هل تعلمت القيادات الكردية من تجربتها العقيمة؟؟!!
    الأحد 13 سبتمبر / أيلول 2020 - 05:06
    أ. د. حسين حامد حسين
    كاتب ومحلل سياسي/ مؤلف روايات أمريكية
    "السومرية نيوز" - اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، الجمعة، على اعتماد "حوار متبادل" والسعي لإجراء انتخابات "ناجحة. وقال المكتب الاعلامي للكاظمي في بيان تلقت السومرية نيوز نسخة منه، إن الأخير "التقى، اليوم الجمعة، رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وذلك ضمن زيارة سيادته الحالية الى الإقليم، وجرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع والقضايا التي يشهدها البلد. "."
    واضاف المكتب، "كما جرى طرح الملفات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والتأكيد المشترك على أهمية توحيد الصفوف والمواقف في مواجهة التحديات الراهنة، وشهد اللقاء توافقاً مشتركاً وتأكيداً على أهمية اعتماد الحوار المتبادل والدستور كخيمة جامعة لحل كل الملفات، والوصول بها الى أفضل صورة تخدم الشعب العراقي بجميع مكوناته"..."انتهى".."

    لا أزال أتابع وبدهشة السيد مسعود برزاني "وحاشيته" الحاكمة للاقليم والمتسلطة أبدا على رقاب الشعب الكردي، وهي تتعاون بانصياع وانسيابية غير معهودة في المفاوضات الجارية بينهم والسيد رئيس الوزراء الكاظمي . ففي الوقت الذي يدرك فيه شعبنا والعالم بأسره، ان الاستماتة لدى القيادت الكردية في انتظارها الفرص للانفصال عن العراق هو هدفها المطلق . وكانت سياسة وضع العراقيل والتبريرات من اجل رفض التعاون مع السلطات العراقية امرا قد اخرجها من شرعية وجودها لوقوفها ضد الدستور العراقي . وليس بخاف على العراقيين ما لهذه القيادات الكردية من اهداف في تحينها الفرص من اجل الانسلاخ من انتماءهم لعراقنا الغالي، ولكننا، في هذه الايام نفاجأ عندما نجد تحولا في السياسات الكردية وقبولهم لتفاهمات تجري الان بينما كانوا قد رفضوا من قبل جميع الحكومات السابقة، وهو امرلا يخلوا من "غرابة"! 
    شخصيا لا اعتقد بان القيادات الكردية الان ومن خلال مفاوضاتها الجارية بهذا التوافق ونوع من الانسجام مع الحكومة الاتحادية وتخليها عن تعنتها المعروف بسبب أنها ارتضت لنفسها "التنازل" وقبول التفاهمات من اجل "عراق موحد". فالقيادات الكردية التي أثرت ثراءا كبيرا على حساب الشعب الكردي والعراقي معا، كانت ولا تزال تعتبر أن علاقاتها وتحالفاتها السرية مع اسرائيل هي الاهم من علاقتها ببغداد على الرغم من ان الاقليم فشل في محاولته في الدعوة للانفصال عندما قام السيد مسعود برزاني بخرق الدستور العراقي وأجرى الاستفتاء في الاقليم من اجل الانفصال، والقيادات الكردية وحدها تتحمل وزر تعنتها وغرورها بسبب انها ساهمت بشكل لا انساني في ان تكون نشأت هذا الجيل الكردي نشأت سلبية تجاه الشعب العربي العراقي في تشجيع قياداته لاعتناقه الايديولوجية الكردية المعادية  للعراقيين العرب، فضلا عن مخططات القيادات الكردية التي انصبت دائما نحو نسف كل معايير القيم الاخوية التي نشأت عليها الاجيال الكردية والعربية العراقية معا لكي يصبح الانفصال الهدف المطلق لهذا الجيل الكردي الجديد بحيث لا يجد مبررا للبقاء حاملا انتماءه للعراق، وحتى لو "اسميا فقط".  
    ومن هذه المنطلقات وغيرها، راحت القيادات الكردية تمارس مواقفا برهنت من خلالها على ما تشعربه من كراهية ضد العراق والعراقيين وانتماءهم له . وبسبب ذلك ايضا، وضعت القيادات الكردية اهدافها ضد الحكومات الاتحادية من خلال اثارة النزاعات والمشاكل والتصرف بلا احترام نحو الحكومات الاتحادية المتعاقبة بما في ذلك ، الاعتداء على الفرق الرياضية العراقية التي كانت تزور اربيل وتلاقي هذه الفرق الكثير من الاذى وبعلم القوات الكردية المتواجدة في الملاعب. ولكن ، القيادات الكردية في نفس الوقت كانت لا تبالي بمطالبة الحكومة الاتحادية برواتب الموظفين الاكراد ، بينما في نفس الوقت كانت ترفض اعطاء حصة الحكومة الاتحادية من بيعهم وتهريبهم النفط أوالتصرف باستهتار من خلال الهيمنة على المنافذ الحدودية ومصادرة الاموال وجبايتها لأنفسهم. كل ذلك وغيره ، قد أكد عدم اعتراف القيادت الكردية بالحكومة الاتحادية علما ان الشعب الكري لا يزال يتضور جوعا وهو كاره لقياداته التي يعلم انهم مجرد لصوص . وان ديون الاقليم للحكومة الاتحادية تكاد تجعل منها حكومة بائسة .  
    فما الذي فعله السيد الكاظمي يا ترى بالضبط من اجل الاقليم لكي تتخلى قياداتها عن عنادهم المعروف ضد الحكومات المتعاقبة؟ ولماذا يا ترى ترضخ هكذا هذه القيادات الكردية للمفاوضات مع الكاظمي؟  هل بسبب من ابتزازات جديدة ، يجب ان يتعرف شعبنا العراقي على كل ما جرى ويجري. فالكاظمي بالتأكيد لا يمتلك سحر الملك سليمان ليمارسه على الاكراد  ليجردهم من قوة عنادهم الاجوف ومواقفهم الشوفينية ضد عراقنا العزيز. والكاظمي ايضا لا يمتلك حولا ولا قوة من اجل تغيير قرارات الاكراد او مساعدتهم في تحقيق انفصالهم عن عراقنا ، كما ولا يستطيع ان يغير رفضهم في التعاون مع الحكومة الاتحادية فيحيله الى عشق وهيام بالعراق والعراقيين؟! فما الذي حدث بالضبط ؟! 
    ان من بين اهم الامور التي تخطر على البال ، هي ان الاكراد يضعون في حساباتهم ومن خلال هذا الانسجام الذي يبدونه مع الحكومة الاتحادية ، هو ربما يتعلق بامالهم في حصولهم على الانفصال . وخصوصا ان الكثير من المتغيرات السياسية قد فرضت نفسها على الاوضاع السياسية . فلربما ان القيادات الكردية تعيش في امال من أن الرئيس الامريكي ترامب ومن خلال علاقته الحميمة مع الاكراد ، سوف يلعب دورا في مساعدة انفصالهم ، هذا طبعا يعتمد على مدى فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة في نوفمبر القادم. وهذا مجرد حدس فقط، 
    أن الشيئ الاكثر اهمية هو ما يتعلق بعراقنا وشعبنا، فلا الكاظمي ولا غيره من حكام العراق سوف يستطيعون ذبح الحقيقة الشاخصة من ان شعبنا العراقي الان قوي ومعافى رغم جراحه المخضبة. وان حبل الكذب قصير، وأن فساد الحكومات العراقية السابقة والتي جاءت وغادرت وهم يحملون عارهم الابدي المزري كلصوص جبناء قد اضافوا دمارا عظيما لعراقنا. 
    و"الاختبار" الان لرئيس الوزراء الكاظمي والذي لا يزال شعبنا ينتظر منه وضع النقاط على الحروف ضد هذا الدمار العراقي الذي عملته ايادي الجبناء من الحكومات السابقة ممن ادعوا الشجاعة والوطنيات والبطولات. فمن بين اول مسؤوليات الكاظمي يجب ان يكون القضاء على الفساد والفاسدين واعادة الاموال العراقية المسروقة، وتحريم التواجد الايراني والعبودية السياسية لايران وغير ايران. وان غدا لناضره قريب.  
    حماك الله يا عراقنا السامق...

    ٍSept /12/ 2020 

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media