د. صادق السامرائي
تبقّت خمسة سنوات من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , ووفقا لطبائع القرون السلوكية , فأنها يجب أن تتميز بالقسوة الشديدة والنواكب الضارية , فلا بد من أحداث جسام في الربع الأول من كل قرن , لكي يمضي في مسيرته مستوعبا إرادة الخلق وتطلعاته.
وبموجب ذلك فأن السنوات الخمسة الآتيات من أصعب ما ستمر به البشرية في تأريخها المعاصر , وربما على مدى مسيرتها الطويلة!!
لا يمكن تفسير هذه الظاهرة بسهولة , لكنها متكررة في سلوك القرون على مدى الأجيال , فلكل قرن طبيعته المأساوية التي تتركز في ربعه الأول.
لست من المتشائمين , لكننا أغضبنا أمنا الأرض وقد ثارت علينا , بعد أن حذرتنا مرارا وتوسلت إلينا , لكننا لا نرعوي وأتينا بقادة يعادونها , وهي تسمع وتعي ما يدور على ظهرها , وتخشى على نفسها من الأضرار التي تمنعها من الدوران.
وها هي تطلق أسلحتها الفتاكة وتهاجمنا بشراسة , وقد نتوهم بأننا سنهزمها , ونعمل على إيجاد ما يمنع أسلحتها من التأثير فيها وتدميرنا , لكن إرادة الأرض أقوى بكثير جدا من إرادة خلقها , وإذا أقدمت على هدف فأنها تتمه بإتقان , فتجاربهامع خلقها ليست جديدة عليها , بل تمتد لملايين السنين , وفي جميعها إنتصرت الأرض على خلقها , وحافظت على وجودها الكوني الدوّار.
واليوم أمنا الأرض عازمة على الإنتصار علينا وهزيمتنا وإعادة رشدنا , بعد أن أسكرنا التقدم والشعور بالفوة والقدرة على التحكم بمصيرها.
إنها المواجهة القاسية ما بين الأرض والبشر الذي إستهتر بوجودها وتمادى في طغيانه وحسب أن ما أنجزه من إبتكارت يترهبها فتذعن لمخلوق من ترابها.
تحياتي لأمنا الأرض وندعوها للرأفة بنا , وأن لا تفتك بخلقها فتكا مطلقا!!
د-صادق السامرائي
31122020