عَن [قِمَّةِ بغداد] و [طالَبان] و [الإِرهاب] وملفَّاتٍ أُخرى
    الأحد 5 سبتمبر / أيلول 2021 - 07:34
    نزار حيدر
    لقن   ١/ لقد ظلَّ العراق يُقاتل ويتحمَّل تداعِيات الأَزَمات التي تحيطُ بهِ بالنِّيابة، فكانَ دَوماً بمثابةِ [الجَنين] الذي يعمدُ الأَطبَّاء إِلى قتلهِ لتنجو [الأُم] من المَوت! وبرأيي فلقد حانَالوقتُ ليُنهي كلَّ ذلكَ ويضعُ حدّاً للمَوتِ بعدَ أَن لاقى العراقيُّون الأَمرَّينِ.

       [قِمَّة بغداد] جاءت في هذا الإْطار، فهيَ بمثابةِ جُهدٍ سياسيٍّ وديبلوماسيٍّ وإِعلاميٍّ هيَّأَت لهُ بغداد منذُ سنواتٍ عدَّة، نأمل أَن تكونَ قد نجحت في تحقيقِ الهدفِ منهُ فيإِطارِ مبدأ [العِراقُ أَوَّلاً] و [العراقُ للعِراقيِّينَ].

       الأَمرُ بحاجةٍ إِلى إِرادةٍ سياسيَّةٍ وإِحساسٍ وشعُورٍ عالٍ بالوطنيَّة والمسؤُوليَّة، فالنَّوايا وحدَها لا تكفي في تحقيقِ الأَهدافِ السَّامِية.

       العراقيُّون يتمسَّكُون اليَوم بمفهومِ [العراق أَوَّلاً] ليتمتَّعُوا بخيراتِ بلادهِم ويحمُوا مُستقبل أَبناءهِم ويُحقِّقُوا الأَمن والسِّلم المُجتمَعيَّينِ الذي افتقدُوهُ منذُ زمنٍ بعيدٍ بسببِالسِّياسات الطائفيَّة والعُنصريَّة وبسببِ مناهجِ التَّمييز والإِقصاء والتَّهميشِ والقتلِ عَلى الهويَّةِ.

       إِنَّهم لا يُريدُونَ أَن يُقاتلُوا بالنِّيابةِ عن الآخرين، ولا يُريدُونَ أَن يُدافعُوا عن مصالحِ الآخَرين، وفي نفسِ الوقتِ لا يُريدُونَ لبلادهِم أَن تكُونَ محطَّةً وممرّاً للصِّراعاتوالأَزمات! افبعدَ أَن أَجبرهُم الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين على دفعِ ثمنِ عنتريَّاتهِ وشعاراتهِ [القَوميَّة] والتي لم تُنتج إِلَّا الحرُوب العبثيَّة والدَّمار والدِّماء والدُّموع، والمقابِرالجماعيَّة وحلبجة والأَنفال لم يعودُوا يثِقُونَ بشعاراتِ [الإِسلام السِّياسي] [الدِّينيَّة] في [المُمانعة والمُقاومة] بعدَ أَن ثبُتَ لهُم وبالدَّليلِ القاطع ومِن خلالِ تجرِبةٍ دامت لحدِّالآن [١٨] عاماً أَنَّهم تُجَّار دم يهدمُونَ ولا يبنُونَ، ويتراجعُونَ ولا يتقدَّمُونَ.

       الشِّعارات الفارِغة التي حوَّلت عِدَّة بُلدان إِلى دُوَلٍ فاشِلةٍ تقودُها عِصابات وفاسِدون!.

       ٢/ إِنَّ من مصلحةِ العراق أَن يتُمَّ خفض سقف الأَزمات والصِّراعات التي تعيشها المنطَقة، فكُلَّما تمَّ ذلكَ كُلَّما انخفضت نسبة التدخُّل الخارجي في البلادِ وبالتَّاليانخفضت نسبة الصِّراعات السياسيَّة بينَ الفُرقاء خاصَّةً الذين مازالُوا يمثِّلونَ دور [الوكيل] لمصالحِ هذا الطَّرف الإِقليمي أَو ذاك الطَّرف الدَّولي.

       وإِذا كانت أَمام العراق فُرصةً للعِبِ دَورٍ ما في تحقيقِ هذهِ السِّياسة وهذهِ الرُّؤية فلماذا لا يُبادر؟! ليسَ من أَجلِ حمايةِ مصالحِ الآخرين وإِنَّما من أَجلِحمايةِ مصالحهِالقوميَّةِ والإِستراتيجيَّة العُليا، والسَّعي لخلقِ حالةٍ من تشابُك المصالحِ بين الأَطرافِ في العراقِ بدلاً من تضارُبها وتقاطُعها، ما يُساهمُ في إِبعادِ شبحِ الأَزماتِ وآثارِهاالسلبيَّة عليهِ.

       تحرُّكاتهِ الديبلوماسيَّة على الصَّعيد الإِقليمي والدَّولي تأتي في هذا الإِطار، ومنها عقدهُ القمَّة الأَخيرة في بغداد.

       وحدهُم المأزومُونَ من تُجَّار الحرُوب والأَزمات و [وُكلاء الغُرباء] هم الذين يرفضُون تبنِّي العراق لمثلِ هَذِهِ السِّياسة!.

       ٣/ مخبولٌ مَن يُراهن على ضَعفِ ذاكرتِنا، فالإِرهابُ الأَعمى الذي اجتاحَ العراق في المرحلةِ الأُولى منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ حاضنتهُ الرِّياض وممرَّهُ دمَشق!.

       شرعنتهُ فتاوى التَّكفير التي كانَ يُصدرها فُقهاء البِلاط في الرِّياض والدَّوحة [وعلى رأسهِم فقيهِ (موزة)] وتغطِّيهِ إِعلاميّاً فضائيَّات القتل والذَّبح التي صنعت من القَتَلةوالذبَّاحين الإِنتحاريِّين أَبطال ونماذج تُحتذى لشبابِ [الأُمَّة]!. 

       أَمَّا الممر الآمن الذي كانت تتجمَّع فيهِ الجراثيم من كُلِّ مكانٍ للإِعداد والتَّدريب والتَّمكين قبلَ الدَّفعِ بها إِلى العراق ليقتلُوا أَكثر من [١٥٠] أَلف شهيد عراقي بريء، فكانتدمَشق!.

       وللأَسف الشَّديد فلقد ارتدَّ ذلكَ عليها منذُ عشرةِ أَعوامٍ ليترُكَ الإِرهابُ بلادَ الشَّام [قاعاً صفصفاً].

       وهذهِ هي طبيعةُ الأَشياءِ! فمَن يلعبُ بالنَّارِ لا بُدَّ أَن يكتوي بها يوماً ما [وإِن طالَ الزَّمن].

       أَمَّا إِذا اعتبرتُم أَنَّ ذلكَ كانَ [مُقاومة] فلماذا ترفضُونَ توصيف ما يجري في سوريا كذلكَ [مُقاومة]؟!.

       أَمَّا نحنُ فنتعاملَ مع الإِثنَينِ كإِرهابٍ!.  

       ٤/ لقد اكتشفنا بالإِختبار والإِمتحان بأَنَّ [شيعة السُّلطة] كانُوا يتعاملُونَ مع [عاشوراء] أَيَّام مُعارضتهِم للإِستبداد والديكتاتوريَّة كتجارةٍ وليسَ رسالةً.

       تجارةٌ لتوظيفِ [المظلوميَّة] للوصُولِ إِلى السُّلطةِ وليسَ لبناءِ [دَولةِ عاشوراء] التي كانُوا يردِّدونَ توصيفها بالدُّعاء [اللهُمَّ إِنَّا نرغبُ إِليكَ في دَولةٍ كريمةٍ]!.

       ظنَّ المظلومُونَ عندما رفعُوا شعار [ماكو ولي إِلَّا علي ونريد قائد جعفري] إِبَّان إِنتفاضةِ شعبان عام ١٩٩١ بأَنَّ مظلوميَّتهُم ستنتهي و {لَأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِأَرْجُلِهِم}!.

       للأَسف فلقد ذهبت آمالهُم وأَحلامهُم أَدراج الرِّياحِ، فالزُّعماء الذين كانُوا يرفعُونَ شعار [هيهات مِنَّا الذِّلَّة] زمن المُعارضة إِنقلبُوا على أَعقابهِم ليكونُوا أَذلَّ خلقِ الله تعالىعندما تربَّعوا على السُّلطةِ!. 

       وما زالُوا يُتاجِرون بعاشوراء ورمزيَّتها وشعائرَها من دونِ أَن تترُكَ أَيَّ أَثرٍ على سلوكيَّاتهِم!.

       تخيَّل مثلاً أَنَّ زعيم أَعرق حزب ديني [شيعي] [مُختار العصرِ] ينتهي من مراسيِم عزاء عاشُوراء التي أَقامها نِفاقاً في مكتبهِ الذي بناهُ بالمالِ الحرامِ الذي سرقهُ من قوتِالشَّعبِ المسكين! ليحُطَّ رِحالهُ مُباشرةً في أَربيل مُتذلِّلاً للعَودةِ إِلى السُّلطة التي وصفها أَبُ عاشوراء أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) {عفطةُ عنزٍ} وكأَنَّك يا بو زيد ما غَزيت! أَفهذا الذيتعلمتهُ من مَجالسِ عاشوراء؟!.

       تبّاً لكُم أَيُّها المُنافقُونَ بعدَ أَرذلِ العُمُرِ!.

       أَلا يعني هذا بأَنَّهُ وأَمثالهُ من [شيعة السُّلطة] أَنَّهم يتعاملُونَ مع عاشوراء كتجارةٍ ولم يفهمُوا منها أَنَّها رسالةٌ أَبداً؟! وإِلَّا فإِنَّ صاحب الرِّسالة يبني إِنجازاتهِ حسبمقاساتِها وثوابتِها وليس حسبَ مقاساتِ المصالحِ الشخصيَّة والحزبيَّة الضيِّقة!.

       ٥/ الديمقراطيَّة نظامٌ سياسيٌّ يتطوَّر بالتَّجربة والثَّقافة وبتراكُم التَّقاليد وهوَ إِذا لم يتطوَّر بقوانينهِ وأَدواتهِ باستمرار فسيتحوَّل إِلى ديكتاتوريَّة تستحوذ فيهِ على السُّلطة[عِصابةً] من الكُتل والأَحزاب السياسيَّة التي يتُم تدويرَها من خلالِ صُندوق الإِقتراع من دونِ وجودِ القُدرةِ عندَ النَّاخب على تغييرها واستبدالِها وتطويرِها بأَيِّ شَكلٍ منالأَشكال.

       وهوَ الأَمرُ الذي نُلاحظهُ في العراق منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ فصُندوق الإِقتراع أَداة تدوير ليسَ أَكثر بسببِ تحكُّم [العِصابة الحاكِمة] بالتَّشريعاتِ الخاصَّة بالعمليَّةالإِنتخابيَّة والتي تُصاغ عادةً حسبَ مقاساتِها.

       ولهذا السَّبب نُلاحظ أَنَّ التَّغييرَ شُبهِ مُستحيلٍ على الرَّغمِ من كونهِ مطلبٌ وطنيٌّ مُلحٌّ عضَّدتهُ مِئات الخطابات والبياناتِ التي أَدلت بها المرجعيَّةُ الدينيَّةُ العليا! خاصَّةً إِبّّانالإِنتفاضة التشرينيَّة الباسلة. 

       أَمّا هذهِ المرَّة فقد تمَّ إِجراء بعض التَّغيير على قانون الإِنتخابات نتمنَّى على النَّاخب أَن يستَوعبهُ لتوظيفهِ في إِزاحة الوجوه الكالِحة [أَو بعضِها على الأَقل] عن السُّلطةوالتي لم تجلب الخيرَ للبِلادِ.

       ٦/ مصدران يُهدِّدان الإِنتخابات النيابيَّة المُرتقَبة؛ الإِرهاب والميليشيات التي تأتمر بأَوامر الغُرباء والذي قال عنها السيِّد فالح الفيَّاض مُؤَخَّراً بأَنَّهُ ليس للهيئة أَيَّة سُلطةعليها!.

       فالارهابُ يسعى دائماً لنسفِ العمليَّة السياسيَّة بالكامِل.

       أَمَّا الميليشيات فتسعى للتَّأثيرِ على نتائجِ الإِنتخابات بما يُحقِّق مصالح [الغُرباء] وليسَ مصالح العراقيِّين.

       ينبغي على الدَّولة أَن تحمي الإِنتخابات من هذَينِ الخَطرَينِ، فلا تستهينَ بهِما، فالمِصداقيَّةُ اليَوم على المحكِّ.

         ٧/ ثلاث مُتشابِهات بينَ العراق وأَفغانستان، وهي؛

       أ/ أَداة التَّغيير الذي حصلَ في كليهِما واحدة أَلا وهيَ الغزو والإِحتلال الأَجنبي.

       ب/ النِّظام السِّياسي الجديد رعتهُ ورسمت تفاصيلهُ الدَّولة المُحتلَّة [الوِلايات المتَّحدة الأَميركيَّة].

       ج/ فشل هذا النُّموذج لأَسبابٍ عدَّة مُشتركة بين البلدَين وخاصَّةً لكلِّ بلدٍ تميَّز بها عن الآخر.

       ومع ذلكَ فإِنَّ السِّيناريو الذي شهدناهُ في أَفغانستان لا يُمكن أَبداً أَن يتكرَّر في العراق لأَسبابٍ عدَّة؛

       *واشنطن كانت قد انسحبت بالكامِل من العِراق في [٢٠١١/١٢/٣١] من دونِ أَن يتسبَّب ذلكَ بشيءٍ سيِّءٍ يُعتَدٌ بهِ.

       أَمَّا سيطرة الإِرهاب على نصفِ الأَراضي العراقيَّة بعد مرورِ أَكثر من [٣] سنوات على الإِنسحاب الأَميركي التَّام فلم يكُن بسببِ هذا الإِنسحاب وإِنَّما لسببَينِ آخرَين؛

       أ/ الفساد المالي والإِداري الذي استشرى في كُلِّ مفاصل الدَّولة وخاصَّةً في المُؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة التي كان نجل القائِد العام وقتها يبيع مناصبها ومواقعهاالحسَّاسة حسب العَرض والطَّلب!.

       فضلاً عن الفساد المهُول في عقُودِ التَّسليح التي كانَ يديرها مكتب القائِد العام.

       ب/ الصِّراع المُرعب على السُّلطة والنُّفوذ والذي انشغلت بهِ القِوى السياسيَّة وزعاماتها وعلى رأسِها صاحب نظريَّة [بعد ما ننطبها] الذي انشغلَ بـ [الجِهادِ والنِّضالِ] على جبهةِ الوِلاية الثَّالثة لولا أَن تدخَّلت النَّجف الأَشرف وركلتهُ بعيداً عنها!.

       هذا الصِّراع الذي تسبَّب بالإِنفلات في كلِّ مُؤَسَّسات الدَّولة لدرجةِ الإِنهيارِ تقريباً، إِستغلَّتهُ [داعش] لتتمدَّد وتحتل نِصف البلاد.

       *وفي أَفغانستان تمَّ إِعادة [طالبان] إِلى السُّلطةِ وانسحابِ الولاياتِ المُتَّحدة في إِطارِ اتفاقٍ مع واشنطن وضِمن سيناريو [عالمي] لتحقيقِ عدَّةِ أَهدافٍ على صعيدِ[الإِرهاب] و الصِّراعات الدَّوليَّة.

       الإِتفاق الذي لم تشترك في مفاوضاتهِ الحكُومة الأَفغانيَّة لأَنَّها غَير معنيَّة بهِ بالأَساس!.

       أَمَّا في العراق فالإِنسحابُ الأَميركي عام ٢٠١١ تمَّ بناءً على إِتِّفاقٍ بين واشنطن وبغداد، و [داعش] لم تكُن في يومٍ من الأَيَّام سُلطة [رسميَّة] في بغداد لتعودَ اليَومبسيناريُو مُماثل.

       ومَن يتصوَّر أَنَّ السيناريو الأَفغاني يتكرَّر في العراق بعَودةِ [حزب البعث] إِلى السُّلطةِ فهوَ يحلم.

       *والإِنسحابُ الأَميركي من أَفغانستان هو جزءٌ من خُطَّةٍ شامِلةٍ تبنَّاها الرَّئيس السَّابق ترامب تقضي بالإِنسحاب من كُلِّ الحروب التي سمَّاها بالعبثيَّة ومنها العراقوسوريا بالإِضافة إِلى أَفغانستان.

       إِلَّا أَنَّ المُشرِّعين من كِلا الحزبَين وكذلكَ وِزارة الدِّفاع [البنتاغون] رفضُوا الرُّؤية فيما يخصُّ العراق وسوريا وقبِلُوا بها فيما يخصُّ أَفغانستان، لدرجةٍ أَنَّ وزير الدِّفاع وقتها[جيمس ماتيس] إِستقالَ من الإِدارة للتَّعبيرِ عن شدَّة الخِلافِ مع الرَّئيس.

       وهذا الذي حصلَ؛ إِنسحبت واشنطن من أَفغانستان وهي باقية في العراق وسوريا، مع تغييرٍ في عناوين ومهام قوَّاتها في العِراق والتي وردت في بيانِ نتائج الجَولةالرَّابعة للحِوار الإِستراتيجي بين بغداد وواشنطن خلال زيارةِ الوفد العراقي برِئاسة السيِّد رئيس مجلس الوزراء الأَخيرة إِلى واشنطن، وهي المُخرجات التي سلَّمت بها كلَّالقِوى السياسيَّة المُعتدلة منها والمُتطرِّفة [الوُكلاء] فضلاً عن زُعماء الميليشيات الذين يأتمرُونَ بأَوامر [الغُرباء]!.

       *التَّواجد الأَميركي في العراق والمنطقة بشَكلٍ عام يرتبطُ بأَمنِ [إِسرائيل] وأَمن حُلفاء واشنطن التقليديِّين ولذلك فهوَ مُستدام، أَمَّا في أَفغانستان فلا علاقةَ لهُ بالأَمرِ ولذلكَكانَ مُؤَقَّتاً وإِن استمرَّ [٢٠] عاماً.

       * [طالبان] حركةٌ إِرهابيَّةٌ أَسَّستها الوِلايات المُتَّحدة بالتَّعاون معَ عدَّة أَجهزة إِستخبارات في المنطقةِ، ولقد كانت أَداةً من أَدوات السِّياسة الخارجيَّة الأَميركيَّة فيأَفغانستان لتصفيةِ [رفاق الدَّرب المُتقاتِلُونَ] وقتها! حالَها حال أَخواتَها من الجماعاتِ الإِرهابيَّة الأُخرى كالقاعدةِ والنُّصرةِ و [داعش].

       وإِذا أَردنا أَن نُشبِّهها كنظامٍ سياسيٍّ حكمَ البِلاد بالإِرهابِ فيُمكنُ تشبيهَها بنظامِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي وصلَ إِلى السُّلطة على ظهرِ قطارٍ [إِنگلو أَميركي] كما اعترفَ بذلكَ أَحد رمُوز النِّظام وقتَها.

       وكما حاولَ الطَّاغية ذرَّ الرَّماد في عيونِ السذَّج من خلالِ رفعِ شعار [المُقاومة والمُمانعة] أَو من خلالِ قصفِ [إِسرائيل] بعدَّة صواريخ! ليتزعَّمَ بذلكَ المُقاومة ضدَّ الغرب،فإِنَّ طالبان هي اأُاخرى تُحاول أَن تتزعَّم مِحور [قِوى الإِرهاب] لتتصدَّى لدورِها الجديد في الفلكِ الأَميركي والأُوربي في المَنطقةِ.

       لا أَحدَ تخدعهُ [طالبان] التي تتمسكن الآن لتتمكَّن إِلَّا [الذُّيول] الذين يصفُونها بأَنَّها [حركة تحرُّريَّة]!.

       *وهي لم تُقاتل ضدَّ الجيش الأَفغاني الذي تشكَّل بهَيمنةٍ أَميركيَّةٍ كما وصفهُ البعض، وإِنَّما قاتلت ضدَّ النِّظام السِّياسي برُمَّتهِ والذي تشكَّل بعدَ إِزاحتِها عن السُّلطة منقِبل واشُنطن.

       ذات الصُّورة تكرَّرت في العراق، فعندما أَزاحت واشنطن الطَّاغية عن السُّلطة وسلَّمتها لـ [العِصابة الحاكِمة] التي تسيَّدت المَوقف السِّياسي منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّالآن، فإِنَّ مَن قاتلَ النِّظام السِّياسي الجديد هُم إِمَّا أَيتام الطَّاغية أَو الجماعات الإِرهابيَّة التي صنعتها الرِّياض ومكَّنتها دمشق!.

       مَن يُمجِّد [طالبان] لأَنَّها قاتلت الجيش الذي شكَّلتهُ واشنطن بعد التَّغيير يُمجِّد أَيتام الطَّاغية والإِرهابيِّين الَّذينَ قاتُوا الجيش العراقي!.

       وإِذا كُنَّا ننتظر أَن يتكرَّر سيناريو أَفغانستان في العراق فهذا يعني أَن ننتظرَ ليتمَّ إِزاحة كلَّ النِّظام السِّياسي الحالي الذي هندستهُ ورعتهُ ومكَّنتهُ الوِلايات المُتَّحدة!.

       فمَن الذي سيزيحهُ يا تُرى؟! أَيتام الطَّاغية أَم الجماعات الإِرهابيَّة؟!.

       ٨/ السيِّد فالح الفيَّاض هو رئيس مُؤَسَّسة عسكريَّة لا يحقُّ لهُ دُستوريّاً وقانونيّاً أَن يُدلي بتصريحاتٍ سياسيَّةٍ يُحدِّد فيها مواقف سياسيَّة من قضايا شائِكة هي مِنإِختصاص وزارة الخارجيَّة حصراً!.

       لو كانَ عندنا دُستوراً فاعِلاً أَو قانوناً نافذاً لجرَّمهُ!.

       والظَّريف أَنَّهُ أَدلى بتصريحاتٍ سياسيَّةٍ في معرضِ دفاعهِ عن [قِوى الدَّولة] ضدَّ [قِوى اللَّادَولة] وكأَنَّهُ لا يعتبر التَّداخل في المَهام والتَّجاوز على صلاحيَّات المُؤَسَّساتالأُخرى تجاوُزاً على الدَّولة! أَو أَنَّ ذلكَ يُعضِّد من [قِوى الدَّولة]!.

       وهو إِذا كانَ يستشكل على الجيش الأَفغاني لأَنَّهُ تأَسَّس برعايةٍ أَميركيَّةٍ! فهل نسيَ كيفَ تمَّ تشكيل الجيش العراقي بعد التَّغيير عام ٢٠٠٣؟!.

       هل نسيَ كيف اشترطت طهران وعددٍ من الأَحزاب السياسيَّة القريبة مِنها على واشنطن حلَّ كافَّة الأَجهزةِ الأَمنيَّة قبلَ التَّعاون معها لإِسقاطِ نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّامحسين؟!.

       هل نسيَ أَنَّ العمود الفقري للجيش الحالي تشكَّل من العناصِر المُقاتلة للأَحزاب السياسيَّة التي تعاونت مع المُحتل الغازي في إِطار قرار [الدَّمج] الذي أَصدرهُ الحاكِمالمدني بول بريمر والذي شمِلَ أَكثر من [٨٠] أَلف عُنصر؟!.

       هل خانتهُ الذَّاكرة فلم تُنبِّههُ إِلى أَنَّ زعيم تيَّار الإِصلاح الذي ينتمي إِليهِ وهو أَحد قادتهِ ومُرشَّحه في كلِّ مَوقعٍ رسميٍّ تسنَّمهُ مُنذ ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، هو أَكثر زُعماء النِّظامالسِّياسي الجديد الذي رعتهُ وأَرضعتهُ واشنطن من صدرِها، تعاوُناً وتنسيقاً وانسجاماً مع الوِلايات المُتَّحدة ولقد تجلَّى كلَّ ذلكَ بعربُون الصَّداقة [سَيف ذُو الفِقار] الذيأَهداهُ إِلى مُهندس الحرب والغزو وزير الدِّفاع الأَسبق رامسفيلد؟!. 

       إِذا تكرَّرَ السِّيناريو الأَفغاني في العِراق فأَنت ممَّن سيشمِلكَ [الكنس] مع بقيَّةِ [العصابةِ الحاكمةِ]!.

       فتمهَّل وانتبِه!. 

       ٤ أَيلول ٢٠٢١

                                لِلتَّواصُل؛

    ‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏Skype: live:nahaidar

    ‏Twitter: @NazarHaidar2

    ‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920
    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media