زيارة البابا للعراق لم تكن من أجل نشر الإسلام أو إظهاره للعالم بأفضل الصور أو أعطاء انطباع على أن دين الإسلام أفضل الأديان أو أنه دين مساوي للمسيحية ، بل زيارة البابا للعراق كانت من أجل تحقيق بعض الأهداف وجميع هذه الأهداف تنصب في إظهار المسيحية كأفضل الأديان أو على أٌقل تقدير الحفاظ على هيبة البابا والمسيحية وطرح فكرة الديانة الإبراهيمية بشكل عملي لأول مرة من خلال الصلاة الموحدة لمجموعة من الأديان بالإضافة الى كسب ثقة شباب الشارع العراقي الفاقد للهوية ؟؟ .
بابا الفاتكان ( فرنسيس الأول) أتباعه الكاثوليك منتشرون في جميع أنحاء العالم وأعدادهم تقارب 1 مليار وربع ، وأغلب الحكومات الغربية تعطي الولاء لهذا البابا او الفاتكان ، لهذا فأن حركة وكلام البابا مرصودان من قبل الإعلام العالمي وخصوصاً الغربي وأمريكا الجنوبية وأفريقيا ، وقد رافق البابا في زيارته للعراق أكثر من 120 صحفي يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية الضخمة في العالم لتغطية هذه الزيارة التاريخية في جميع المقاييس ، فمن الطبيعي بمثل البابا وما يمثل من ثقل عالمي ومكانة في قلوب أتباعه أن لا يزور ضريح أمير المؤمنين عليه السلام ؟؟ بل لا يعطي أي اهتمام لقبته الذهبية الشريفة التي لا تبعد عن بيت السيد السيستاني سوى عشرات الأمتار ؟؟؟ ، لأن البابا يعلم ماذا ستُحدِث هذه الزيارة إن حدثت بل ماذا يعني للمسيحيين في العالم إذا أظهر بعض الاهتمام بالقبة الذهبية المشرفة لأمير المؤمنين عليه السلام ؟؟؟ ، زيارة البابا للسيد السيستاني في بيته جعلت محركات البحث غوغل تسجل ما يقارب مليار عملية بحث عن ( من هو السيد السيستاني ولماذا زار البابا السيستاني ومن هي النجف الأشرف ) ؟؟؟ ، وإذا زار البابا ضريح أمير المؤمنين عليه السلام فسوف يكون البحث عن أمير المؤمنين عليه السلام صاحب القبة الذهبية ومن يقرأ عن أعدل حاكم وأشجع بطل ونصير الفقراء وأفقه الفقهاء وسيد العلماء والعرفاء وأحكم الحكماء وأزهد الزهاد فكيف لا يتبعه ولا ينقاد الى طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ممن يبحث عن الحق وأهله ، وقد زخرت المكتبة الغربية بالكتابات عن سيد البلغاء أمير المؤمنين عليه السلام ومنها ما ذكره جيرالد غوري المستشرق والمفوض السامي البريطاني أن العقل الأوربي اليوم إذا تسائل متى عرفنا الصفر ؟ لن يجد جواباً قبل 400 عام ولكن من المذهل أن تجد أو أول إنسان في تاريخ الفكر الإنساني أخترع الصفر واللانهاية هو حاكم بلاد الشرق بعد النبي محمد هو الإمام علي بن أبي طالب وهذه المسألة الفيزيائية التي حيرت الفلاسفة الهنود وذكرت بالدهشا أنها مستحيلة الجواب فأجاب عنها الإمام علي لما سأله كبير كهنة البراهمة عنها مولاي :إذا مسكت بحجر ورميته الى بعد غير معروف حتى نهاية الأرض أين سيصل ؟ فأجاب الإمام علي : إن ذلك المكان الذي تقصده والذي سيصله حجرك يدعى اللانهاية وهو مكان لا مكان وزمان لا زمان وأن الحجر بالتالي سيرجع ال يدك وبكل بساطة أن الإمام علي قد عرف أن الكون مغلق ؟؟ وهو ما تزال تتصارع به النسبية والكلاسيكية والكم الى يومنا هذا ؟؟ ، ويقول بريتراند راسل الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني المشهور أن العقل البشري لا يدرك أن رجلا عاش بالشرق قبل 13 قرناً وحل معادلات الدرجة الثانية بطريقة الإتمام الى مربع كامل لما قسم 17 جملاً على 3 أخوة وعرض المسألة في كتابه مذكراتي لتكون أول ورقة بحث تثبت أن علي بن أبي طالب حل معادلات الدرجة الثانية قبل العالم ب 800 عام ، ويقول راسل أيضاً لما ابتكرنا علم التجزيء والمقارنة الرياضي لنحل المسائل الى شكل بسيط ونعيد تركيبها ظننا أننا أنجزنا قفزة بأوربا لن تلحق بنا الشعوب وإذ بي أتفاجأ بذلك الرجل نفسه علي بن أبي طالب حاكم بلاد الشرق قاطبةً وقد حل مسألة أرغفة الخبز بالتثليث الدائري ، ويقول المفكر والفيلسوف روجيه غاروديه :أن علي بن أبي طالب سبق العلم البشري ولا أعتقد أن بشراً ينطق بمثل كلامه فهو أول من أدرك علم الذرة والقنبلة النووية قبل البشرية ب 1400 عام .... ومن لا يصدق فأقول لمن يضحك من مقالتي من السادة أصحاب مقاعد الدكتوراه بالسوربون أنظروا الى قول علي بن أبي طالب : إذا تمكنت من فلق الذرة ستجد في قلبها شمساً ألم نفلق الذرة انشطاريا في هيروشيما ونتجت قنبلة الشمس الحمراء ؟؟؟ ، وفي عام 2002 أقترح كوفي عنان أن تكون رسائل الإمام علي الى مالك الأشتر الذي ولاه مصر وقد راسله في عدة خطب ورسائل عرفت بمراسلات الفكر الإنساني في المساواة والعدل واقترح كوفي عنان اعتماد تلك الرسائل كقانون ومرجع وصفحة مشرقة في تاريخ الإنسانية ومعتمدة من منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، وقد أعلنت الأمم المتحدة أن لجنة حقوق الإنسان في نيويورك أصدرت قرارها التاريخي في عام 2002 والذي نص (( يعتبر خليفة المسلمين علي بن أبي طالب أعدل حاكم ظهر في تاريخ البشر)) مستندة بوثائق شملت 160 صفحة باللغة الإنكليزية . فزيارة البابا لضريح الإمام علي عليه السلام تدفع البشرية وخصوصاً أتباعه الى البحث عن هذه الشخصية التي زارها حبرهم الأعظم وعند البحث سيجدون الإنسان المتكامل في كل شيء والحامل لأسمى المبادئ الأخلاقية والصفات النبيلة ولم تعرف البشرية قاطبةً شخصية حملت هذا الإرث العظيم كالإمام علي عليه السلام إلا رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وهل تستطيع العقول الطالبة للحقيقة والتي تفتش عن الحق أن تترك هذا النور الساطع ولا تنجذب اليه ، لأن الإطلاع على سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من قبل أتباع الديانات الوضعية والسماوية تجعلهم ينجذبون اليه بدون شعور أو تفكر كما أن فاطمة الزهراء عليها السلام عندما يطلع على مصائبها أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى ينجذبون الى نور هدايتها الى طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وأن البابا يعرف من هو علي بن أبي طالب عليه السلام لهذا السبب لم يزر ضريحه أو لم يتلفت أي التفات عليه كي لا يدفع أتباعه ان ينتبهوا لهذا الأمر ويدفعهم للبحث عنه ومن ثم الدخول في الإسلام المحمدي الأصيل والبابا لم يأتي لكي يعرف الناس بالإسلام أو يدفعهم لدخول الإسلام بل أتى لكي يحافظ على هيبة المسيحية ويحاول في نشرها في أرجاء المعمورة .
خضير العواد