د. صادق السامرائي
مثل كنت أسمعه في صباي , وهو للتعبير عن السلوك الإندفاعي الإنفعالي الخالي من معايير التقدير والتقييم والتفكير بالنتائج والمضاعفات الناجمه عنه.
كما يشير لرغبة سلوكية جاهزة للإنطلاق لأي سبب من الأسباب.
تذكرت هذا المثل , وأنا أتابع سيل المقالات والتصريحات والخطابات تجاه ما يحصل في المنطقة والعالم من أحداث وتطورات.
إذ تجدنا نكتب ونكتب ونسرف بالكتابة والأقوال في المواقع الإليكترونية والتواصل الإجتماعي , وكأننا ننتظر الأحداث والتفاعلات لكي نسكب ما فينا من غيظ ومشاعر سلبية تعمي البصيرة وتحيلنا إلى قش في مهب الريح , حتى لتلهو بنا الأيام وتهزأ منا الأقوام!!
هكذا تجدنا ننطلق بلا دراسة وبحث وإستقصاء ونظر وتفكير , وتحسّب ومعايير وضوابط وقيم وأخلاق وطنية وإنسانية ومصيرية ومسؤولية.
نكتب فيندلق ما فينا في كل مكان , ونحسب بأننا قد أنجزنا عملا مهما وساهمنا في صناعة الحياة , وما نحن إلا شركاء في المصائب والملمات , ومن الذين يوقدون جحيمات المآسي والويلات عن قصد أو غير قصد.
فاتقوا الله فيما تكتبون وتنطقون , وإن لم تتقوا الله , فاتقوا ضمائركم , وإن فقدت الضمائر , فاتقوا أنفسكم !!
فالمصيبة تتعاظم , والأقلام سكرى وفاقدة للبصيرة وآليات التبصر , وتتفاعل بأساليب تقضي بالإندفاع الأهوج في مسيرة الإنقراض , والإتلاف للوجود الإنساني في المنطقة , وتحويلها إلى قبائل مندحرة في صراعات وحروب شعواء , تأكل الأخضر واليابس والفاعل والمفعول به , فكل موجود سيكون سجيرا , وكل شيئ يُراد له أن يكون رمادا.
وما يضحك في شر البلية المتفاقمة , أن الناس فقدت صوابها , وعافت رشدها , وتحولت إلى بضاعة عدوانية في مزادات التدمير الشامل لما يشير إليها , ويعبر عن ملامحها وتأريخها , حتى لتتعجب من قولها وفعلها وسلوكها المبيد لذاتها وموضوعها!
فهل من يقظة ضمير , وصحوة عقل , ومن قلم حصيف؟!!
د-صادق السامرائي