من اجل ملاحقة الإرهاب و تجفيف منابعه
    السبت 18 سبتمبر / أيلول 2021 - 08:40
    محمد جبار حياوي
    كلنا نعرف بان جذور الإرهاب في العراق ينبغي العمل على قلعها وتنشيف منابعها حتى نتخلص من شرور الإرهابيين و جرائمهم الدانية لكننا نرى ان العائق إمام تنفيذ هذا الأمر بسبب وجود إرادة دولية وتجارة رائجة من قبل القوى العالمية و بالضبط مثل ما أريد لعراقنا الحبيب ان يكون ( سوقا مفتوحا ) لهذه التجارة المقيتة لما يمتلكه من خيرات و ما يتمتع به من موقع جغرافي مهم في المنطقة و الذي جعلها هدفا من قبل الدول الكبرى للسيطرة عليها الأمر الذي جعل منه منطقة صراع على النفوذ و إبعاد إسرائيل من التوتر مع العرب و صنع جبه داخلية فيما بين الإسلاميين أنفسهم ( الإسلام المعتدل – الإسلام المتشدد ) المنطقة التي يتحرك بها الإرهاب بطرق و خطط مدروسة ينفذ فيها عمليات نوعية تخلو تماما من الرحمة لاستهداف الناس الأبرياء ولا تنتمي الى الإنسانية بشيء حيث القتل العشوائي للأبرياء وتقطيع أشلاء الناس بدم بارد و كان المستهدف من وراء ذلك هم الأبرياء من الشعب العراق و كل ذلك العمل الخبيث يتم تحت اسم ( الجهاد ) لإعادة المعادلة السابقة و الظالمة وفقا للمصالح السياسية بل هناك كم من سياسي عراقي مشاركين في هذا العمل و هم يعملون على إبقاء الدولة العراقية ضعيفة ومفككة و خاصتةً من  المهيمنون على المواقع الحكومية الحساسة التي حصلوا عليها بطريقة المحاصصة بمعزل عن الكفاءة والمهنية و من هم اليوم الأعلى صوتا و الأكثر صراخا في انتقادهم للإرهاب والفساد الإداري والمالي و الأداء الحكومي .

    ان الاختراقات المتكررة للمناطق من قبل الإرهاب لهو خير دليل على وجود حاضنة له داخل ما يسمى ( حكومة الشراكة الوطنية ) تسعى هذه الحاضنة لإفشال الوضع السياسي برمته او على الأقل إشاعة اليأس عند المواطنين و ترسيخ الاعتقاد السائد بان ما يجري في العراق هو ( مشروع فاشل ) فقد تعرضت المنطقة الخضراء مرات عديدة للاعتداء رغم كثافة القوى الأمنية والطوق الأمني المحيط بها و كذلك الوزارات العراقية ناهيك عن الأسواق الشعبية و المناطق الأهلة للمدنين العزل و أخرها ما حصل في الطارمية و ديالى و كركوك .

    من هذا كله يتطلب ان ياخذ الجانب الاستخباري بالدرجة الاولى دوره في ملاحقة فلول الإرهاب و حواضنه أينما كان ما شاهدناه من انفجارات يعكس العجز الواضح من الأجهزة الأمنية من جهة و قدرة الإرهاب على التواجد والضرب النوعي في اي مكان و اي وقت يشاءون فكثافة القوى العسكرية و مكافحة الإرهاب و الشرطة الاتحادية و الحشد الشعبي لا يمكن  ان تقضي على الارهابيين بدون جهد استخباري عالي و ضربات استباقية نوعية كل ذلك سوف يساهم في ملاحقة الفلول الإرهابية و كشف خلاياهم وحاضناتهم و حفظ دماء الناس .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media