الإنتصار العلمي!!
    الأحد 30 مايو / أيار 2021 - 05:31
    د. صادق السامرائي
    لا يوجد في هذا العصر إنتصار عسكري بحت , فإن تحاربت القِوى فأنها تبيد بعضها , فهناك خسائر فادحة متبادلة , ولهذا فأن الحروب العسكرية وفقا لمنطق القرن العشرين ما عادت موجودة.
    الذي يحصل في الدنيا هو التنافس العلمي , الذي يموجب معطياته تتحدد معايير الإنتصار والهزيمة , ولهذا تجد القِوى الكبرى في ذروة إندفاعاتها التنافسية في المجالات العلمية المتنوعة.
    وما تحقق في زمن الوباء الكوروني , يُعد نصرا علميا لقوة على غيرها , فالدول التي صنَّعت اللقاحات الكفوءة , وبكميات هائلة ,  ووقت قياسي , هي المنتصرة على غيرها من الدول العاجزة عن تلقيح شعوبها.
    فهناك دول منهزمة وأخرى منتصرة في هذه المعركة المصيرية , التي لم تستطع فيها بعض الدول أن تصنع لقاحاتها وتحمي مواطنيها من غائلة الفايروس.
    إن الشعوب المتفوقة هي التي تتخذ مناهج البحث والتفكير والإبداع العلمي سبلا لرقائها ومواجهتها للتحديات , فتجد مجتمعات تسيّر مركباتها وتحلق بمروحياتها فوق المريخ , وتديرها من الأرض بإتقان فائق , ومجتمعات منشغلة بالضلال والبهتان ونكران قيمة العقل والإنسان.
    ولا يمكن المقارنة بين الثرى والثريا , ولا يجوز النظر بعين واحدة للحالتين , فنكران العلم هو الطامة الكبرى التي تلحق ببعض المجتمعات , وتدفع بها إلى مزيد من الهلاك.
    ولا بد من وعي حقيقة  معاصرة فاعلة في الموجودات خلاصتها العلم , فالعلم أصل الكينونة القوية المقتدرة على التحدي , وما سواه هذيان وغثيان سبّاق لإنهيارات فادحة.
    فهل من وعي لأهمية العلم والتفكير العلمي لصناعة الحياة؟
    وإن الحياة في العلم والموت فيما عداه!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media