خلاف سعودي إماراتي نادر حول إنتاج النفط يهدد بارتفاع حاد في أسعار الذهب الأسود
    الأثنين 5 يوليو / تموز 2021 - 19:17
    [[article_title_text]]
    (فرانس24/أ ف ب) - بعد أن كانت الخلافات بينهما تحل في تكتم تام، يتنامى خلاف اليوم بين السعودية والإمارات حول تمديد اتفاق لإنتاج النفط، حيث تدفع الرياض ومعها موسكو باتجاه ذلك حتى كانون الأول/ديسمبر 2022، وفق خطة لضخ ما مقداره 400 ألف برميل يوميا، لكن الإمارات ترفض وتطالب بإعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية الاتفاق في أبريل/ نيسان. وقد يؤدي الفشل في الوصول لاتفاق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام.

    اشتعل خلاف علني نادر بين السعودية وحليفتها التقليدية الإمارات بشأن اتفاق مهم لإنتاج النفط، ما بات يدفع نحو تصعيد التوترات داخل تحالف الدول المصدرة.

    وتنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا اعتبارا من آب/أغسطس وحتى كانون الأول/ديسمبر، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.

    وتدفع السعودية وروسيا باتجاه اعتماد هذا الاتفاق حتى كانون الأول/ديسمبر عام 2022، لكن الإمارات تقول إن الوقت مبكر للموافقة على التمديد حتى نهاية العام المقبل، وترغب في أن تتم إعادة مناقشة مستويات الإنتاج بحلول نهاية الاتفاق الحالي في نيسان/أبريل 2022.

    وتعقدت مناقشات الأسبوع الماضي بسبب اعتراض الإمارات التي تشكل عائدات النفط نحو 30 بالمئة من ناتجها الإجمالي المحلي، في اللحظة الأخيرة على الصفقة الروسية السعودية خلال اجتماع دول "أوبك بلاس" الـ23.

    "المجموعة مقابل دولة واحدة"

    وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ مساء الأحد، "إنها كل المجموعة مقابل دولة واحدة، وهذا أمر محزن بالنسبة إلي ولكن هذا هو الواقع".

    وفي مقابلة مع قناة "العربية"، أكّد الوزير السعودي وجود "توافق" في مجموعة "أوبك بلاس"، مستدركا "التوافق قائم وموجود، ما عدا دولة واحدة". ودعا إلى "شيء من التنازل وشيء من العقلانية" للتوصل إلى اتفاق.

    ومنذ أيار/مايو، أعاد التحالف ضخ الذهب الأسود على نحو خجول بعد الإحكام بشدة في بداية انتشار فيروس كورونا، ما ساهم في رفع الأسعار التي باتت تدور حول عتبة 75 دولارا في أعقاب انهيارها قبل أكثر من عام.

    أمر "غير عادل"

    ورغم الزيادة التي تنص عليها الخطة السعودية الروسية، فإن الإمارات اعتبرت أن الالتزام بها حتى نهاية 2022 أمر "غير عادل".

    وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي في تصريحات شديدة اللهجة الأحد إن "مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد نيسان/أبريل".

    وتابع في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز العربية" التي تتّخذ أبوظبي مقرا، "لا يُعقل أن نقبل باستمرار الظلم والتضحية أكثر مما صبرنا وضحينا".

    الفشل يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط

    تقع في قلب الخلاف بين الرياض وأبوظبي مسألة حجم الإنتاج والذي من خلاله تُحسب حصة كل دولة.

    وتصر الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يوميا إلى 3,8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة (3,17 ملايين) في تشرين الأول/أكتوبر 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.

    لكن وزير الطاقة السعودي أبدى تحفظه عن هذا المطلب، قائلا "أحضر اجتماعات أوبك منذ 34 عاما، لم أشهد طلبا مماثلا".

    والتصريحات العلنية المتبادلة هذه نادرة في منطقة يتم فيها تسوية الخلافات بين الحلفاء عموما بأقصى قدر من التكتم.

    ويرفض الوزير السعودي الانصياع لمطالب أبوظبي بحجة أن تمديد الاتفاقية كما هي حتى نهاية عام 2022 أمر ضروري لاستقرار السوق. وأوضح لتلفزيون بلومبرغ "علينا أن نمدّد".

    وقد يؤدي الفشل في الوصول إلى اتفاق إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، ما يهدد التعافي العالمي الضعيف بسبب جائحة كوفيد-19.

    ويهدد الخلاف أيضا بتفكيك "أوبك بلاس"، ما قد يتسبب بحرب أسعار ستؤدي إلى فوضى اقتصادية عالمية.

    في العام الماضي، أدى خلاف بين موسكو والرياض إلى تدهور سعر الخام الأمريكي إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ. ويعرب خبراء عن قلقهم من الخلاف الإماراتي السعودي.

    "البيت الأبيض قد يحتاج إلى تشغيل الهواتف"

    ورأت المحللة لدى شركة "أر بي سي" حليمة كروفت، أن "احتمال غياب اتفاق، بل حتى خروج الإمارات من أوبك، ازداد بشكل كبير"، إذ يبدو من الصعب على التحالف أن يقبل بطلب الإمارات من غير أن يفتح الباب للفوضى.

    وبحسب كروفت، فإن "البيت الأبيض قد يحتاج إلى تشغيل الهواتف خلال نهاية الأسبوع من أجل المساعدة في سد الفجوة ومنع سيناريو الانهيار الإثنين الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار" بشكل كبير.

    ويقيم البلدان الخليجيان منذ عقود طويلة علاقات دبلوماسية وثيقة للغاية، لكن الخلافات اشتدت مؤخرا خصوصا في ما يتعلق بالمنافسة الاقتصادية المحتدمة في قطاعات التكنولوجيا والنقل وغيرها.

    وكانت الإمارات سحبت في 2019 غالبية قواتها في اليمن بعدما كانت عنصرا رئيسيا في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في هذا البلد ضد الحوثيين المدعومين من إيران منذ 2015.

    كما بدت أبوظبي غير راضية بالكامل عن ظروف المصالحة في كانون الثاني/يناير الماضي مع قطر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخلاف الدبلوماسي في الخليج.


    فرانس24/ أ ف ب
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media