د. صادق السامرائي
كم تمنيت أن نفوز بقائدٌ بحجم العراق الحضاري والتأريخي والإنساني والثقافي , يعبر في سلوكه وتطلعاته وقراراته عن إرادة الوطن.
كم تمنيت أن يكون للعراق أبٌ رحيم , رؤوب عطوف , كريم , يراعي أبناءه ويعينهم على حاضرهم ومستقبلهم , ويمنحهم الثقة والأمان , ويفتح أمامهم أبواب السعادة والبهجة والسلام.
كم تمنيت , أن أرى العراق بلدا مزدهرا , جميلا , سعيدا , ينشغل أبناؤه بالجد والإجتها , والعمل والبناء , ويعرفون قيمة مدنهم التأريخية الأثرية , ويقكرون بأساليب إقتصادية تحقق المنفعة العامة , وتجلب الزوار والسياح من أرجاء الدنيا إلى بلدهم مهد الحضارات الإنسانية.
كم تمنيت , العراق بلدا متقدما يزهو بالعمران المعاصر , وفيه البنايات الشاهقة , والأسواق الكبيرة , والمدارس الحديثة , والنوادي والمكتبات والملاعب والمتنزهات والمسارح المتميزة , والشوارع النظيفة المبتهجة بالفنون والألوان والنخيل والإنسان.
كم تمنيت, العراق جوهرة الأرض أن يؤسس نظام حكم متطور ومعاصر وفقا لثوابت عقد إجتماعي عادل وواعي , ليتمتع الناس فيه بالحرية والثقة والأمن والإحترام المتبادل لكرامة الإنسان ورأيه ومعتقده وما يراه ويتمناه.
كم تمنيت, أن تنتشر الأغاني والأهازيج والدبكات الأصيلة في أرجاء الوطن , وتنشغل المدن بمهرجاناتها ونشاطاته السياحية والإقتصادية والثقافية والفلوكلورية المعبرة عن دورها الحضاري وما يميزها ويشير إليها من القيم والدلالات البارزة.
كم تمنيت ولكن , "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا؟!!
وفي هذا تكمن طامتنا الكبرى!!
فالغاب سيدنا المطاع!!
د- صادق السامرائي