الانحدار الأشد للقيم والمبادئ والأخلاق في مرحلة ما بعد نظام صدّم المجرم , والسقوط المريع في مستنقع الفساد والرذيلة .. فالسيد الحلبوسي لم يكن لاعبا سياسيا ماهرا بقدر ما كان الآخرون سذّجا وفاسدين ولا يتمتعون بأي معيار للقيادة السياسية .. وإذا كان هنالك من سبب مكّن الحلبوسي من اختراق ساحة خصومه , فهو من خلال استغلال تناقضات هؤلاء الخصوم وبنائه شراكات مالية ضخمة معهم , وخداعهم بأنّه يستطيع التدّخل لدى الأمريكان من أجل ثني الإدارة الأمريكية من وضع بعض الأسماء على لائحة عقوبات الخزانة الأمريكية .. بينما في جلساته الخاصة يتفاخر بأنّه من وضع بعض الأسماء على لائحة الخزانة الأمريكية , إضافة إلى ما يدّعيه كذبا من امتلاكه مفاتح القضاء العراقي وتوجيهه بالشكل الذي يريد ..

    وإقامة شراكات مالية واقتصادية مع هذا الحلبوسي هي السبب المباشر لتنامي ظاهرة الحلبوسي وتغوّلها في الساحة السياسية العراقية .. فالكرة الآن في ملعب شيعة السلطة وأحزابهم للتكفير عن خطيئتهم .. والكلام هذه المرّة موّجه بشكل مباشر إلى كلّ من .. مقتدى الصدر.. وهادي العامري .. ونوري المالكي .. وعمار الحكيم.. وحيدر العبادي .. وفالح فياض .. وقيس الخزعلي .. أن آن الأوان لعزل الحلبوسي عن رئاسة مجلس النواب بأسرع وقت , وإعادة مكانة مجلس النواب العراقي إلى سابق عهدها داخليا وخارجيا , والنهوض بدور مجلس النواب كأعلى سلطة تشريعية ورقابية في البلد .. ومحو آثار حقبة الحلبوسي على الساحة السياسية من أجل التهيؤ للانتخابات النيابية القادمة .. فوجود الحلبوسي على رأس السلطة التشريعية سيمنع من إجراء انتخابات نزيهة وشفافة , وسيعرقل أي جهد وطني حقيقي لمحاربة الفساد والتصدّي لأساطينه ...

    أياد السماوي
    في 22 / 05 / 2020
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media