رِحْلةُ حلمٍ
    الأثنين 12 يوليو / تموز 2021 - 05:02
    د. مجيد القيسي
    حَزيناً وقفْتُ في باحةِ البرجِ
    اعدّ محطات ِرحلتي ...أقرأ أسماءَها
    اللوْحةُ غامِضةٌ بين التضَاريسِ
    سُحُبٌ رمادية تجوبُ السماءَ
    سبعون حولاً توارتْ كالهواءِ 
    فلم ارَ نبعاً يَخْمدُ لوعتي ...
    رصيفاً يستضيفُ حقائبي...
    سيلٌ من الأحلامِ تهاوى في بحيراتِ الظلامِ
    بين أفواه الأفاعي...في متاهاتِ الزمن المغتصب...
    تكادُ الخيولُ تطيرُ من شدة عَدوِها
    وأكادُ امْسكُ غبارَ حَوافِرها
    فزعاً أفقتُ من غفْوةٍ طالَ زمانُها...
    فلم أرَ حَولي سوى كَهفٍ من ظَلام...
    يا الهي منْ كان معي ساعَةَ غَفْوَتِي...
    وكم لبثتُ في المنامِ...
    ما سرُّ تلك الكلاب تُرافقني...
    وما سرُّ رائحةِ الكهفِ...وذلك الحطام
    نصفُ قرنٍ من العُمْرِ توارى في الخيال...
    بعيداً عن الأرضِ...عن الماءِ...
    عن البيتِ الذي صانَ طفولتي...
    عن المدارسِ والمقاهي...
    وعن والدتي التي رحلت قبل عام... 
    كلُّ هذا كان بالأمسِ ...
    كلُّ هذا كان في الماضي القريب...
    مُسرِعةً تمرُّ الذكرَياتُ في لجّةِ الخوفِ...
    عدوتُ احثُ السيرَ لعلني أمسكُ قشةً من خيالٍ نَسَجْته...
    من أملٍ طالَ انتظاره...
    بغداد يا مرتعَ طفواتي...يا شمعةً ازلية
    سأدركُ بُرجَ أحلامي أليك...
    سأهتفُ للمسيرةِ القادمة...
    غداً سترحلُ السُحبُ القابعةُ فوقَ نَخيلكِ...
    غداً ستشرقُ الأماني خلفَ راياتِ الشباب 
         مجيد القيسي
    برلين/ 11/7/2021
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media