تداعيات الديمقراطية الأمريكية المزيفة في العراق بعد٢٠٠٣
    الثلاثاء 7 ديسمبر / كانون الأول 2021 - 16:34
    أ. د. جاسم يونس الحريري
    خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
    انتهجت الولايات المتحدة الأمريكية عند غزوها العراق واحتلاله عام٢٠٠٣ زرع ديمقراطية وهمية مستغلة التنوع الاثني والطائفي وتعميق وغرس المحاصصة الطائفية والعرقية في مؤسساته الحكومية والنيابية ليكون العراق النموذج الذي يمكن أن يكون  عابرا للحدود مخترقا دول المنطقة وخاصة الدول التي تهدف واشنطن إلى تغيير نوعية أنظمتها السياسية لكنها في نفس الوقت تقوم بحمايتها عسكريا وأمنيا منعا من انهيارها بوازع مصالح واشنطن الطاقوية للحصول على البترول منها وهي دول مجلس التعاون الخليجي وقد عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي ((جورج دبليو بوش الابن)) في ٢٦ شباط٢٠٠٣ في خطاب ألقاه في ((معهد أمريكان انتربرايز))،  الا ان ديمقراطية واشنطن في العراق اصطدمت بعدم وجود خبرة ديمقراطية هناك قبل٢٠٠٣ وسيطرة الحكم الفردي الديكتاتوري لفترة طويلة تجاوزت ربع قرن وأكثر . ولتعميق المحاصصة بمختلف أشكالها اسست سلطة الاحتلال ((مجلس الحكم العراقي الانتقالي ))الذي ضم٢٥ عضوا بينهم ١٣عضوا من الشيعة وأعضاء سنة و٥ أعضاء أكراد وواحد مسيحي وواحد تركماني ، ومن هنا غرست سلطة الاحتلال المسمار القاتل للحمة الوطنية العراقية وبدء مرحلة من الصراعات الداخلية بين الكتل السياسية للدفاع عن حقوقها الفئوية والطائفية والعرقية وليس هناك إطار جامع لخدمة العراق عموما ولهذا انتشر العنف والاقتتال الطائفي من حزيران ٢٠٠٥ إلى حزيران ٢٠٠٦ ولم تثمر الديمقراطية الأمريكية المزيفة في العراق سوى مزيد من الاقتتال الداخلي وجعل العراق ساحة لتصفيات الأجندات الإقليمية والدولية في الساحة العراقية وعليه لابد من الوصول إلى بعض الخلاصات التالية
    ١.تعتبر الديمقراطية الأمريكية التي زرعها الاحتلال من اسوء التجارب الديمقراطية في المنطقة لأنها تبغى إلى تفتيت الجسد العراقي إلى عدة دويلات عرقية وطائفية.
    ٢.ان توجه واشنطن من خلال ديمقراطيتها المشوهة تعزيز روح الطائفة والعرق لدى المواطن العراقي أكثر من الانتماء إلى العراق الواحد.
    ٣.مارست واشنطن سياسة الشد والجذب في العراق فمن جانب تعبر عن حرصها على حماية النظام السياسي الجديد بعد ٢٠٠٣ ومن جانب آخر تقدم الأموال والدعم اللوجستي للمجاميع الإرهابية القاعدية والداعشية لإبقاء العراق يدور بازماته حول نفسه وغير مستقر سياسيا وأمنيا  وحتى اقتصاديا ومجتمعيا.

    أ.د. جاسم يونس الحريري  
    أستاذ العلوم السياسية والعلاقات  الدولية

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media