نوايا تركيا الجيوأستراتيجية لاثارة ملف المياه مع العراق
    الأحد 9 مايو / أيار 2021 - 06:11
    منتظر الحريري
    استفحلت في التسعينيات من القرن المنصرم  نزعة القوة المائية الأكبر لدى تركيا وبرزت طموحات زعامة وصدرت تصريحات لاعقلانية ومتغطرسة بشأن مياه الرافدين، بما فيها من قبل رئيس الدولة التركي آنذاك، اعتبر بها مياه الرافدين مياها تركيةً عابرة للحدود وقارن الثروة المائية في تركيا بالثروة النفطية لدى العرب، وسوّق افكار بيع المياه الى دول اخرى وغير ذلك، ما اثار سخطا كبيرا حتى من لدن وكالات ومجاميع دولية، في وقت كانت تركيا تسعى به للانضمام للاتحاد الاوروبي. لقد تزامن تصاعد الموقف المتزمت لتركيا حول الموارد المائية المشتركة مع دخول تنفيذ مشروع جنوب شرق الاناضول (غاب) مراحل متقدمة تكللت بانجاز سد اتاتورك، وهو رابع اكبر سد في العالم، وقبله سدّي كيبان وقره قايا، وملأه بطريقة استفزازية قطعت اثرها مياه الفرات تماما عن الجريان في مطلع العام 1990، اذ حُوّل النهر بكامله الى بحيرة اتاتورك، دون الالتفات الى الاحتجاجات العراقية والسورية، وكان ذلك تذكيرا مخيفا بقطع مياه الفرات في الفترة 1976-1977 حيث تزامن ملء سد كيبان في تركيا مع ملء سد الطبقة السوري فتعرض أثرها الفرات في العراق الى جفاف شبه كامل وكانت تلك كارثة لم يألف حدوثها سكان وادي الرافدين في السابق.وفي عام 2020تم تشغيل سد اليسو ليضاف الى السدود  التركية الاخرى التي تستخدمها  الحكومة التركية للضغط على العراق للقبول بأجندات تركية داخل الساحة العراقية منها أطماعها  التوسعية في محافظتي  نينوى  وكركوك  تحت أدعاءات  ، وحجج باطلة ، وكلها تؤكد على فكرة  الاحتلال الراسخة في عقول قادتها ، ولاحياء العثمنة في المنطقة .وأخر الاستفزازات التركية تفقد وزير الدفاع  التركي ((خلوصي أكار))السبت1/5/2021 قاعدة عسكرية لبلاده في شمال العراق ورافقه رئيس الاركان  العامة ((يشار غولر))وقائد  القوات البرية ((أوميت دونوار))والتقى أكار قائد فرقة المشاة 23 اللواء ((أدريس أجار كورك)).
    أن السياسة المائية في العراق فاشلة طوال سبعة عشر عاما منذ عام2003، ولم يكن هناك أي خطة للسلطات الحكومية  لتأهيل  السدود وإنشاء خزانات ماء يمكن أن تكون رافدا مهما لنهر دجلة والفرات الذي يعتمد عليهما العراق بشكل أساسي بنسبة 100%، من حيث مياه الشرب ومياه الزراعة، وما يخدم استمرار الحياة.ويستطيع العراق الضغط على تركيا من خلال وسيلتين للتخفيف من أثار ضغوطها عليه من خلال ملف المياه الاول من خلال  أيجاد بديل تجاري  لتركيا والتلويح لها بأمكانية العراق الاستغناء عن البضائع التركية والتبادل التجاري معها من خلال الاردن أو مصر على سبيل المثال ، وأثارة ملف المياه في المنظمات الدولية كالامم المتحدة ، ومجلس الامن لكون تركيا تلوح بملف المياه لاغراض تضر مصالح الشعب العراقي وليس من أجل أدارة رشيدة لملف مصب المياه من الاراضي التركية التي تقرها القوانين الدولية.


    منتظر الحريري
    كاتب عراقي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media