تسميم المعارض نافالني
    الأحد 31 يناير / كانون الثاني 2021 - 07:03
    د. ميسون البياتي
    [[article_title_text]]
    المعارض الروسي والناشط في مكافحة الفساد أليكسي نافالني
    في 20 أغسطس 2020  أصيب المعارض الروسي والناشط في مكافحة الفساد أليكسي نافالني بالتسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك وتم نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة خلال رحلة من تومسك إلى موسكو بعد هبوط اضطراري للطائره التي كانت تقله ثم دخل في غيبوبة طويله 
    لم تكن هذه هي المره الأولى التي يتعرض فيها نافالني للهجوم ففي 4 ابريل 2017  كان قد تعرض الى هجوم بسائل الزيليونكا وهو سائل مطهر ثلاثي الميثان يستعمل لتطهير الجروح من التلوث له لون أخضر مشع عادة يرش على وجه من تتم مهاجمته بإعتباره جرثومه ينبغي التخلص منها , ولا يزول قبل اسبوع واحد من التعرض له . استخدمت صبغة الزيليونكا ضد المعارضين بأوامر حكوميه وضحايا هجمات زيليونكا هم قادة المعارضة الروسية بمن فيهم : سيرجي ميتروخين وميخائيل كاسيانوف وأليكسي نافالني  والسياسيون الأوكرانيون : أرسين أفاكوف وأرسيني ياتسينيوك وأوليه لياشكو . الهجوم أفقد نافالني 80% من نظر عينه اليمنى وإكتشف الأطباء أن مادة الزيليونكا كانت مخلوطه بماده آكله هي التي سببت الضرر للعين . الذي ألقى هذه الماده هو ألكسندر بترونكو له صلات مع نائب رئيس مجلس دوما الدوله بيوتر أوليجوفيتش تولستوي . اتهم نافالني الكرملين بتدبير الهجوم 

    وقعت حادثة اخرى بداية  يوليو 2019  عندما تم اعتقال نافالني وسجنه وفي 28 يوليو نُقل إلى المستشفى لإصابته بأضرار بالغة في عينيه وجلده .
    [[article_title_text]]
    نافالي بعد مهاجمته بالزيليونكا
    تم تشخيص حالته بأنه رد فعل تحسسي ، على الرغم من أن هذا التشخيص كان موضع شك من قبل أطبائه الشخصيين الذين وجدوا  احتمال أن تكون حالة نافالني نتيجة آثار ضاره لمواد كيميائيه غير محدده وفي 29 يوليو 2019 خرج نافالني من المستشفى وأعيد إلى السجن على الرغم من اعتراضات طبيبه الشخصي الذي شكك في دوافع المستشفى
     
    في جريمة تسميمه بغاز الأعصاب , بعد 18 يوم أي في  7 سبتمبر 2020  أعلن الأطباء أنهم أخرجوا نافالني من الغيبوبه وأن حالته قد تحسنت وخرج من المستشفى في 22 سبتمبر 2020 حيث صرحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنه تم العثور غاز الأعصاب نوفيتشوك في عينات الدم والبول والجلد وزجاجة الماء الخاصة به . وأن نافالني قد تسمم بنوع جديد من نوفيتشوك لم يكن مدرجاً في قائمة المواد الكيميائية الخاضعه للرقابه في اتفاقية الأسلحه الكيميائيه 

    في أغسطس 2020 في الأيام التي سبقت التسمم بغاز الأعصاب  كان نافالني قد نشر  مقاطع فديو على يوتيوب أعرب فيها عن دعمه للإحتجاجات البيلاروسيه المؤيده للديمقراطيه والتي اندلعت بسبب الإنتخابات البيلاروسيه المتنازع عليها بشده في العام 2020 مؤكداً أن نفس الإحتجاجات ستقع في روسيا بسبب الفساد الفاحش لقادة البلاد وعلى رأسهم بوتين الذي وصفه بأنه ( قيصر الفساد ) ونشر تقريراً حول قصره الذي يقدر سعره  1,4 مليار دولار  

     ثم رحل الى سيبيريا وسجّل لقاءات مع مرشحين محليين ومتطوعين , سأله أحدهم فيها ما اذا كان يسجل هذه اللقاءات قبل إصابته بحادث عنيف !! وبعد تسميمه في 20 اغسطس  قام رفاق نافالني بنشر هذه اللقاءات 

     يوم 22 اغسطس  تم إرسال طائرة مستأجره من قبل مؤسسة السينما من أجل السلام في ألمانيا لإجلاء نافالني من أومسك لتلقي العلاج في برلين حيث أعلن الأطباء الذين عالجوه في أومسك في البداية أنه مريض جداً بحيث لا يمكن نقله لكنهم أطلقوا سراحه لتيقنهم أنه سيموت وأن سر السم الذي دس له لن يكتشفه أحد  فوصل إلى برلين في نفس اليوم حيث ربط على جهاز تنفس اصطناعي وأجريت له الفحوصات اللازمه ليتبين أن السم قد دس في جسمه عن طريق وضعه في ملابسه الداخليه , ثم سُقي بمادة عاديه مسرعه للتسمم فيما بعد . آثار السم كانت في ملابسه الداخليه وحزامه وعلى جلده وعلى قنينته الخاصه لشرب الماء , وأكد هذا التسمم باحثون من فرنسا والسويد
     
    بعد خروجه من المستشفى صرح نافالني أن بوتين كان وراء الجريمه وأن ليس لديه أي تفسير آخر لما حدث لأنه يمكن لثلاثة أشخاص فقط إعطاء الأوامر بإستعمال مادة نوفيتشوك لتسميم المعارضين هم : ألكسندر بورتينكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ( إف إس بي ) وهذا الجهاز هو خلف ل ( كي جي بي ) السوفييتي , ورئيس جهاز المخابرات الخارجيه ( جي آر يو ) سيرجي ناريشكين , لكنه أكد أن هذين الرجلين لا يتمكنان من إتخاذ القرار دون أمر شخصي من بوتين نفسه  
     عانى الروس البارزون الآخرون وخاصة أولئك الذين ينتقدون الكرملين هجمات تسمم في العقدين الماضيين حيث اتهم نافالني الرئيس فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن تسممه
     وفرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات بسبب تسميم نافالني لمدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ( إف إس بي ) ألكسنرد بورتنيكوف و5 مسؤولين رفيعي المستوى ومعهد أبحاث الدوله للكيمياء العضويه والتكنولوجيا لضلوعهم في تسميم نافالني وتم التأكيد على أن أي استخدام للأسلحه الكيميائيه أمر يستحق الشجب ويتعارض كلياً مع القواعد القانونيه التي وضعها المجتمع الدولي

     مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامارد , والمقرره الخاصه للأمم المتحدة المعنيه بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي إيرين خان أكدا أنهما يعتزمان التحقيق في تسميم نافالني بناءاً على طلبه 
    [[article_title_text]]
    إحتجاجات بسبب تسمم نافالي

    في 21 ديسمبر 2020 قام نافالني بحيله لكشف المتورطين بتسميمه حين سجّل مكالمه هاتفيه مع عميل لجهاز الأمن الروسي يدعى كونستانتين كودريافتسيف  يعرف نافالني أنه هو من قام بتسميمه . أوهمه بأنه مساعد رئيس جهاز الأمن الروسي , وأنه يسأله عن سبب إخفاقه في تسميم  المعارض نافالني فإعترف العميل أن مادة السم طبقت على ملابس نافلني الداخليه أثناء وجوده في الفندق في أومسك , لكن إمتصاصها كان بطيئاً وما ساعد على نجاة المعارض هو الهبوط الإضطراري للطائره التي كانت تقله حيث منح علاجاً سريعاً , وأنه عاد الى الفندق لحمل بقية الملابس الداخليه لمعالجتها من السم قبل أن يجري عرضها على باحثين مستقلين في الخارج . الأمن الفيدرالي الروسي ينكر هذه المكالمه ويدّعي أن لا أساس لها من الصحه 

    قبل أسبوعين أي في 17 يناير 2021  عاد نافالني من ألمانيا الى موسكو , فطوّقت شرطة مكافحة الشغب المطار واعتقلت 50 شخصاً من مستقبليه وحوّلت مسار طائرته بحيث تهبط في مدينة ثانيه مصرحة أنه سيتعرض للإعتقال بسبب مخالفته للقوانين , وبالفعل تم اعتقاله في المطار مع محاميته التي أكدت أنه سيبقى محتجزاً حتى موعد محاكمته حيث لا يسمح لعائلته بزيارته 

    أعلنت منظمة العفو الدوليه أن نافالني سجين رأي ودعت السلطات الروسيه إلى إطلاق سراحه , كما أعرب عدد من المسؤولين والشخصيات السياسيه من الولايات المتحده والاتحاد الأوروبي ، بمن فيهم وزير الخارجيه الأمريكي مايك بومبيو ، ووزير الخارجيه الألماني هايكو ماس ، ووزير الخارجيه البريطاني دومينيك راب ، ورئيسة المفوضيه الأوروبيه أورسولا فون دير لاين ، عن قلقهم ودعوا السلطات الروسيه الإفراج عن نافالني 

    أول البارحه 29 يناير 2021 كانت جلسة محاكمته التي اعلنت تأجيل قرارها حتى 15 فبراير المقبل 

    يرفض الإدعاء العام  الروسي فتح تحقيق جنائي رسمي في حالة التسمم زاعماً أنه لم يعثر على أي دليل على ارتكاب جريمه , ونفى الكرملين تورطه في تسميم نافالني لكن الجريمه تسببت في انخفاض الروبل مقابل الدولار واليورو, كما أعرب المتحدث باسم الأمم المتحده ، ستيفان دوجاريك ، عن قلقه بشأن ( مرض نافالني المفاجئ ) وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تراقب تقارير عن زعيم المعارضه الروسيه , فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن التقارير عن إحتمال تعرض نافالني للتسميم تثير قلقاً شديداً في  واشنطن , وسواء أمر بوتين شخصياً بالتسميم أم لا ، فهو وراء كل الجهود المبذوله للحفاظ على السيطره من خلال التخويف والقتل 
    نُقل عن رجل الأعمال يفغيني بريغوزين الذي تربطه علاقات ببوتين ولُقّب بـ ( طاهي بوتين)  قوله إنه يعتزم مطالبة نافالني وشريكه ليوبوف سوبول ومؤسستهما ( مناهضة الفساد ) بدفع تعويض 88 مليون روبل بسبب نشرهما الفديو الذي صور قصر الرئيس وقال : أعتزم تجريد هذه المجموعه من الأشخاص عديمي الضمير من ملابسهم وأحذيتهم وأنه إذا نجا نافالني فسيكون مسؤولاً  أمام قانون روسي صارم 

    د.ميسون البياتي 

    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media