ج 2 / قراءة في كتاب كون من لاشيء ,لورنس كراوس
    الأربعاء 15 سبتمبر / أيلول 2021 - 06:31
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    مقدمة :
    في الجزء الأوّل ,عرضتُ للقاريء مُختصر عن المؤلف ومقاطع من الفصل الاول لكتاب (كون من لا شيء)  2012 , العنوان بالإنكليزية :
    Universe from nothing
    كان الحديث يدور عن إنجاز آينشتاين الأهمّ في حياتهِ (النظرية النسبيّة العامة)!
    تلك النظرية الاولى التي تجاوزت في شرحها (كيف تتحرك الأشياء عبر الكون) الى شرح (كيف كانت نشأة الكون نفسه)!
    ثمّ أبحاث (جورج لوميتر) ,قسّ وعالم فيزياء بلجيكي ,أوّل مَنْ طرح فكرة الإنفجار العظيم!
    كذلك أبحاث ورصودات (إدوين هابل) ,فلكي أمريكي شهير له فضل كبير في إستكشاف الفضاء الخارجي .وأهمّ إنجازاته توّصلهِ الى أنّ هذا الكون ليس ستاتيكي ثابت كما كان يُعتقد ,إنّما ديناميكي متمدّد ,يتوسع منذُ لحظة الإنفجار العظيم قبل ما يقارب 14 مليار عام!
    بعد ذلك إكتشف العلماء أنّ كوننا هذا لايتكون من مجرّة واحدة (درب التبانة) ,
    إنّما هناك 100 مليار مجرّة أخرى ,أقربها إلينا هي مجرة أندروميدا الحلزونيّة!
    في هذا الجزء سأورد مقطعين إضافين من الفصل الاوّل إضافة لمقاطع مختارة من الفصل الثاني لهذا الكتاب! 
    [[article_title_text]]
    صورة لغلاف الكتاب

    ص 49
    إخرُج في إحدى الليالي الى الغابات أو الصحراء ,حيث تستطيع أن ترى النجوم .
    إرفَع يديكَ الى السماء ,إرسم دائرة صغيرة بين الإبهام والسبابّة ,إرفعها الى بقعة مُظلمة في السماء ,حيث لا توجد نجوم مرئيّة .
    في تلك البُقعة المُظلمة , مع تلسكوب ضخم من النوع المستخدم هذه الأيّام ,
    تستطيع أن تُميّز 100 ألف مجرّة على الأرجح ,تحتوي كلٍّ منها على مليارات النجوم!
    بما أنّ نجماً مستعراً (متوقداً) واحداً ينفجر مرّة كلّ 100 عام في كلّ مجرّة ,
    إذاً مع 100 ألف مجرّة في مجال رؤيتك ,لابدّ أن تتوقع رؤية في المتوسط نحو ثلاث نجوم تنفجر في ليلةٍ ما !
    ص 50
    بهذه الطريقة إستطاع العلماء تقدير عُمر الكون بما يزيد عن 13 مليار عام!
    وكما سوف أصف لاحقاً ,فإنّ هذا يتوافق كليّاً مع التقديرات المُستقلة عن عُمر أقدم النجوم في مجرتنا !
    من تايكو براه الى يوهانس كيپلر ,
    من لوميتر الى آينشتاين وهابل ,
    من طيف النجوم الى عناصر الضوء الوفيرة ,
    أنتجت 400 عام من العِلم الحديث صورة رائعة متسقة للكون المتمدّد .
    كلُّ شيءٍ متماسك ,صورة الإنفجار العظيم في حالة جيّدة!
    ***
    مَقاطع من الفصل الثاني / قصة اللغز الكونيّة ,وزن الكون
    ص 52
    لو أثبتنا أنّ للكون بداية ,وأنّها كانت زمناً متناهيّاً قابلاً للقياس في الماضي ,
    فالسؤال التالي الطبيعي / كيف ستكون النهاية ,نهاية هذا الكون؟
    في الواقع هذا هو السؤال الذي قادني للإنتقال من موطني الأصلي (علم فيزياء الجزيئات) ..الى عِلم الكون 
    From Particles Physics to Cosmology 
    لقد إتضحَ أواخر القرن الماضي ,من خلال القياسات التفصيليّة لحركة النجوم والغاز في مجرتنا ,إضافةً لحركة المجرّات المتواجدة بمجموعات ضخمة (تسمى عناقيد) ,أنّه مازالت هناك حقائق كونيّة كثيرة مختبئة عن العين أو التلسكوب!
    ***
    ص 58
    تُخبرنا النظرية النسبيّة العامة لآينشتاين بوضوح تام ,أنّ الكون (لو كان نظام مُغلق) ,تُهيمن على كثافة طاقتهِ مادة مثل النجوم والمجرّات والمادة المعتمة ,
    فلابدّ أن ينهار مرّة ثانية بإتجاه المركز ,في عملية تماثل نقيض الإنفجار العظيم بتعبير آخر / سحق ضخم أو عظيم!
    Big Crunch
    لكن لو كان الكون نظام مفتوح ,فسوف يستمر بالتمدّد الى الأبد بمعدّل محدود!
    بينما لو كان الكون مُسطّح فهو على الحافة تماماً ,إذ يُبطيء من سرعة تمدّدهِ لكنّه لن يتوقف أبداً .
    ***
    ص 59
    بيّنتُ في كتابي (جواهر) وعرضتُ ذلك بالصور التي تُغني عن آلاف الكلمات ,
    أنّ الأجسام المرتبطة بالجاذبية في الكون تسمى (العناقيد الضخمة من المجرّات),
    هذه يمكنها أن تحتوي على آلاف المجرّات الفرديّة ,كما يمكن أن تمتد عبر ملايين السنوات الضوئية .
    في الواقع معظم المجرّات تقع ضمن هذه العناقيد الضخمة!
    وفعليّاً تقع مجرتنا (درب التبانة) في عنقود مجرّات العذراء الذي يبعد عن الأرض 60 سنة ضوئية!
    لو إستطعنا وزن (عناقيد المجرّات الضخمة) وحساب الكثافة الكليّة لكل عنقود ضخم في الكون ,فإنّه يمكننا حينئذٍ حساب وزن الكون!
    بعدها (بإستخدام النظرية النسبيّة) يمكننا تحديد ما إذا كانت هناك مادة كافية لغلقِ الكون أم لا !
    الآن : لو سأل شخص / كيف نزن أجساماً عبر ملايين السنوات الضوئية؟
    الإجابة بسيطة للغاية : إستخدِم الجاذبيّـة !
    ***
    ص 60
    عام 1936 نشر (آينشتاين) بحثاً صغيراً مُختصراً عرضَ فيه الحقيقة الرائعة التالية :
    الفضاء يمكن أن يتصرّف مثل العدسة فيحني الضوء ويُضخمهُ ,تماماً مثل عدسة أيّ نظارة قراءة!
    وأضاف ,قد لا توجد فرصة كبيرة لرصد هذه الظاهرة في بحثي الصغير هذا .
    ماذا يعني كلام آينشتاين عمليّاً؟
    إنحناء الضوء في حقل الجاذبية يعني لو كان هناك جسم لامع (الشمس مثلاً) يقع خلف كتله مُعيقة (بالنسبة للمشاهد) ,فإنّ أشعة الضوء التي تنتشر بإتجاهات مختلفة يمكنها الإنحناء حول الكتلة المُعيقة ثمّ تعود لتتجمع ثانيةً ,تماماً كما يحدث في العدسات العادية!
    في الواقع بعد فترة وجيزة من فرضية آينشتاين حول إنحناء الضوء تمّ التأكد منها عن طريق عالم الفلك الرائع في معهد كاليفورنيا للتكنلوجيا (فريتز زويكي)!
    ***
    الخلاصة :
    العُلماء الحقيقيّون ( لا علماء الحيض الإسلاميين) متواضعون حتى لو كانوا بدرجة ألبرت آينشتاين نفسه!
    لقد قال آينشتاين عن بحثه المذكور أعلاه (بأنّه صغير) وقد لا يمكن التأكد منه أبداً.لكن وجدنا بعد فترة وجيزة تمّ التأكد منه عن طريق عالم رائع آخر!
    يقول مؤلف هذا الكتاب (لورنس كراوس) بهذا الخصوص مايلي :
    كان يمكن أن يندهش آينشتاين حين يجد أنّ (بحثهُ الصغير) أصبحَ فائق الفائدة!
    إذ عندما زُوّدَ هذا البحث بأدوات مختبرية ورصدية ,إنفتحت حينها نافذة جديدة على الكون .كما تلته (البحث) تطوّرات نظرية كانت ممكن ان تصيب آينشتاين بالدهشه وتسعدهُ ,خاصةً إكتشاف المادة المُعتمة التي ربّما كانت سترفع ضغط دمهِ على الأرجح!
    لقد تحوّلت الخطوة الصغيرة التي خطاها آينشتاين نحو عالم الفضاء المُنحني الى قفزة عملاقة,فمع تسعينات القرن الماضي حصلنا على الكاس المُقدسة لعلم الكون!

    رعد الحافظ
    15 سبتمبر 2021

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media