أَلْعُنْفُ الدِّينِيُّ وَالعُنْفُ اللادينِيُّ
    الأحد 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2021 - 07:50
    زعيم الخيرالله
    يُلْصِقُ اللادينيونَ بمختلفِ انتماءاتهم أَنَّ الدينَ هو مصدرُ كُلِّ عنفٍ وأَنَّ طبيعَتَهُ منتجةٌ للعنفِ . هذه الاسطوةُ حولَ العنف الديني كما وصفها وليام ت كافانو في كتابه القيم :"اسطورة العنف الديني- الايدلوجيا العلمانية وجذور الصراع الحديث" ، وأَنَّها من خلقِ العلمانيين فيقول في كتابه المذكور : " فالدولةُ الحديثةُ لم تكن حلاً للعنفِ الدائر في القرنين السادس عشر والسابع عشر وانما كانت هي ايضاً متورطة في هذا العنف " . ص 194
     الحق انه لايوجد عنف ديني في بنية الدين نفسه وفي جوهرهِ وأَصالتهِ ، وانما العنفُ يأتي من التدين المشوَّهِ والقراءةِ الاعتسافيةِ للنصِ الدينيِّ . فداعش لم تكن ديناً وانما كانت تَدَيُّناً مُشَوّهاً وقراءةً اعتسافية تسقط عقدها وفهمها المتحجر لنصوص الدين . هذه نقطةٌ جوهرية وهي أنْ نميِّز بين الدين والتدين . الامام الحسين (ع) يقول : ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون). تحف العقول، ص 345. اللعق على الالسنة هو تدينٌ يمارسه الناس من اجل مصالحهم وليس ديناً .
    الذينَ يوجهون اصابع اتهامهم الى الدين بأَنَّهُ مصدر كلِّ عنفٍ ، لماذا لاينبسون ببنت شفةٍ حول العنف اللاديني والعلماني . هل كان العنفُ في الثورة الفرنسية التي مارست الانتهاكات وتعليق الناس على اعواد المشانق ، هل كان هذا العنفُ عنفاً دينياً ؟ وهل كان ماصنعهُ هتلر من جرائم وقتل ودمار عنفاُ دينياً ؟ وهل ماصنعهُ ستالين من مجازر واهوال وقتل وتشريد ، هل كل هذا  عنفاً دينياً ؟ وهل الانظمة الشمولية والقمعية التي مارست العنف والارهاب هل كان عنفها دينياً ؟ لماذا لايتم الحديث عن هذا العنف الذي له مصاديق واضحه في عالمنا ويتم الحديث عن عنف ديني مزعوم كما وصفه كافانو ؟
     وفي الختام ليس الدين هو مصدر العنف وانما التدين المشوه والقراءة الاعتسافية الاجرامية للنصوص الدينية هي السبب . القران يضع المجرمين مقابل المسلمين ، لامقابل الكافرين ؛ لان الكافرين يقابلهم المؤمنون . يقول تعالى : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ 35 مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) القلم: الايات : 35-36.
    والعنف اللاديني هو الاشرس والاكثر فتكاً بالناس ومصادرة حقوقهم .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media