"إيران لن تجعل الأمر سهلا".. عقبات أمام بايدن في أزمة اليمن
(الحرة) ترجمات - منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى البيت الأبيض، اتبعت إدارته مسارا مختلف عن سابقتها في تعاملها مع الأزمة اليمنية، في محاولة للتصدي للكارثة الإنسانية هناك، والحرب المعقدة التي أدت إليها، بحسب شبكة "سي بي إس".
وفي حديثه في وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، قال الرئيس بايدن إنه سيكون هناك تحول كبير في السياسة الأميركية بشأن الحرب في اليمن، كانت إحدى أهم تحركاته هو وقف دعمها للحرب في اليمن، وإلغاء قرار إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية الذي كانت إدارة سلفه دونالد ترامب قد اتخذته في أيامها الأخيرة.
وقال بايدن: "يجب أن تنتهي هذه الحرب. ولتأكيد التزامنا، فإننا ننهي كل الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة".
كما أرسلت الإدارة الأميركية الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ، إلى العاصمة السعودية الرياض بعد أسبوع فقط من تعينه؛ لإيجاد طريقة لإنهاء الحرب الوحشية التي استمرت ست سنوات في اليمن والتي أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
وأكدت الخارجية الأميركية أن السرعة في إرسال مبعوثها إلى الرياض يعكس إلحاح الصراع في اليمن على أجندة إدارة بايدن ورغبتها في حله في أسرع وقت.
بدأت زيارة ليندركينغ إلى الرياض صعبة، أثناء هبوطه يوم الأربعاء، أرسل الحوثيون المدعومين من إيران موجة من الطائرات المسيرة المفخخة باتجاه مدينة أبها في جنوب غرب السعودية. وقال مسؤولون عسكريون سعوديون إن القوات أسقطت طائرتين مسيرتين، لكن أخريات وصلت إلى مطار المدينة الدولي، مما ألحق أضرارًا بطائرة مدنية كانت فارغة في ذلك الوقت.
الضوء الأخضر
وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحفيين في واشنطن، الحوثيين على وقف هذه الأعمال العدوانية على الفور"، وذكر أن "قيادة الحوثيين سوف تجد نفسها مخطئة بشدة إذا اعتقدت أن هذه الإدارة ستنهي الضغط بسبب السلوك المشين الذي يواصلون القيام به".
وقال بدر القحطاني رئيس قسم اليمن في صحيفة الشرق الأوسط السعودية للشبكة الأميركية: "أعتقد أن مبعوث الأمم المتحدة يريد التأكد من أن حل الأزمة اليمنية ليس جزءا من أي صفقة نووية إيرانية مستقبلية"، وتابع "هناك اتفاق بين المواقف الأميركية والسعودية، حتى لو كان لديهما تقنيات مختلفة: كلاهما يريد أن تنجح العملية السياسية".
وأضاف "قرار الحوثيين بيد إيران۔ آمل أن تسمح إيران للحوثيين بالمضي قدما في الحل السياسي"، وأشار إلى أن المواجهة المستمرة والمتوترة بين واشنطن وإيران بشأن البرنامج النووي لذلك البلد لن تجعل من السهل العثور على هذا الحل السياسي.
وقال المحلل السياسي حسين البخيتي، المقرب من قيادة الحوثيين، إن الحوثيين "يعتبرون الحرب حربا للولايات المتحدة. لولا الولايات المتحدة التي أعطت السعوديين الضوء الأخضر، فهذه الحرب لن تبدأ في اليمن".
لكن في الوقت الذي تتعامل فيه القيادة الأميركية الجديدة مع التهديدات المتشابكة بشدة التي تشكلها كل من إيران والجهات المانحة لها في اليمن، فإنهم يعرفون أن الحوثيين ينتظرون أيضًا الضوء الأخضر من طهران لبدء المفاوضات، وأنه بدون ذلك، ستكون الفرصة لإنهاء الحرب ضئيلة.