(Forbes) هاجر عمران - علقت الدنمارك استخدام لقاح أسترازينيكا AstraZeneca المضاد لفيروس كوفيد-19 بشكل احترازي، بعدما أصيب بعض الأشخاص الذي حصلوا عليه بجلطات دموية.

ويأتي ذلك بعد توقف النمسا عن إعطاء نفس اللقاح لمواطنيها بهدف التحقيق في احتمال تسببه في وفاة أحد الأشخاص بعد حدوث اضطرابات تتعلق بتخثر الدم وانسداد الرئة.

وتقوّد مثل هذه الأنباء آفاق التفاؤل بشأن سباق اللقاحات الذي يعول الاقتصاد العالمي على نتائجه الإيجابية لتعزيز التعافي من أزمة كوفيد-19، وانتعاش الأسواق، وقطاعي النفط والطيران بصفتهما من أكبر المتضررين جراء انتشار الجائحة العام الماضي.

ونستعرض في هذا التقرير تطورات 5 لقاحات رئيسية هي أسترازينيكا وفايزر-بيونتك، وموديرنا، وسبوتنيك في الروسي، وسينوفارم الصيني.

أسترازينيكا..عقبات ضخمة

يواجه لقاح أسترازينيكا عقبات كبيرة خلال الفترة الحالية، خاصة بعد أن أجرت السلطات في كوريا الجنوبية تحقيقًا في مدى تسبب إعطاء اللقاح في ثماني وفيات لأشخاص تم تطعيمهم به مؤخرًا، إلا أن الوكالة الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (KDCA) عادت وبرأت ساحة اللقاح.

كان أحد الأشخاص قد توفى في النمسا بعد مرور 10 أيام فقط على تطعيمه بلقاح أسترازينيكا، ما دفع السلطات إلى التحقيق في الأمر وحظر تناول اللقاح.

تأتي خطوة الدنمارك اليوم بشأن لقاح أسترازينيكا عقب تقارير عن حالات خطيرة لجلطات دموية لدى أشخاص حصلوا على لقاح أسترازينيكا، بحسب بيان عن هيئة الصحة ولكنها ذكرت أيضا أنه حتى الآن، لم يتم تحديد أي صلة بين اللقاح والجلطات الدموية.

تراجع سهم استرازينيكا بنسبة 2.49% إلى 7.013 ألف جنيه إسترليني (9.794 ألف دولار) ووصلت القيمة السوقية للشركة إلى 94.411 مليار جنيه إسترليني (131.86 مليار دولار).

حظرت 6 دول أوروبية أخرى بخلاف الدنمارك إعطاء لقاحات أسترازينيكا، وكان قد تم تسليم أسترازينيكا إلى 17 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

أطلقت وكالة الأدوية الأوروبية EMA مراجعة بشأن الحالات المبلغ عنها بعد إعطاءها جرعات أسترازينيكا، خاصة مع وجود 22 حالة عانت من التجلط في الدم بعد إعطاءها أسترازينيكا، في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، كما في 9 مارس/آذار 2021.

كانت منظمة الصحة العالمية قد منحت تصريح الاستخدام الطارىء للقاح أسترازينيكا قبل أقل من شهر وبالتحديد في 16 فبراير/شباط الماضي، مؤكدة إتاحته للتداول العالمي من خلال مرفق COVAX للقاحات.

أكدت مصر بدء إجراءات توريد الشحنة الأولي من لقاح "أسترازينكا" من خلال مبادرة "كوفاكس"، أمس الأربعاء، مؤكدة أن الأطقم الطبية ستحى بالأولوية في الحصول على اللقاحات.

بدأت أولى جرعات لقاح AstraZeneca في الوصول إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، من خلال مبادرة COVAX متعددة الأطراف، بحسب بيان من الشركة في 2 مارس/آذار الجاري

تستهدف الشركة توصيل ملايين الجرعات من لقاحها إلى 142 دولة خلال الأشهر المقبلة، وكان لقاح Astrazeneca-Oxford، قد أظهر فعالية بنسبة 63% بعد إجراء تجربة سريرية مستمرة وواسعة النطاق.

يمكن أن تساعد اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وتصل فاعليتها إلى نسبة 50% على الأقل في السيطرة على الوباء، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال مؤخرا، إن لقاح أسترازينيكا غير فعال على ما يبدو، بالنسبة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما.

كانت الشركة قد أعلنت عن ارتفع إجمالي إيراداتها خلال العام الماضي 2020 بنسبة 10% إلى 26.617 مليار دولار، كما زادت مبيعات المنتجات بنسبة 11% إلى 25.890 مليار دولار.

فايزر..تتوسع في الإنتاج

تدرس شركة Pfizer تصنيع لقاحها المضاد لفيروس كورونا خارج الولايات المتحدة وأوروبا بعد انتهاء "مرحلة الإمدادات خلال الوباء"، نافية وجود مفاوضات حاليا مع الهند لإنتاج اللقاح هناك.

كانت وسائل الإعلام قد تناقلت أنباء تفيذ بمناقشات بين شركة الأدوية الأميركية والحكومة الهندية للحصول على تصريح تنظيمي مع طلب ضمان حرية تسعير اللقاح وتصديرإلا أن متحدثة باسم شركة فايزر قالت لرويترز: "في الوقت الحالي لا نناقش اي تصنيع محلي اضافي لهذا اللقاح."

بمجرد انتهاء مرحلة الإمداد خلال فترة انتشار الوباء والدخول إلى مرحلة الإمدادات المنتظمة، ستقيم فايزر بالتأكيد جميع الفرص الإضافية المتاحة، كما أضافت المتحدثة.

تستهدف فايزر وشريكتها بيونتيك إنتاج 3 مليارات جرعة من اللقاح في العام المقبل، بزيادة 1 مليار جرعة عن خطتهما لإنتاج ملياري جرعة على الأقل هذا العام، بحسب بلومبيرغ.

أكدت فايزر، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن لقاحها فعال بنسبة 95% ضد كوفيد-19، مع مرور 28 يومًا من تلقي الجرعة الأولى منه.

ذكرت المفوضية الأوروبية، أمس الأربعاء، إنها توصلت لاتفاق مع شركتي فايزر وبيونتيك للحصول على أربعة ملايين جرعة إضافية من لقاح كوفيد-19 خلال شهر مارس/آذار الجاري، في إطار جهودها لتسهيل الحركة عبر الحدود والسيطرة على بؤر الفيروس.

كانت فايزر قد تعهدت في وقت سابق بتزويد الاتحاد الأوروبي بـ 500 مليون جرعة من لقاحها بشكل إجمالي بحلول نهاية 2021، مع احتمالية رفعها إلى 600 مليون جرعة وفقا لظروف الجانبين.

موديرنا..تعزيز الطلب

تستعد شركة موديرنا Moderna لتقديم طلب إلى تايلاند للموافقة على لقاحها المضاد لكوفيد-19 هذا الشهر ، بينما تستعد البلاد لحملة تطعيم شاملة.

أثبت لقاح Moderna فعاليته بنسبة 92% تقريبًا في الحماية من كوفيد-19، بعد مرور 14 يومًا من تلقي الجرعة الأولى منه، بحسب منظمة الصحة العالمية.

تتوقع سويسرا الحصول على مليون جرعة لقاح من موديرنا وفايزر هذا الشهر ، بعد تلقي حوالي 1.1 مليون جرعة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

اتفقت شركة Baxter International لتصنيع الأدوية قبل أيام قليلة مع موديرنا على ملء وتعبئة ما يتراوح بين 60 إلى 90 مليون جرعة من لقاحها المضاد لكوفيد-19 خلال عام 2021.

توصلت موديرنا مع الحكومة الفلبينية لاتفاق بشأن تزويدها بـ 13 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19، مع بدء التسليم في منتصف عام 2021، وقالت الشركة في بيان إنها ستعمل مع المنظمين للحصول على الموافقات اللازمة قبل التوزيع.

تتوقع موديرنا التوصل إلى اتفاق منفصل مع الحكومة الفلبينية والقطاع الخاص لتوفير 7 ملايين جرعة إضافية قريبا.

اللقاح الروسي..تصديق رغم الانتقادات

أكد صندوق الاستثمار المباشر الروسي أمس الأربعاء أن الأردن أقر الاستخدام الطارئ للقاح "سبوتنيك في" للوقاية من فيروس كوفيد-19.

حصل لقاح سبوتنيك في، على تصاريح باستخدامه الآن في 49 دولة يبلغ إجمالي سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة.

ورغم الانتقادات الضخمة التي أحاطت بإعلان روسيا عن سبوتنيك في خلال سبتمبر/أيلول الماضي، قال رئيس لجنة خبراء ألمانية ستساعد في تحديد أولوية التطعيم باللقاح المضاد لمرض كوفيد-19، توماس ميرتنز، إنه سيدعم لقاح سبوتنيك في الروسي على الرغم من أن أوروبا تبحث بحذر إنتاجه واستخدامه.

ذكر ميرتنز لصحيفة راينشيه بوست يوم الأربعاء أن سبوتنيك في لقاح جيد، متوقعا حصوله على موافقة الاتحاد الأوروبي في وقت ما.

تمت الموافقة على استخدام لقاح سبوتنيك في بالفعل أو يجري تقييمه لاعتماده في ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي هي المجر وسلوفاكيا والتشيك، وذلك على مستوى الدول

إلا أن وزير الشؤون الأوروبية لدى الحكومة الفرنسية، كليمنت بون طالب في تصريحات لراديو آر.تي.إل، دول الاتحاد الأوروبي بالامتناع عن استخدام لقاحات كوفيد-19 الروسية أو الصينية ما لم تتم الموافقة عليها من قبل هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد، محذرا من أن هناك خطرا يهدد وحدة الاتحاد والصحة العامة لسكانه.

وردا على سؤال عما إذا كانت كل دولة في الاتحاد تتصرف الآن ببساطة "حسب رغبتها"، قال "إذا اختاروا اللقاح الصيني أو الروسي، أعتقد أن الوضع سيكون خطيرا للغاية".

سينوفارم الصيني.. إمداد كبير

تم استخدام أكثر من 43 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 من إنتاج شركة سينوفارم الصينية التي تدعمها الدولة، منها أكثر من 34 مليون جرعة داخل الصين والباقي بالخارج.

وتنتج شركة CNBG التابعة لسينوفارم لقاحين مضادين لكوفيد-19، أحدهما تطوره وحدة لها في بكين وحصل على الموافقة للاستخدام العام في الصين والاستخدام الطارئ في عدد من البلدان منها العراق وباكستان والمغرب.

تطور اللقاح الثاني وحدة لشركة CNBG في ووهان وحصل أيضا على الموافقة للاستخدام الطارئ في الصين، وبعيدا عن هذين اللقاحين تطور الصين لقاحين آخرين من خلال شركتي سينوفاك بيوتك وكانسينو بيولوجيكس، وقد حصلا على الموافقة على الاستخدام في الخارج.

عرضت الصين توفير جرعات من لقاح كوفيد-19 للمشاركين في أولمبياد طوكيو هذا العام وأولمبياد بكين الشتوي 2022.

ويمكن تخزين تلك اللقاحات في درجات التبريد العادية مما يجعلها خيارا أكثر جاذبية لكثير من البلدان النامية التي تواجه صعوبة في استخدام منتجات منافسة من شركتي مودرنا وفايزر تتطلب درجات تبريد أعلى بكثير للتخزين طويل الأمد.

كانت وزارة الخارجية الصينية قد قالت الشهر الماضي إن بكين تقدم مساعدة بخصوص اللقاحات إلى 53 دولة نامية ولديها اتفاقات تصدير مع 22 بلدا.

تسلمت مصر الشهر الماضي 300 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا الذي طورته شركة سينوفارم ، بحسب بيان من وزارة الصحة، وتعتبر هذه هي ثاني دفعة تتسلمها القاهرة من سينوفارم بعد الشحنة الأولى التي تضمنت 50 ألف جرعة في ديسمبر /كانون الأول.

وأصاب كوفيد-19 حتى الآن 118 مليون حالة حول العالم منهم 2.62 مليون لقوا حتفهم فيما تم شفاء 66.9 مليون شخص.