هل صلح الحسن ع... خذل المؤمنين؟ ج 2
    الخميس 16 سبتمبر / أيلول 2021 - 06:18
    محمد علي مزهر شعبان
    انتهى الصراع بالتصادم، ليس على سجية نقاوة وصفاء نية الخصم، بل من احكم قبضتها، هي عدم التوازن، ولا طائل منها الاان تتمزق الامة وتتشرذم، وحفظ ذلك الاثر، دون مسحه من الوجود، قبل الصلح، الذي بادر فيه والي الشام، حين أرسل الورقة البيضاء، المختوم بذيلها بختمه ان يفرض الامام شروطه، فكان ولابد ان تكون الشروط بعنوانها الرئيس هو صالح الامة، فاما ان تذهب الى الهلاك الامة ورسالتها، وفناء اجساد لم يبق منها، من يقاوم من يتربص لها، وخير دلالة صلح والي الشام بمئة الف دينار من الذهب لقيصر الروم، ليس لانه محب لعقيدته، بل لصولجانها . كتب الامام شروطه، وماذا وراءها من اهداف سامية .

    1-حقن الدماء وحفظ حياة من تبقى من المسلمين، فقد أكلت نيران المعارك السابقه، كثيرا من الصحابة الاتقياء، واللذين قاتلوا من أجل الدعوة ورسالتها، وكان الامام يدرك، ان تسلط الاخر وعدم التوازن سيزيح هؤلاء البقية عن وجه الارض، وهو ما حدث حين اخلُ بالعهود على يد جلاوزة الطرف الاخر، وللدلالة على دقة النظر، حينما احتسب الحسن حسن النية .  وهذا ما أشار إليه ابو سعيد عقيصا، حيث قال: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب لم هادنت معاوية وصالحته وقد علمت أنّ الحقّ لك دونه وأنّ معاوية ضال باغ ؟ فقال: يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية ... ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل . وحينما خوطب الإمام الحسن بـ (يا مذل المؤمنين) قال: ما أنا بمذل المؤمنين ولكني معزّ المؤمنين، إنّي لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الأمر لأبقى أنا وأنتم بين أظهرهم .

    2- حين أدرك الامام تشتت جيشه وعدم مواصلتهم والاستعداد للمعركه ما بين من اصطف وهرب الى معاوية وهم الغالبية من جيشه، خاطب البقية بقوله : إنّا والله ما يثنينا عن أهل الشام شكّ ولا ندم، وإنّما كنّا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع.... ألا وإنّ معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله، عزّ وجلّ، بظبى السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضى. فناداه النّاس من كلّ جانب: البقيّة البقيّة فمضى للصلح

    3- حقن دماء المسلمين . حين تختل الموازين، وعندما تضحى البقية مشروع موت، فحكمة السلام لهي ذمة في عنق من عرف مخرجات ما ستؤول اليه النتائج، فالامام وضع سيوف صدئه، وايدي مرتعشه، واقدام مرتجفه، أيقن ان حقن الدماء من معركة تحتاج الى رجال، يوفون العهد ولا يتخاذلون عند وقع الاسنة، وحينها يأتي المبرر الحقيقي حيث يقول : أيها الناس إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلاً ولم أرَ نفسي لها أهلاً وكذب معاوية. أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعتم فيها يا معاوية . فكان الجواب ردعا لكل التخرصات، وكان لحقن الدماء مبرره . هناك من يتقول ان موقف الامام الحسن يختلف عن موقف الامام الحسين، هذا وهن وتخرص، لان الظرف قد اختلف، فيزيد خرج عن الملة خروجا تاما . الحسن جيشه قد خانه، اما الحسين فقد تهيأ للمعركة بنداء الالوف ومطالبته القدوم . الحسين كان مع اخيه في موقفه، والحسن لو قدر ان يكون مع اخيه، ولكل ظرف احكام وشروط . الحسن والحسين قاتلا الظلم، وكل حسب ظروفه . كانت التهيئة للقتال قائمه، والخيانة قائمه، والناس هي الناس، ولكن انت في جيش خائن، وانت مستدعى من جيش مؤيد، وتبقى لعبة الانفس وغول الطمع .

      نص الوثيقه

                                 بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن

    1.   ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين.

    2.   وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعإلى في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.

    3.   وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media