"وضع ضبابي وقاتم".. قوات المعارضة تواجه صعوبات في بانشير
    الأحد 5 سبتمبر / أيلول 2021 - 10:25
    [[article_title_text]]
    (الحرة)  - تقدم مقاتلو طالبان في وادي بانشير فيما أكد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة قدرتهم على إبعاد مسلحي الحركة، إلا أن محللين حذروا من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات.

    وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية (إميرجنسي)، التي تدير مستشفى في بانشير، أن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.

    وذكرت الوكالة، في بيان نقلته فرانس برس، السبت، أن "العديد من الأشخاص هربوا من قرى في الأيام الأخيرة"، مضيفة أنها تواصل تقديم الخدمات الطبية.

    وتابعت "لم يجر أي تدخل حتى الآن في أنشطة  (إميرجنسي). استقبلنا عددا صغيرا من المصابين في مركز أنابة للعمليات الجراحية".

    وتقع أنابة على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي، البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك.

    وقال مدير تحرير "لونغ وور جورنال" ومقرها الولايات المتحدة، بيل روجيو، الأحد، إن الوضع لا يزال "ضبابيا بالنسبة للمقاتلين"، وسط تقارير غير مؤكدة بأن طالبان انتزعت عدة مناطق، لكن الوضع "يبدو سيئا".

    في المقابل، يشير كل طرف إلى أنه كبد الآخر خسائر كبيرة.

    ونقلت فرانس برس عن روجيو قوله: "جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عاما من الحرب، ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش"، قائلا إن "النصر غير مرجح" بالنسبة لقوات المقاومة في بانشير.

    وأكد أن "جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأميركي وانهيار الجيش الوطني الأفغاني".

    وصمد المقاتلون في بانشير على مدى عقد في وجه الجيش السوفياتي وفترة حكم طالبان بين 1996 و2001.

    بدوره، شدد الناطق باسم الجبهة الوطنية للمقاومة، علي ميسم نظري، المتواجد خارج بانشير، الأحد، على أن القوات المعارضة لطالبان "لن تخفق أبدا".

    لكن نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، المتواجد في بانشير إلى جانب أحمد مسعود، نجل القيادي التاريخي المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود، حذر من وضع قاتم، متحدثا عن "أزمة إنسانية واسعة النطاق" مع آلاف "النازحين جراء هجوم طالبان".

    وسبق أن نقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن متحدثين باسم أحمد مسعود قولهم إن الأخير قد استقطب بالفعل آلاف الجنود إلى الوادي، بما في ذلك فلول القوات الخاصة للجيش الأفغاني وبعض قادة حرب العصابات ذوي الخبرة لدى والده، بالإضافة إلى نشطاء وآخرين ممن يرفضون إمارة طالبان الإسلامية.

    ونقلت الصحيفة عن المتحدثين قولهم إن مسعود "يمتلك مخزونا من الأسلحة والعتاد، بما في ذلك طائرات هليكوبتر أميركية الصنع، لكنه بحاجة إلى المزيد".

    ومن الواضح أن أحمد مسعود الابن يأمل في أن يلعب نفس الدور الذي لعبه والده، الذي اغتالته القاعدة قبل يومين من 11 سبتمبر 2001 كهدية لنظام طالبان الذي استضافها، على حد قول نيويورك تايمز.

    لكن هناك اختلافات جوهرية بين الماضي والحاضر. فقد كان للأب خطوط إمداد تمر عبر الحدود إلى طاجيكستان، مما سمح للمقاومة بتجديد قوتها على مدى فترة طويلة. ولكن هذه المرة، حرصت طالبان على قطع حدود أفغانستان وعزل وادي بانشير قبل الانتقال إلى كابل، بحسب التقرير.

    كما أن مسعود الابن يتمتع بخبرة عسكرية قليلة، على الرغم من أنه تلقى تعليمه في الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست ببريطانيا، وحصل على شهادة في الدراسات العسكرية قبل أن يعود إلى أفغانستان عام 2016.

    وفيما تباهت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان بسيطرة الحركة على أجزاء من الوادي، لفت نك ووترز من موقع "بيلينغكات" الذي يبث تحقيقات، إلى أن المنشورات لم تتضمن صورا يمكن التحقق منها، معتبرا أنه "سيكون من السهل جدا التحقق من تسجيل مصور يظهر طالبان داخل وادي بانشير".

    ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكّن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media