بريمر وتقيمه وتصنيفه لعملائه وأصابع الشر والخيانة التي زرعها بالعراق !!!‎‎
    الأربعاء 13 أكتوبر / تشرين الأول 2021 - 17:23
    د. كرار حيدر الموسوي
    وداد فرنسيس – أشورية كانت تعمل موظفة تشريفات في القصر الجمهوري قبل الاحتلال، والتحقت بالعمل كمترجمة من ضمن فريق يعمل قرب بول بريمر، جمعتها علاقة حب عارمة مع بريمر بحيث أن وزنها أختلف لدى الساسة العراقيين، مما جعلهم يتقربون منها بالتملق والتودد وتقديم الهدايا لتلميع صورتهم أمام بريمر، خاصة بعدما أصبحت مستشارة فنية لبريمر وتحمل أسم "المستشارة بيتي" وتحمل هوية تمنحها حصانة خاصة.

    استطاعت وداد أن تفرض وجودها على قرارات بريمر فهي من رشح عقيلة الهاشمي في مجلس الحكم، ورغم مرتب وداد العالي فقد حصلت على هدايا ثمينة من قبل أعضاء مجلس الحكم والمقربين منهم كأسلوب تملق وتقرب نذكر من تلك الهدايا التالي:

    - سيارة مرسيدس موديل 2002 من محمود عثمان.

    - مجموعة من الحلي والعطور والملابس الثمينة من عضوات مجلس الحكم.

    - منزل مساحته 400 متر مربع في السليمانية من جلال الطلباني.

    - قطعة أرض مساحتها 1000 متر مربع من مسعود برزاني.

    - سيارة نيسان موديل 2004 من كريم ماهود.

    - مولدة كهرباء عملاقة باعتها وداد إلى شركة أهل الجزيرة من أيهم السامرائي.

    بريمر و"بيتي"

    بدأ انتفاض قنبر(*) بالتودد للمستشارة بيتي (وداد فرنسيس)، وهذه عادته مع موظفات القصر،والمعروف عن قنبر أنه غير محترم خصوصا بعد حادثة تحرشه بإحدى موظفات القصر، وقد اتخذت وداد إجراءات نقل مراجعات قنبر إلى موظفة أمريكية أخرى، مما جعل بريمر يطالب وداد بتفسير هذا الأجراء، فشرحت له الأمر، وقد جاء بتعليق بريمر وكما ورد نصه "أنت مهمة بالنسبة لي أكثر منه ومن أمثاله، وأمثالك يمثلون العراق أكثر من انتفاض والجلبي ولكن الملائكة على الأرض لابد لها أن تختلط بالشياطين"

    وفي حادث وقع لوداد أقعدها لمدة أسبوع في منزلها بالمنطقة الخضراء، حصلت من خلالها على باقات ورد تحمل أسماء سياسية واجتماعية أكثر مما موجود في ساحات بغداد وفي اليوم الرابع لأصابتها ذهب بريمر لزيارتها   وقدم لها  طاقم ألماس بقيمة 30000 دولار أمريكي مع سيارة صالون من نوع Avalon مع عقد أيجار لمدة عام لشقة فخمة في مجمع 28 نيسان (الصالحية حاليا)، ومنذ ذلك الحين أصبحت وداد أو بيتي المرافقة الشخصية لبريمر في تجوله، حتى أنها رافقته إلى محافظة الحلة وإلى السليمانية بدعوة من جلال الطلباني لمدة ثلاث أيام التي قالت عنها وداد أنها ثلاث أيام رائعة وجميلة.

    وفي تلك الأيام الثلاث الجميلة حضرت وداد مع بريمر حفل عشاء ضخم في بيت مسعود برزاني لم يحضره سوى رجل واحد اسمه داود حليان (وهو يهودي من أصل عراقي يحمل الجنسية الأمريكية) له عشرة أعوام في شمال العراق، وما عرفته وداد عن ذلك الرجل اليهودي هو عزمه على أقامة قرية سياحية في شمال العراق، وبعد العشاء أجتمع الثلاث (بريمر ومسعود وحليا) اجتماع سري لم تعرف وداد تفاصيله.

    وفي رحلة أخرى جمعت الاثنين إلى الكويت للراحة والاستجمام عاد بعدها ليضع النقاط فوق الحروف في مسألة حبهما الذي ولد وسط الموت والخراب، وفي أشارة لعمق العلاقة بين بريمر ووداد فقد قضت وداد عشية اغتيال عقيلة الهاشمي ليلتها في القصر الجمهوري حيث كانت تبكي وبريمر يواسيها.

    وبعد أن أقترب موعد رحيل بريمر سافر مع وداد للكويت كما ذكرنا للراحة والاستجمام، ليتفقا على رحيل وداد وعائلتها إلى عمان بعد ان صفت وداد جميع متعلقاتها ، وسافرت وداد بعد ذلك إلى كندا بعد أن حصلت على الجنسية الكندية بمعاونة بريمر لها، وأشترى لها شقة فخمة..

    مقابلة الرئيس صدام حسين

    قالت وداد أن بريمر كان يعتقد أن صدام كان يتعامل مع الباراسيكولوجي والروحانيات لأنه أرعب الكثير من زواره بمجرد أن نظر أليهم، وكان الكل بما فيهم الجلبي والربيعي يعاملونه بهدوء وبعدم استفزاز (في مقابلة عند الاعتقال)، وقد وبخ بريمر الجلبي على التقاطه بعض الصور له ولصدام خلسة بواسطة جهاز موبايل كان يحمله الجلبي وأعطاه لموفق الربيعي ليقوم بدور المصور التاريخي، وأن صدام تعامل مع بريمر بتجاهل عال.

    ويكذب بريمر السيناريو الذي رواه الربيعي عن النقاش الطائفي الذي دار بينه وبين صدام حول السيد الصدر والمقابر الجماعية، وأن الربيعي كذاب حاول أن يصور نفسه بطلا مدافعا عن حقوق الشيعة لكن أي كلمة مما قالها الربيعي لم تكن صادقة.

    علي السيستاني

    كان بريمر يعتبر السيستاني الورقة الرابحة أو الفرصة الأخيرة في كل مأزق سياسي يواجهه، فالرجل لديه عصى موسى فأكبر حريق سياسي أو احتقان طائفي أو مذهبي أو عرقي في العراق تخمده ورقة صغيرة تخرج من مكتب السيستاني مذيلة بتوقيعه أو ختمه.

    تقول وداد لو أكن متأكدة مليون بالمائة أن بريمر أمريكي ومسيحي لقلت انه احد مقلدي السيستاني بسبب مدى ايمان بريمر بالثقل الديني السياسي للسيستاني، وكان يراسله بكثرة بواسطة أكثر من مصدر ومن خلال أكثر من منفذ.

    وكان هناك شاب نجفي يدعى أبو تراب النجفي لديه هوية خاصة تسمح له بالدخول إلى المنطقة الخضراء ولا يخضع لأي تفتيش امني من أي جهة كانت أمريكية أم عراقية، حتى ان وداد اصطدمت معه في احد الايام فأمرها بريمر بعدم مضايقته مستقبلا لأنه شخص مهم، وقد اتضح فيما بعد أنه احد أقارب السيستاني وهو عراقي بالولادة ويرافقه ست أشخاص للحماية، وكانت ادارة السفير بريمر تدفع له راتبا قدره 15000 دولار شهريا تحت عنوان مستشار ديني للسفير بول بريمر، كما كانت تدفع لنجل السيستاني راتبا شهريا قدره 25000 دولار تحت عنوان مصاريف حماية المراجع الدينية في النجف.!!

    وقد أعترف بريمر بتعدد الوسطاء بينه وبين السيستاني ولم يعلن عنهم باستثناء السيد حسين الصدر الذي قال انه يزور السيد السيستاني بشكل أسبوعي مما أسهم في تقوية علاقة بريمر بالصدر للتواصل مع السيستاني.

    مقتدى الصدر

    العصا في الدولاب الشيعي هكذا كان يلقبه بريمر، كان بريمر يخشاه كثيرا ويعتقد ان مقتدى الصدر تحركه إيران بطريقه غير مباشرة عن طريق حزب الله اللبناني، وحتى بدون أن يعلم هو بذلك لمعرفته المسبقة أن آل الصدر يختلفون مع التوجه الإيراني في العراق، ومع نشاط الصدر السياسي بدأ بريمر يعلق اسمه على لوحة في مكتبه يطلق عليها اللوحة السوداء، ويعتقد بريمر أن التخلص من الصدر سيولد نقمة شعبية لما له من قاعدة جماهيرية..

    يعتبره بريمر شعلة طائفية لا تهدأ، ويدعي بريمر ان الصغير يتقاضى راتبا شهريا من إيران وهو ضابط مخابرات إيراني، قرأت وداد في احد الأيام تقرير استخباراتي أمريكي على مكتب بريمر يصف جلال الدين الصغير بالتعاون مع المخابرات الإيرانية، قال عنه بريمر يوما الصغير رجل وجد ليعيش وحده لأنه يكره الجميع على حد وصف بريمر.

    صدر الدين القبانجي

    يعتبره بريمر ناطقا متطوعا باسم الاحتلال في العراق، يقول بريمر عنه الرجل الذي يفكر بطريقة أمريكية، وقد اجتمع به بريمر في فترة إحداث النجف، وتوقع ان يتم تصفيته على يد جيش المهدي، ويتقاضى القبانجي راتبا شهريا من بريمر قدره 12000 دولار أمريكي.

    التطرف في ثوب الاعتداللمتطرف حتى النخاع لكنه خطيب بارع ومثقف جدا وسياسي فاشل، فالكلام لا يصنع بلد كما قال بريمر، وكان من أكثر المتحمسين لتمزيق ورقة السيد مقتدى الصدر ليبقى الوحيد في الشارع الشيعي، ويعتبره بريمر اقرب إلى محاضر في الحسينيات منه إلى رجل دوله، وكان بريمر يمل من الانفراد به، لأنه لا يدخل إلى نقطة النقاش مباشرة بل يظل يلف ويدور بشكل ممل ويشتت المقابل.

    أحمد الجلبي

    ثعلب ومهندس مشاريع التفرقة وشق الصف هكذا كان يصفه بريمر، ودائما ما كان بريمر يوبخه كلما حدثت مشكلة لأنه كان دائما ما يخلقها، وقد كان بريمر يتلذذ برفض طلب مقابلته، ويسميه المتملق المفضوح، وقد تورط احمد الجلبي بعمليات تصفية منهم محمد الراوي(*) وداود القيسي(*)، وقد ثبت ضلوعه بالتصفيات من خلال قوائم تم ضبطها في مكتبه عندما داهمته القوات الامريكية، والجلبي يتعامل مع اليهود وقد ذكرت وداد ذلك.

    كريم ماهود

    قاطع طريق، الغباء السياسيي، يقول عنه بريمر في كل يوم يكسب السياسيون مؤيدين ويخسروهم إلا كريم فأنه يخسر باستمرار، وفي اتصال جرى بين بريمر وكريم، اخذ الأخير يتكلم عن نضاله ومطالبه الشخصية مما أدى إلى إغلاق بريمر التلفون بوجهه، وعلق بريمر على كريم بأنه من الأخطاء السياسية.

    مسعود البرزاني

    رجل الأكراد والمدافع عن مصالحهم، يعتبر الأكراد جنسا فوق باقي الأجناس وهم أحق بكل شيء من سواهم، ولا بد أن يأخذوا أكثر من الآخرين، وهو حليف عسكري وسياسي لأمريكا، ولا يثق بأحد ويكره الجلبي والجعفري وعبد العزيز الحكيم ومحسن عبد الحميد، قال البرزاني يوما لبريمر "أكره بغداد ولا أود للعيش فيها أو السفر إليها، ولكن إذا كنت مصرا، سأوافق على مضض على العمل في المجلس".

    سيدة أعمال تسعى لبيع صوتها في المجلس لمن يدفع أكثر، وقد هددها بريمر اكثر من مرة بعدم اعتماد هذه الطريقة، وهي تعشق الجعفري إلى حد الجنون، وقال عنها بريمر انها تصلح ان تكون مستثمرة أكثر منها امرأة تحمل قضية وطنية.

    عبد العزيز الحكيم

    الرجل الأقوى في العراق بعد السيد السيستاني، التطرف، الدهاء، رجل إيران القوي المدافع عن مصالحها، يقول بريمر أشعر دوما أن المجلس مخترق لصالح إيران كلما نظرت الى عمامة عبد العزيز الحكيم، وكان بريمر على ثقة أن الحكيم يدير أكبر حملة تصفية جسدية في العراق لصالح إيران، وتقول وداد أن بريمر  طلب من الحكيم عدم التمادي مع إيران ، وكان بريمر متأكدا  أن من قام باغتيال محمد باقر الحكيم هو الحرس الثوري الإيراني بعلم أخيه عبد العزيز الحكيم ، وتقول وداد انها أطلعت تقرير عسكري أمريكي  يؤيد معلومات بريمر هذه.

    هادي العامري وصولاغ

    أن إيران ستكون ممتنة للعامري و صولاغ وستكافئهما يوما ما بإقامة تماثيل لهم وسط طهران .

    (*) انتفاض قنبر نائب احمد الجلبي من عملاء المخابرات الاميركية عينه بريمر فيما بعد ملحقا عسكريا في سفارة حكومة عملاء الاحتلال في واشنطن. يتفاخرعلنا بسقوطه الاخلاقي.

    (*) هو الدكتور محمد الراوي طبيب القلب المعروف عميد كلية الطب ورئيس جامعة بغداد قبل الاحتلال اغتالته مليشيات الاحزاب العميلة للاحتلال  في عيادته ببغداد بعد الاحتلال.

    (*) هو الفنان داود القيسي نقيب الفنانين العراقيين وقد اشتهر بأغانيه الوطنية ضد العدوان الفارسي على العراق اغتالته المليشيات العميلة للاحتلال الامريكي والايراني بعد الاحتلال في بيته.

    (*)  هو المجرم السفاح هادي عامري رئيس عصابة فيلق بدر ر الايراني في العراق ويعرف بانه كان من المشرفين على تعذيب وقتل الاسرى العراقيين في سجون ايران وقد كان ما يزال مشرفا على اغتيال وخطف الاف العراقيين من الطيارين والضباط والاطباء والعلماء والاساتذة  الجامعيين. والثاني هو ضابط المخابرات الايراني باقر صولاغ الذي ابدل اسمه مؤخرا الى بيان جبر الزبيدي وهو من قادة عصابات فيلق بدر الايراني، واشتهر بصولاغ دريل بعد ان ادخل المثقاب الكهربائي (Drill) للاستخدام في تعذيب وقتل الاف المقاومين والمناهضين للاحتلال الامريكي وللنفوذ الايراني .  لاحظوا أن بريمر كان يعرف بارتباط  المجرمين هادي عامري وباقر صولاغ وفيلق بدر الذي يشرفان عليه بايران . مع ذلك امر بادخال عصابات فيلق بدر في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع  ثم امر أن يصبح المجرم صولاغ وزيرا مزمنا في كل وزارات الاحتلال فعينه  الاميركيون وزيرا للمواصلات في وزارة اياد علاوي  ثم وزيرا للداخلية في وزارة ابراهيم اشيقر ووزيرا للمالية في وزارة نوري المالكي.

    قال بول بريمر، الذي ترأس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق لمدة 14 شهرا بعد الحرب الأميركية عام 2003، إن "ثمة أخطاء استراتيجية كبيرة تم ارتكابها"، ما أدى إلى تقويض جهوده لاحتواء المسلحين العراقيين، وأودى بأرواح الكثير من العراقيين وقوات التحالف.

    وأضاف بريمر، في حديث أجراه مع صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أن "عقلية ما بعد فيتنام  التي كانت سائدة بين جنرالات الجيش الأميركيين أدت إلى حرب غير فعالة مع المسلحين، فما إن تقضي على العدو في مكان ما، حتى يظهر بغتة في مكان آخر".

    وتابع قائلا إن "الخطأ الاستراتيجي المتصل بعدد الجنود كان واضحا"، مشيرا إلى أنه قد حث الرئيس السابق جورج دبليو بوش ووزير الدفاع آنذاك دونالد رمسفيلد على مضاعفة عدد الجنود، ولكن أربع سنوات مضت قبل أن يتم تطبيق خطة زيادة عدد القوات التي أقرها بوش.

    وأشار بريمر إلى "أنه كان من الضروري التعلم من دروس الماضي، تحديدا تجربتي البوسنة والصومال، اللتان تؤكدان أن العدد الكافي من القوات على الأرض سيؤدي لحماية السكان".

    وأردف أنه كان من الأفضل أن يأخذ القادة الأميركيون بنصيحة مؤسسة بحثية أوصت بإرسال 400 ألف جندي إلى العراق، بدلا من مجرد 180 ألفا.

    وقال إن "قلة عدد الجنود كان له تأثير سلبي من جانبين: الأول هو افتراض المسلحين أننا لم نكن مستعدين بما فيه الكفاية لتوفير الأمن. والثاني هو أن عوام العراقيين انتهوا إلى النتيجة نفسها، إذ بدأ إيمانهم بنجاح الاحتلال يضعف تدريجيا"

    وأضاف بريمر "أننا لم نحصل على استراتيجية مناسبة إلا بعد إقرار الجنرال بتريوس مبدأ عسكريا جديدا في عام 2007".

    مسؤولية بريمر

    وعلى الجانب الآخر، يرى منتقدو بريمر أنه يتحمل جزءا من مسؤولية الفوضى التي عمت العراق بعد دخول القوات الأميركية إذ أن الأوامر الأولى التي أصدرها بعد توليه سلطة الائتلاف المؤقتة تضمنت منع أعضاء حزب البعث من تولي أي منصب عام، وحل الجيش العراقي.

    ولكن بريمر حتى هذا اليوم ما زال يدافع عن هذه القرارات قائلا، "لقد أجرينا استطلاعات رأي، وكان إجراء استئصال البعث يحظى بشعبية كبيرة لدى العراقيين لا تقل عن 95 في المئة. كان خطأي هو تسليم العملية إلى يد مجموعة صغيرة من السياسيين العراقيين".

    ويرى بريمر أن هذا قد أعطى مؤشرا على أن الإدارة الأميركية أرادت استئصال البعث على مستوى المجتمع بأكمله، "ولكن، لم تكن هذه نيتنا بالتأكيد"، على حسب قول بريمر.

    يذكر أن تقريرا أعدته الإدارة الأميركية عام 2005 كان قد أكد إساءة إدارة الأموال في العراق واختفاء نحو تسعة مليارات دولار كانت مخصصة لإعادة الإعمار، إلا أن التقرير لم يتحدث عما إذا كان بريمر مسوؤلا عن ذلك شخصيا أم لا.

    وجدير بالذكر أنه منذ سقوط صدام حسين عام 2003، أصدر ستيوارت بوين، المفتش العام الأميركي الخاص بشؤون إعادة إعمار العراق، 220 تقريرا يستند فيها إلى المئات من عمليات المحاسبة والتدقيق وعشرات المقابلات، وخلص إلى أن "نحو 40 بالمئة من المشاريع التي تم تنفيذها في العراق عانت من أوجه خلل كبرى"، وكان آخرها تقرير نشر في السابع من شهر مارس/آذار الجاري يقول إن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 60 مليار دولار لإعادة إعمار العراق منذ بداية الحرب إلا أن النتائج كانت دون مستوى هذه المبالغ الطائلة.

    العنف ما زال يعم العراق

    ورغم أن معدلات العنف اليومي تراجعت في العراق خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها تبقى مرتفعة جدا مقارنة بأي بلد آخر، إذ أن مئات الأشخاص يقتلون كل شهر وفقا لحصيلة شهرية تعدها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية.

    ومنذ بداية حرب العراق عام 2003، قتل ما لا يقل عن 112 ألف مدني، بحسب أرقام منظمة "ايراك بادي كاونت"، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، بالإضافة إلى آلاف العناصر من القوات الأمنية، ونحو 4800 جندي أجنبي، غالبيتهم العظمى من الأميركيين.

    وأوضحت المنظمة في تقرير أصدرته قبل أيام أن بغداد كانت على مدار السنوات العشر الماضية، ولا تزال، المنطقة الأكثر خطورة في البلاد حيث قضى نحو 48 بالمئة من العدد الإجمالي للقتلى.

    وقتل خمسون شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 170 بجروح في هجمات متفرقة في العراق اليوم الثلاثاء، عشية الذكرى العاشرة لبدء الحرب الأميركية في العراق.

    وهجمات اليوم، التي لم تتبنها أي جهة حتى الآن بالرغم من أن "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" عادة ما يتبنى هجمات مماثلة، هي الأكبر في يوم واحد منذ التاسع من سبتمبر/ أيلول 2012 حين قتل 76 شخصا.

    كشفت مترجمة للحاكم المدني الاميركي السابق للعراق بول بريمر عن ارائه التي لم يصرح بها علنا بقادة العراق الحاليين والتي تراوحت بين الاعجاب والذم والاتهام .. والتندر ايضا .

    ويسرد "محمد عرب" في كتابه "مالم يذكره بريمر في كتابه" اراء الحاكم الاميركي السابق بقادة العراق التي لم يذكرها في كتابه الصادر قبل عامين تحت عنوان "عامي في العراق" . . وهذه الاراء نقلت عن مترجمة بريمر ومستشارته وامينة اسراره "فرنسيس" التي لازمته خلال وجوده في العراق .

    جلال طالباني

    وتنقل فرنسيس عن بريمر رأيه بجلال طالباني كما يلي : يحب بريمر التفاوض مع طالباني فهو الرابح معه دائما ويعتبره عنصر اخماد للتوتر ويحفظ نكاته عن ظهر قلب . ورغم دفاع طالباني المستميت عن الاكراد الا انه يسعى لتقريب وجهات النظر ولديه خبرة سياسية لايستهان بها كما انه لا يكره بغداد ولا العراق .

    عبد العزيز الحكيم

    وعن عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي زعيم الائتلاف .. التطرف والدهاء . ويضيف بريمر : اشعر دوما ان المجلس الاعلى مخترق لصالح ايران كلما نظرت الى عمامة عبد العزيز الحكيم . وبريمر كان على ثقة ان الحكيم يدبر اكبر حملة للتصفية الجسدية في العراق لصالح ايران . وكان بريمر كثيرا ما يضطر الى مهادنة الحكيم قبيل تمرير قراراته خوفا من معارضته القوية والفعالة . وقد طلب بريمر من الحكيم مرات ومرات عدم التمادي مع ايران . وفي موضوع ذي صلة كان بريمر شبه متأكد ان من قام بأغتيال الحكيم الاكبر (محمد باقر) هو الحرس الثوري الايراني بعلم اخيه عبد العزيز لرفض محمد باقر الانصياع الاعمى وراء السياسة الايرانية لما يتمتع فيه من شخصية قوية وتأثر شعبي من اكبر من اخيه الذي كان اقل دهاء وقوة لكنه اكثر ولاء لايران .

    مسعود بارزاني

    وعن رأي بريمر الذي حكم العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وحتى الثلاثين من حزيران (يونيو) عام 2004 حين سلم السيادة لاول رئيس وزراء بعد الاحتلال هو اياد علاوي ... عن رايه بمسعود بارزاني فانه يقول ان مسعود يعتبر الاكراد جنسا فوق الاجناس وهم احق بكل شيء من سواهم ولابد ان يأخذوا اكثر من االاخرين لانهم الافضل وتضحياتهم اكبر من تضحيات الاخرين كما انه حليف سياسي وعسكري للاميركان وليس له ثقة بأحد .

    عدنان الدليمي

    وفيما يخص رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي فأن بريمر يقول انه الرجل المزعج لانه يرى ان تصريحاته عارية من الاهمية السياسية . ويصفه بالمتطرف والجاهل والمجنون في بعض الاحيان ولم يكن يحسب له حسابا على الصعيد السياسي لكنه كان يخاف من تأثيره على بسطاء السنة .

    اياد علاوي

    وعن راي بريمر في اياد علاوي رئيس القائمة العراقية فأنه يقول انه القبضة الحديدية العادلة والعاقلة . وكان بريمر لايخفي اعجابه بعلاوي وسط المقربين منه . قال مرة عن علاوي : كم اتمنى ان يكون هذا الرجل اميركيا .. اعجابا بذكائه وقوته .. وكان يتخوف على علاوي من عبد العزيز الحكيم والجلبي والجعفري لانه كان يحيط نفسه بالكثير من المساعدين السنة .

    ويعتبر بريمر ان علاوي هو الافضل لقيادة سفينة الحكومة لكنه يعلم استحالة هذا الموضوع مستقبلا لاسباب عدة اهمها ذلك الكره الدفين الذي تكنه الاقطاب الشيعية لعلاوي ومساعديه . وعلاوي قد بدا اكثر قربا للبعثيين من غيره .

    هادي العامري وصولاغ

    وعن هادي العامري زعيم منظمة بدر وباقر جبر صولاغ وزير المالية والقياديين في المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة الحكيم يقول بريمر انهما قاتلان بلا ضمير . . وسيلعنهما التاريخ وسيفتضح امرهما عاجلا ام اجلا . وقال بريمر مرة : ان ايران ستكون ممتنة كثيرا للعامري وصولاغ وربما ستكافئهما باقامة تمثالين لهما في وسط طهران .

    طارق الهاشمي

    اما بالنسبة لطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية فيقول بريمر انه مثال للسياسي العصري فهو يميل اينما تميل الريح وتوقع له مستقبلا رائعا .

    موفق الربيعي

    وعن موفق الربيعي مستشار الامن القومي فأن بريمر يقول عنه انه كان طبيبا سيئا لان من صفات الاطباء الصدق وهو يكذب بالفطرة .. مراوغ ومتملق لعبد العزيز الحكيم ويرضى بفتات الموائد . وكان بريمر كثيرا ما يوبخه ويقول له انك اول من ينتقد واخر من يقدم على الاصلاح . يحاول ان يمنح نفسه دورا اكبر من دوره بالتحدث عن لسان السيستاني او لعب دور وساطة وهمية في المواقف الطارئة . ويمتلك بريمر اوراقا تثبت تورط الربيعي بعمليات اختلاس ربما سيترك امر اعلانها للزمن .

    ابراهيم الجعفري

    اما ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق فقد كان يقول بريمر عنه انه التطرف في ثوب الاعتدال . فالرجل متطرف حتى النخاع لكنه خطيب لامع ومتحدث بارع ومثقف جدا وسياسي فاشل . وكان اكثر المتحمسين لتمزيق ورقة السيد مقتدى الصدر ليبقى هو رجل الشارع الشيعي . وكان بريمر يعتبره اقرب الى محاضر في احدى الحسينيات منه الى رجل دولة . كان بريمر يمل من الانفراد به لانه لايدخل الى نقطة النقاش مباشرة كما الطريقة الاميركية لكنه يظل يلف ويدور حول الموضوع بشكل ممل وينتقل من نقطة الى اخرى دون ان يعطي حقا للنقطة الاولى . فهو اسلامي لكنه يتحدث بفخر عن زوجته التي تعمل طبيبة . . ربما كان الجعفري يقصد بانه اسلامي لكن زوجته لاترتدي الحجاب الاسلامي .

    نوري المالكي

    وعن موقفه من نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي فيقول بريمر انه العقل المدبر لما يقوله الجعفري (انذاك) لكنه دفع بالجعفري الى المقدمة للاستفادة من لباقته وثقافته العامة التي يفتقر اليها المالكي اضافة الى افتقاده الكياسة والاناقة والدبلوماسية .. ويشبهه بصدام الشيعي .

    احمد الجلبي

    عن احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني يقول بريمر ان ولاءه لاحمد الجلبي وحده .. وهو مهندس مشاريع التفرقة وشق الصف . وكلما واجهت بريمر مشكلة شيعية فأنه يتصل بالجلبي ليوبخخه قبل ان يتصل باي عضو في مجلس الحكم وكانت الكثير من تلك المشاكل يخلقها الجلبي ويخمدها لغرض عقد صفقات سياسية مع الاميركان . لم يكن بريمر يحبه فقد كان يتلذذ برفض طلب مقابلته بين الحين والحين وكان كثيرا ما يوبخخه علنا ويسميه المتملق المفضوح .

    محمود عثمان

    ويصف بريمر النائب الكردي محمود عثمان بأنه رجل الشاشة وقال له مرة ناصحا : انصحك باحتراف الاخراج التلفزيوني بعد التقاعد لعشقه الظهور عبر وسائل الاعلام . ظهر تلفزيونيا اكثر من مرة وهو لايدري مايدور حوله فهو يلبي دعوات الفضائيات ويشبع فضول الصحفيين بالتصريحات النارية .

    سلامة الخفاجي

    وفيما يخص سلامة الخفاجي عضو مجلس الحكم السابق "تنتمي لحزب الدعوة ومن اقارب الجعفري" فأن بريمر يقول انها اكثر الشخصيات النسائية تعصبا وتطرفا . وكان بريمر معارضا لدخولها الى مجلس الحكم خلفا لعقيلة الهاشمي بعد اغتيالها . . لكنها من اخطاء الديمقراطية كما يرى .

    مثال الالوسي

    كان بريمر معجبا بالطريقة التي يطرح فيها مثال الالوسي "النائب رئيس حزب الامة العراقية" نفسه سياسيا .. ويستمع اليه جيدا لانه من اعداء البعث وصدام .

    عمار الحكيم

    ويرى بريمر في عمار الحكيم نجل الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم القائد المستقبلي للشيعة . وكان بريمر يقول انه لولا وجود مقتدى الصدر للعب عمار دورا سياسيا اكبر فهو متحدث بارع ومدافع شرس عن حقوق الشيعة ويستغل الدين اروع استغلال وهو اذكى من ابيه . . الا انه يعيب عليه تطرفه الديني والمذهبي رغم انه متدين سياسيا وليس حقيقيا .

    الشريف علي بن الحسين

    وعن الشريف علي بن الحسين راعي الملكي الدستورية فأن بريمر يصفه بكلمتين : الامير النائم .

    جلال الدين الصغير

    وعن جلال الدين الصغير "النائب والقيادي في المجلس الاعلى" فأن بريمر يقول انه يتلقى مرتبا شهريا من ايران . . وانه ضابط مخابرات ايراني . . ووردت تقارير استخبارية عنه تؤكد بأنه متعاون مع المخابرات الاميركية . يقول عنه بريمر انه رجل وجد ليعيش وحده .. لانه يكره الجميع .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media