أ. د. جاسم يونس الحريري
منذ فترة غير قليلة تمارس(اسرائيل)سياسة الردع تجاه ايران أدراكا منها أنه قد يثمر في تقليم أظافر ايران النووية ، أو الحد من تطوير منشأتها النووية ، وهاهي اليوم تعيد السيناريو مرة اخرى عندما كشفت صحيفة ((يديعوت آحرونوت)) الاسرائيلية أن ((المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بدأت مؤخرا بمناقشة أمكانية أن تضطر تل آبيب لمهاجمة المنشأت النووية الايرانية في المستقبل القريب ))، وتؤكد الصحيفة الاسرائيلية أن ((النقاشات ليست مجرد أحاديث ، بل هناك أستعدادات أولية لتنفيذ بعض خطط الهجوم التي أعدتها هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي بقيادة رئيس الاركان أفيف كوخافي))، وأفادت الصحيفة بأن ((الاستعدادات تجري تحت قيادة وزير الجيش الاسرائيلي بيني غانتس ومسؤولين بارزين في الخارجية الاسرائيلية ووزير المالية))، ويذكر أن بعض المسؤولين الاسرائيليين يناقشون أمكانية زيادة كبيرة في ميزانية المؤسسة العسكرية للسنوات الخمس المقبلة أمتدادا الى عام2026 ، والغرض منها تمويل البنية التحتية ، والاستعدادات لخطوة هجومية أسرائيلية تمنع ايران من أمتلاك الاسلحة النووية)).وتذكر نفس الصحيفة أن من بين مبررات تلك النقاشات لان ايران في العامين الماضيين طورت وسرعت عمليات تخصيب اليورانيوم ، والمواد الانشطارية المتراكمة بدرجات متفاوتة من التخصيب وهو مايقربها من ماأسمته الصحيفة الاسرائيلية ((صنع القنبلة النووية)).
تحليل وأستنتاج:-
1.قد يكون التصعيد الكلامي الاسرائيلي للضغط على ايران في مفاوضاتها مع القوى الدولية بشأن ملفها النووي الذي وصل أفقا مسدودا مع أتخاذ ايران قرارا تصعيديا بعدم تمديد الاتفاق الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
2.أن قرار ضرب منشأت ايران النووية من قبل(اسرائيل)هو قرار مستعجل ، ويمكن أن يجر المنطقة والعالم الى تداعيات خطيرة قد تشعل حربا أقليمية تستهدف فيها ايران أهداف ، ومنشأت ، وقواعد أمريكية في دول الخليج ، والعراق، عقابا على الدعم الامريكي(لاسرائيل)في هذا المجال.
3.قد تتعرض (اسرائيل) الى عمل حربي من قبل حزب الله ، وحركة حماس ، والجهاد الاسلامي قد تؤثر على الداخل الاسرائيلي بما في ذلك أستهداف المنشأت الحيوية الداخلية ، والبنى المهمة ، والمؤسسات الصناعية.
أ.د.جاسم يونس الحريري
أستاذ العلاقات الدولية