في عراق "الخان إجغان".. يتم العفو عن الارهابي رافع العيساوي.. بينما يتم الحكم غيابيا على من ينتقد فساد النظام!!
    الأثنين 6 يوليو / تموز 2020 - 04:56
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    المهازل العراقية لا عد ولا حصر لها ، ومن بينها مثلا ، أن وزارة الخارجية المصرية أدانت الجمعة 3، تموز ، 2020 ، استمرار الانتهاكات التركية للأراضي العراقية، واجتياح القوات التركية للثرى العراقي معتبرةً أن تركيا هي مصدر رئيسي في عدم الاستقرار في المنطقة. فالشقيقة مصر وجدت في اجتياح القوات التركية اهانة كبرى للسيادة العراقية كبلد عربي ومسلم ، وان كانت مصر تدرك مثل غيرها من دول العالم ، ان سيادة العراق اليوم قد اصبحت "مسألة فيها نظر" ! ، ولكن ، ومع كل ذلك ، كبرعليها ان ترى عراقنا يرزح تحت جورمجرمي ولصوص السياسة العراقية ، ولا يمتلكون الكرامة للدفاع عن سيادة الوطن. حيث لا يزال موقف العراق ومنذ الاجتياح التركي السافر القذر لعراقنا ومنذ اكثر من سنتين لمحاربة الاكراد الاتراك ممن يشكلون تهديدات للنظام التركي القائم، فكان الموقف العراقي ازاء ذلك الاجتياح المستمر للسيادة العراقية ليس أكثر من مجرد "احتجاجات "!! أوتسليم السفير التركي في العراق مذكرات لوقف العدوان العلني .  وبأحسن الاحوال وألاكثر"صرامة" ، كان الرد العراقي على التهديد التركي ذاك قد تم من خلال التهديد"بتقليص حجم الصادرت العراقية لتركيا !!  

    فمن خلال هذا التصرف البعيد عن الوطنية والخالي من الرجولة المعروفة عن شهامة العراقي تجاه شرف وكرامة الارض والسيادة العراقية ضد الموقف التركي المستهتر ، وجدنا ان هناك مبررات اصبحت "مألوفة" تتعلق بنسيان العراقيين لذاكرة الأمس والتي هي الاكثر إيلاما . ففي الامس القريب ، كان ولا يزال الوجع العراقي قائما ومنذ 2003، لا يشعربوخزه سوى الفرد العراقي الاصيل "أما الحاكم العراقي، فهو في خبر كان" . يشعرالعراقي بوخزه كبقايا جرح السيف الذي لم يلتأم ، ويرفض ان تبرح ذاكرته العراقية الجريحة نسيان عار مواقف احزاب السلطة من شيعة وسنة واكراد جميعا وبلا استثناء او تحفظ . يتذكر العراقي عار الايام تلك والمجاهرة في الخيانات التي بدأتها الكتل السنية في المخيمات الارهابية في الانبار والتي كانت نواة للمدخل الخياني في احتلال داعش للعراق !!
    فكعراقيين، لا زلنا نتذكرارهاب الامس وما انطوت عليه صفحات الخيانة بكل عنف درجاتها ومسمياتها وعارها . وكيف ان الارهابي رافع العيساوي وهو "ينقر بدفه" متدولا بين المجاميع الارهابية في تلك المخيمات الارهابية في الانبار ، ويأتمر بوامر رفيق دربه الارهابي طارق الهاشمي ، وقد بدءا معا ببيع عراقنا برخص وسعيا معا لتقسيم العراق وانشاء الاقليم السني . فكنا نراهم والاخرين منهم ، وهم يعيشون نشوة الخيانة كاجراء تلقوا أثمانهم في بيع الشرف والوطنية والامانة، وتبنوا دروب العمالة للاجنبي وسقوط الكرامات ضد عراقنا وشعبنا الذي اعياه النزف من نبال ورماح هؤلاء الخونة الانذال بعد امعنوا بتقطيع اوصاله وتركوه نازفا في حياة معذبه . 

    وكيف يستطيع شعبنا ان ينسى مخيمات الارهاب السني في الانبارعندما كان السيد نوري المالكي رئيسا للوزراء ، وكان طارق الهاشمي ، كنائب رئيس الجمهورية ، يخطط لاراقة الدم العراقي ، ورافع العيساوي وعلي سليمان واخرون يديرون المشهد الخياني ، ويكدسون الاسلحة التي تسعفهم بها دول الجوار، ليمارسوا ارهابهم ضد شعبنا ، تماما كما كان السلفيون في السعودية يطلقون فتاواهم لقتل الشيعة في العراق!! 

    ولكننا وبعد تلك المعانات العراقية الكبرى ، نجد اليوم ، ان جميع هؤلاء الارهابيين قد بدأوا وتحت "تسويات" من له باع وقدرات "ميليشياتية " بالسماح لهم للعودة الى العراق "مكرمون معززون" من قبل حكومة الكاظمي وهي تعيد لهم "كراماتهم" التي داست على تلك المرامات الانظمة الخليجية والتركية وساندتهم في ارهابهم كعملاء لها ضد العراق واعادة البعثيين. عاد هؤلاء "المناضلون" بعد ان باعوا كراماتهم رخيصة ضد عراق أشرف من كل ما امتلكوه في حياتهم الذليلة.  فكان رافع العيساوي أول المنتصرون على كل عراقي لا يزال يحمل اثارا دامية ، رغما عن انوف الجميع ، بعد ان تم اسقاط جميع التهم الارهابية ضده ، حتى قبل ان تتم محاكمته!!! 

    عاد رافع العيساوي تحت ضمانات حكومة الكاظمي ، وسيكون الحال نفسه في الايام القليلة القادمة بالنسبة لعودة "رفيق دربه" الارهابي طارق الهاشمي وعلي سليمان ومحمود العيساوي واخرون !!
    سيعود الارهابيون الى العراق كمنتصرين على ارادة شعب لم يعد يمتلك حتى رغيف خبزه أو كرامته . ومع ذلك ، تصدت له حكومة الخائن الرعديد عادل عبد المهدي واعطيت الاوامر للميليشيات الايرانية – العراقية للتصدي لهؤلاء الاحرار ، فتم الفتك بهم بغير حساب،  فاستشهد من هؤلاء الابطال اكثر من خمسمائة شهيد.  
    واليوم ، وبعد كل ما فعلته الميليشيات الايرانية – العراقية من جرائم وخيانات وسقوط الاخلاق ، وبعد كل الذي حصل ، هاهم الارهابيين يعودون الى عراقنا مكرمون بينما لا يزال الدم العراقي مراقا ولم يجف بعد على ايدي رافع العيساوي وغيره.  

    معذرة ايها الوطن العظيم ...معذرة لك وألف معذرة ، لكم نتمنى اننا قادرون ان نفعل من اجلك المستحيل. لكننا ، على الاقل نعاهدك على بقاؤنا جنودك الاوفياء المخلصون ، نحمل عهدنا من اجلك باعناقنا حتى تعود يا عراقنا من جديد حرا تزخر بالوطنية والوطنيين. 

    حماك الله يا عراقنا السامق...
     
    July/5/2020

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media