لماذا نكتب عن أعلام الأمة؟!!
    السبت 11 سبتمبر / أيلول 2021 - 20:18
    د. صادق السامرائي
    والجواب , أن البحث فيما يعتري الأمة يكشف عن زعزعة نفسية تعصف في مسيرة الأجيال , لتوهمهم بأنهم عجزة , وخارج عصرهم وعليهم بالتبعية والخنوع للغير , وبإستلطاف مشاعر الدونية والإنكسارية والخمود والقنوط.
    ولكي نبني إرادة الأمة ونرمم نفسيتها المتضررة , لا بد من إستحضار ما هو إيجابي في مسيرتها ,  لتنبيهها على أنها أمة ذات طاقات وقدرات ومهارات تؤهلها لكينونة حضارية أصيلة سامقة.
    ومن أهم وسائل علاج الوهن والإحباط والخوار النفسي , أن نستحضر رموزها وأعلامها الذين واجهوا الصعوبات والتحديات , وعبّروا عن جوهرها المعرفي والعلمي , وما تنازلوا عن دورهم القيادي الإنساني الذي دفع بعجلة التطور إلى ما هي عليه اليوم.
    فالأمة حية وتكنز القابليات والقدرات الكفيلة بتأكيد ذاتها وبناء موضوعها , والإنطلاق في تفاعلاتها المتميزة مع الآخرين من أبناء الدنيا أجمعين.
    إنها أمة حضارات , ولم تكن أمة بلا جذور وإمتدادات في أعماق الأزل الذي بدأت منه الخطوات.
    ولهذا فأن التذكير بدورها وقيمة ما قدمته للإنسانية من إنجازات أصيلة , يساهم في ضخ الأجيال بالمعنويات الإيجابية المحفزة على توطيد الثقة بالنفس , والعمل الجاد للإتيان بما يتناسب وجوهر الكوامن المكبوتة في دنيا الأجيال , التي يتم تعويقها وتعضيلها بالأضاليل والتقولات المجردة من الرصيد البرهاني والدليل الواضح.
    فواقع الأمة يقول بأنها حية متفاعلة مع أزمنتها , بإرادة مقدامة وثقة وإيمان وتفاؤل , وإصرار على إنجاز ما تريده من أهداف سامية ذات إشراق وتباشير إتيان.
    فالأجيال عندما تدرك حقيقة مسيرتها وجذورها , ستتوثب وترفد الحياة بما فيها من الأفكار الجادة , والتطلعات الماجدة الكفيلة برسم خارطة المجد العربي الأثيل.
    فتحية لأجدادنا , فهم قدوتنا وموئل وجودنا السامق النبيل!!

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media