ماذا تمثل زيارة البابا الى نينوى.. وما هي الرسائل التي حملتها
    الأثنين 8 مارس / أذار 2021 - 08:49
    [[article_title_text]]
    تقرير (السومرية نيوز) - حملت زيارة قداسة البابا فرنسيس الى محافظة نينوى العديد من الرسائل بعضها كان واضحا للجميع من خلال الكلمات التي ألقاها في قداس باب الحوش، والاخرى كانت بين السطور في طبيعة ومعنى الزيارة الى المحافظة، التي عانت وما زالت تعاني الدمار والصراعات على مستويات عديدة، ففي الوقت الذي رأى فيه سياسي من ابناءها بأن الزيارة تحمل مكاسب ورسائل معنوية اكثر من كونها مادية، اكد نائب عنها على ان الزيارة هي فرصة لتسليط الضوء على معاناة المحافظة والاستفادة منها في اعادة اعمارها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

    النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري، اكد ان زيارة قداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الى المحافظة، سيكون لها اهمية قصوى في ايصال رسالة معاناة أبنائها الى المجتمع الدولي بشكل اكثر دقة وشفافية.

    وقال الشمري في حديث للسومرية نيوز، ان "محافظة نينوى تعرضت الى الظلم في ميادين عديدة من بينها التهجير والدمار والخراب الى أغلب مناطقها ناهيك عن التدخلات بمصيرها من أطراف عديدة، لكن الظلم الأشد هو نقل صورة غير صحيحة عن بساطة وأصالة أهلها من خلال إظهار اهلها بانهم رافضين للتعايش السلمي وتعميم جرائم داعش الإرهابي على الجميع"، مبينا ان "من قام بتهجير اهلنا من المكون المسيحي وباقي المكونات من نينوى كانت زمر مجرمة لا تنتمي الى نينوى واهلها لكن من كان في استقبال البابا والترحيب به بكل حفاوة وتقدير هؤلاء هم ابناء نينوى الحقيقيين وعشائرها الكريمة".

    واضاف الشمري، ان "نينوى تعرضت للدمار وقد اطلع البابا على حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة الموصل ومناطق اخرى من المحافظة، وبحضور كبير جدا من الاعلام العالمي، ما منح الفرصة لأهل نينوى لاظهار حقيقة ما تعانيه نينوى واهلها والحاجة الى الدعم الدولي للنهوض بها وإعمارها بعد ثلاث سنوات من تحريرها"، مشددا على "اهمية استغلال تلك الزيارة من قبل الجهات الثقافية والحكومية في العراق لإيجاد الية تسمح إعمار المدن المدمرة في المحافظة واعادة اهلها لها لتكون قبلة لجميع دول العالم لاهميتها الثقافية والدينية والحضارية".

    من جانبه فقد اشار عضو الحزب الديمقراطي والنائب السابق عن محافظة نينوى ماجد شنكالي، الى ان هنالك العديد من المكاسب المعنوية التي قدمتها زيارة البابا الى المحافظة بغية تسليط الضوء على معاناة أبنائها خصوصا في المناطق التي تعرضت الى تهجير اهلها في سنجار وسهل نينوى، مشددا على ان الدعم المتوقع من زيارة الباب سيكون دعماً معنويا اكثر من كونه ماديا على اعتبار انه لايمكن لاي جهة بالعالم بناء دولة طالما لم تكن هنالك الارادة والقدرة والاستعداد لبناء دولتهم.

    وقال شنكالي في حديث للسومرية نيوز، ان "نينوى وكل اقضيتها تعرضت للظلم والدمار وخصوصا ان البابا قد ادى القداس في باب الحوش التي ما زالت جميع اطرافها مهدمة، واغلب المناطق التي مر بها في الجانب الايمن من مدينة الموصل هي مهدمة ولم يتم اعادة اعمارها ما اوصل رسالة الى المجتمع الدولي بحجم الدمار الذي عانته و تعانيه اغلب مناطق نينوى"، مبينا ان "الزيارة الى نينوى اوصلت رسالة بأن الكثير من أهل نينوى الاصلاء من ابناء المكون المسيحي قد تركوا المدينة ومنهم من ترك العراق بشكل كامل وهو ذكرها بان ترك مسيحي العراق لبلدهم وللشرق الاوسط عموما فيه خطر كبير على وجودهم والمجتمع الذي ينتمون اليه".

    واضاف شنكالي، ان "الزيارة سلطت الضوء على الكثير من الملفات وقدمت العديد من الرسائل عن ما جرى في سنجار وسهل نينوى التي ما زال اغلب اهلها نازحون خارج مدنهم والبعض منهم خارج العراق من ابناء المكونات العراقية الاصيلة خصوصا المكون الايزيدي والمسيحي"، لافتا الى ان "الزيارة ربما ستحرك الماء الراكد دوليا على مأساة نينوى لانه بصراحة لا نعول كثيرا على تحرك ساسة العراق بعد الزيارة لان جميع الرسائل والأوضاع في نينوى كانت امام اعينهم ولم يتحركوا طيلة السنوات السابقة لحل المشاكل".

    ولفت الى اننا "نرى اليوم ما يجري في سنجار من سيطرة عسكرية ومدنية وادارية من قبل حزب العمال الكردستاني وبدعم ومباركة من فصائل مسلحة عراقية"، مشددا على ان "الزيارة نقلت الوضع العام في نينوى بصورة حية ونقلت صورة واضحة عن العوائل المهجرة والدمار الذي لحق بالمحافظة على اعتبار ان نسبة ابناء المكون المسيحي كان في العراق قبل عام 2003 هو 6% لكنه اليوم لا يتجاوز الواحد بالمئة".

    واكد شنكالي اننا "بحاجة الى بناء دولة مواطنة بعيدة عن كل المسميات وهو الهدف الذي اوصله البابا في جميع قداسته بان الإنسان هو القيمة المثلى للحياة في اي دولة واي مكان بالعالم".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media