أحداث أربيل الرياضية.. روايات متضاربة وتأكيد على نبذ العنصرية في العراق
    الأثنين 6 ديسمبر / كانون الأول 2021 - 08:18
    [[article_title_text]]
    أحد مشجعي نادي الشرطة يرفع العلم العراقي في ملعب أربيل
    (الحرة) - بضربات الجزاء، انتهت مباراة فريقي الشرطة وأربيل العراقيين بفوز أربيل، لكن ما حدث عقب إطلاق صافرة النهاية للمباراة كان أكبر من تأهل فريق واستبعاد آخر من المنافسات، إذ شهد ملعب فرانسوا حريري في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، مواجهات عنيفة بين مشجعي الفريقين أدت إلى حدوث إصابات.

    على مواقع التواصل الاجتماعي، لقيت هذه الأحداث تفاعلا، وقال البعض إن ما حدث كان نتيجة لـ"إهانة العلم العراقي" من قبل مشجعي نادي أربيل، لكن مشجعي الفريقين لديهم روايات مختلفة بشأن ما حدث فعلا.

    يقول المشجع، حسين المكصوصي، إن "مشجعا لنادي الشرطة حمل العلم العراقي ونزل إلى أرضية الملعب لمواساة فريقه بعد الخسارة، ليفاجئ بمشجعي نادي أربيل يهجمون عليه ويسحبون العلم منه ويقومون بضربه، مما أثار زملاءه المشجعين".

    واستمرت المواجهات، بحسب المكصوصي الذي تحدث لموقع "الحرة" نحو "ساعة" قبل أن ينجح الأمن أخيرا بفضها ونقل المصابين إلى المستشفى.

    لكن مشجع فريق أربيل، نوزاد أركوازي، يقول إن مشجعي الشرطة قاموا بخلع مقاعد الملعب بعد خسارة فريقهم، وأطلقوا هتافات مسيئة للكرد مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات.

    ونفى أركوازي، الذي تحدث أيضا لموقع "الحرة" إطلاق هتافات عنصرية.

    وشهدت الساعات الأخيرة محاولات للتهدئة، قادها وروج لها مسؤولون حكوميون مثل، بنكين ريكاني، وزير الأشغال العامة العراقي السابق الذي نشر مبادرة رفع العلمين على مباني أربيل وأشاد بها.
     
    وقالت قناة روداو الكردية إن مشجعين عربا وكردا رفعوا علمي العراق وإقليم كردستان في الملعب في محاولة كما يبدو لتنقية الأجواء.

    بيانات 
    ونشر الجانبان فيديوهات تؤيد رواية كل فريق، لكن لم يكن من الممكن، حتى الآن معرفة تسلسل الفيديوهات الزمني، وتحديد الطرف الذي بدأ بالشجار، خاصة وأن الفريقين  أصدرا بدورهما بيانات متناقضة.

    ودعا فريق الشرطة، "اتحاد الكرة والمسؤولين" إلى "إيقاف مهزلةِ المهازل التي حدثت ولا تزال تحدث" في أربيل، بحسب تعبير بيان نشره النادي.

    واتهم فريق الشرطة "مجموعة من جمهور نادي أربيل بالاعتداءِ على إدارة وجمهور النادي، وتمزيق علم العراق الحبيب أمام مرأى ومسمع كل مسؤولي المحافظة، في ظاهرةٍ بدت تتكرر في كل مناسبة رياضية من دون أن تجد من يتوقف عندها".

    وحمل الفريق مسؤولي إقليم كردستان مسؤولية سلامة وأمن جماهيره وفريقه.

    لكن فريق أربيل نفى ما قال إنه "أكاذيب" وقال إن علم العراق مرفوع في كل مكان في المحافظة.

    وقال بيان للنادي إن "بعض الصفحات تريد تغيير مسار الموضوع عندما تتكلم عن شيء اسمه فرحة جماهير أربيل بعد تغلبهم على فريق الشرطة"، مضيفا "لا يوجد شيء بالموضوع من ناحية الإساءة للعلم العراقي ولكن البعض وفي كل مرة عندما يخسر ولإخفاء خسارته يتجه إلى بعض الأمور".

    وهذه ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها التوتر الرياضي، بين أربيل وفرق العاصمة إلى مشادات.

    ويقول الناشط والمتابع الرياضي، شفان مريواني إن "الحساسية تجاه العلم موجودة فعلا، لكن ما حصل أصله رياضي وليس عنصريا أو قوميا".

    ويضيف مريواني لموقع "الحرة" أن "المشاكل بين المشجعين تحصل في كل مكان في العراق، لكن في حال كان الفريقان مختلفين من ناحية القومية أو الطائفة للمدينة التي يمثلانها، فإن المشاكل الرياضية سرعان ما تأخذ غطاء طائفيا أو قوميا".

    ويتعمد مشجعو الفريقين عادة، بحسب مريواني، إطلاق الهتافات العنصرية والطائفية لاستفزاز الطرف الآخر، مما يجعل الصراع الرياضي يتحول إلى صراع عنصري وطائفي.

    ويقول الصحفي العراقي، كريم السيد، إن ما حدث في ملعب فرانسوا حريري ممكن ان يحدث في أيٍ من الملاعب الأخرى سواء في العراق او العالم".

    مضيفا لموقع "الحرة" أن "الفارق هو أن ما يحصل ليس بهذا المستوى من العنف، لكن تكرار هذه الحوادث وفي هذا الملعب بالتحديد وطبيعة الشحن الذي يرافق المباريات خصوصا الحاسمة منها، كون المباراة كانت إقصائية وفيها غالب ومغلوب، أعطى للحدث كل هذه الأبعاد".

    وانتقد السيد "غياب الجهة المعنية" أي اتحاد كرة القدم، حيث "بقي الموضوع لساعات طويلة بدون موقف أو بيان رسمي".

    وقال اتحاد الكرة العراقي في بيان إنه يحقق في الموضوع، وأنه سيحاسب المقصر.

    ويقول السيد "المسألة بتقديري تبقى داخل إطارها الكروي الرياضي، تتعلق بمستوى ضبط أمن الملاعب وصرامة لجنة الانضباط بقراراتها ضد جماهير الأندية، أما من يقول إن القضية أبعد فأتصور بأن ملاعب السليمانية ودهوك لم تشهد من قبل أي صدامات او صراعات مع أندية الوسط والجنوب أو الأندية الجماهيرية".

    ويتفق الصحفي الكردي، هيلكرد سليمان، مع هذا الرأي، مؤكدا لموقع "الحرة" أن "الأندية الرياضية، وليس الطائفية أو السياسية هي ما يدفع لهذه المشاحنات".

    ويضيف سليمان "فرق المدن الكبيرة تتنافس دائما بعنف، جزء من هذا التنافس يعود للتنافس بين المدن ذاتها، لكن ما حصل مؤسف ويجب ألا يتكرر".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media