مدينة الزوراء تنقصها البساطة
    الأثنين 2 أغسطس / آب 2021 - 07:33
    محمد موزان الجعيفري
    الايام تمر بسرعة مثل ومضة الحياة وقد استقبلنا ايام عيد الاضحى المبارك وودعناه فهل زادت الايام من دورتها لعمرنا الراكض نحو الافول هو السبب في رؤانا لتلك السرعة التي باتت مثل سراب في صحراء الروح؟ 

    اذن ان عطلت العيد كانت قصيرة وتعد بالساعات فماذا هيانا لاهالي العاصمة الحبيبة بغداد من وسائل الترفيه ؟ لم اجد جوابا في الافق سوى متنزه الزوراء فهو الصديق الدائم بل الازلي للبغداديين وما عداه في اماكن ترفيهية تجارية لاتسمن و لاتغني من جوع مجتمعي لترفيه بنيه والحال ذاته في المحافظات.

    سالت صديق يعمل في امانة بغداد وهي الجهه المشرفة على المتنزه عن الجديد في منشئاته فاجاب مبتسما قمنا باعمال ترميم بسيطة مع اعترافنا بان حجم زيارة المتنزه بايام الاعياد والمناسبات لاتتناسب مع الرقعة الجغرافية فالاعداد التي ترتاد المتنزه كبيرة جدا لم تقوى على الايفاء بخدمتها و مع هذا الجواب عادت بي الذكرة الى سنوات افتتاح المتنزه كيف انه اجتذب جمهورا واسعا ابتداءا من الاطفال وصولا الى الكهول لانه احتوى على (الامان) وعلى مواقع  فيه بسيطة الكلفة وكيف كانت به الاجواء الصيفية والربيعية تنعكس على طقوس الاعياد لدى كثير من الاسر البغدادية التي تحبذ السمر في احضان الطبيعة هربا من درجات الحرارة وكسر الروتين اليومي والبقاء حبيسي البيوت.

    كان المواطنون يرتادون متنزه الزوراء بشوق ولهفة ومعهم ما اعدوه من اكلات منزلية لتناولها باجواء رحبة حيث المسافة اكبر للهو ولعب الاطفال ان الخطوة الرئيسة لطوير هذا المتنفس ( الزوراء ) باعتقادي هو تحرير الخطوط الهندسية من حدتها وتحويلها الى اشكال هندسية بسيطة واستخدام مجسمات ذات صفة تصويرية مبهجة تميل الى البساطة والابتعاد عن التعقيد وتقليل تكاليف الخدمة الزراعية و نتذكر كيف ادخل مهندسو الحدائق من امانة بغداد بامكانياتهم البسيطة الكثير من المواد في التصميم وانشاء الحدائق مثل الخشب والخرسانة والمعادن والزجاج و عملو لها اشكال جميلة لازالت في المخيلة رغم عقود الزمن .

    يبقى سؤالي قائما لما لا نعود الى البساطة اليسة الطبيعة هي رمز البساطة ؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media