عباد الشخوص و السياسيين وسيادة الاستبداد والعصابات‎‎
    السبت 25 سبتمبر / أيلول 2021 - 20:57
    جسار صالح المفتي
    أن يتعبد المسلمون  الله فرادى أو جماعات برفض ظلم الأنظمة وظلم الاستعمار وظلم المحتلين ومقاومة  جميع أنواع الطغيان والاستغلال وجميع انتهاكات حقوق الإنسان، والعمل على إقامة موازين القسط في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فهم حتماً يمارسون الإسلام السياسي الاجتماعي الذي أمر الله به قبل أن يأمر بالصلاة "قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد".  وأن يتعبد  المسلمون الله فرادى وجماعات بالنضال من أجل مستقبل أفضل، وبأساليب مدنية وبواسطة  برامج انتخابية اجتهادية بشرية قابلة للنقد والمنافسة الحرة تهدف إلى تحسين الحياة ومقاومة الشرور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفعل الخيرات والأمر بمعروف العدل والمساوة ومعروف الإصلاح في الأرض والنهي عن منكر إفساد البيئة ومنكر انتهاك الحريات والحقوق ومنكر اغتصاب الشرعيات الشعبية بالقوة، والنضال من أجل التمكين للمستضعفين والمهمشين والتمكين للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عبر برامج سياسية اجتهادية قابلة للنقد والرفض والعرض في سوق المنافسة الحرة؛  فهم حتماً يمارسون الإسلام السياسي والاجتماعي المطلوب تجريد الإسلام منه ووصمه بالإسلاموية من أجل مصالح كل فاسد ومستغل ومستعمر ومحتل وكل طاغوت أو كهنوت مغتصب لشرعية السلطة العامة والثروات العامة، ومن أجل صناعة إسلام قابل للتطبيع والتطويع لأجندة الاستعمار والاستبداد لا علاقة له بمحاربة الفساد وإقامة موازين القسط في الأرض.
    هذا التجريد للإسلام من قيمه الحية وفرائضه الكبرى ليس تجديداً ولا إصلاحاً، بل محاولات بائسة لتعطيل الطاقات الحيوية في هذه الشعوب وتجريدها من هويتها وقتل إرادتها.
    ولكن لا يعني كل ما سبق إقرار استعباد الناس بالإسلام المسيس  القائم على التوظيف القذر والحقير للدين للدفاع عن الأنظمة القمعية وتبرير انتهاكاتها باسم الدين، ولا إقرار توظيف الهيئات الدينية لإدانة المعارضة وقمع الرأي الأخر بالفتاوى المسيسة.
     ولا إقرار  ادعاء الجماعات احتكارها لتمثيل الإسلام،  احتكار ادعاء الصوابية المطلقة للاجتهادات الخاصة بالتصورات السياسية والاجتماعية. والاقتصادية وإضفاء القدسية على اجتهادات بشرية.
    ولا إقرار من يتخذ من النضال السياسي باسم الدين وسيلة لفرض كهنوتية طاغوتية على المجتمع، ومصادرة حقوق وحريات الآخرين وحق الجميع  في  الوجود والنضال من أجل تصوراتهم للعدالة والحرية والتنمية وفقاً لأيديولوجيتهم وبالطرق السلمية.
    ولا إقرار أي استخدام للدين لمحاربة حرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية الضمير وتهديم قواعد التعايش الإنساني.
    قارئو التاريخ وصانعو القرارات ومستشرفو المستقبل بينهم جامع مهم فمع أن المؤرخين يبحثون في الماضي، والمسؤولين يركزون على الحاضر ويختلط عملهم بعمل مستشرفي المستقبل الذين يسعون بجهدٍ لا لمجرد قراءته وتوقعه بل لرسمه وفرضه، فإن الجامع المهم هو التفكير الشامل أو النظر الكلي الذي يصل إلى خلاصاتٍ عامةٍ لا إلى مجرد حلولٍ متفرقة.
    عاجلاً وليس آجلاً سيكون على العالم بأسره أن يواجه مشكلاتٍ كبرى بطرقٍ مبتكرةٍ، وحلولٍ مختلفةٍ تميز الخلافات السياسية عن الصراعات الاقتصادية، وتفرق بوضوح بين التراث بوصفه ثقافةً جديرةً بالاهتمام وبين التراث بوصفه معيقاً حضارياً، حين يتم تقديسه وإلحاقه بالدين، فالتراث هو ابن بيئته وزمانه ومكانه ولحظته التاريخية ونقله بشكلٍ متعسفٍ ليكون حاكماً على الحاضر يشكل أكبر العوائق الحضارية لأي أمةٍ من الأمم.
    لقد مرّ السياق الحضاري الغربي بتجربة فريدة أوصلته إلى المدنية الحديثة، ومرت دول وأمم وشعوب أخرى في العالم بالطريق ذاته واخترعت كلٌ منها طريقها الخاص الذي يوصلها لتكون دولاً وأمماً وشعوباً متقدمةً ومتحضرةً، اخترعت المعادلة الخاصة بها وخلقت الحل.
    لقد كانت الخيارات مفتوحةً أمام كل دولة وأمة وشعبٍ بين التطور وإيجاد سبيل للخلاص والاستمرارية أو خلق خيارٍ خاصٍ يتسم بالجرأة والرؤية والاستشراف المستقبلي، أو الرفض والممانعة، ونجح الأولون وتخلف الممانعون.
    في المستقبل القريب وليس البعيد ستحتاج كل دولةٍ وشعبٍ في العالم العربي وفي العالم الإسلامي إلى إيجاد طريقٍ خاصٍ وحلٍ خلاقٍ لمواجهة المعضلات الكبرى التي يعيشها العالم اليوم، ومن هنا فإن كل هذه الدول والمجتمعات العربية والإسلامية إن لم تجد حلاً لخطابٍ دينيٍ جديد فلن تفلح لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا في غيرهما. فيما عدا الدول الغربية فقد نجحت اليابان، ونجحت سنغافورة، ونجحت ماليزيا وإن نسبياً، ونجحت الإمارات ونجحت المغرب عربياً في إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ لبناء ودعم خطاباتٍ دينية معتدلةٍ ومتسامحةٍ، لا تبتعد عن السياسة إلا بقدر ما تقرب الناس إلى دينهم وربهم وخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم، وتجعل منهم مواطنين صالحين قادرين على خدمة الإنسانية وبناء الحضارة.
    إحدى جنايات خطاب وفكر حركات الإسلام السياسي هي أنها شوّهت عقول الكثير من الشعوب المسلمة والمجتمعات العربية، وذلك بتقديم تصوراتٍ جديدةٍ وغير مسبوقةٍ لتفسير الدين، وبالاختباء خلف عباءة قداسة الدين قدّموا تفسيراتٍ شموليةٍ للإسلام تخرج به من غرضه في إنقاذ الناس وإيمانهم ودفعهم إلى العيش برضا وسعادة ومحبة لخالقهم ولخلقه لتجعل منه أداة للوصول إلى السلطة والاستحواذ على قيادة الدول و«أستاذية العالم» و«سيادة الدنيا» كما كان يعبر كبيرهم الذي علمهم الإسلام السياسي حسن البنا.
    هذا الخطاب المحدث والجديد تمت صياغته بناء على نماذج شمولية قدمتها الفلسفات القومية والشيوعية التي كانت منتشرة في أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي، وعنها صدر منظرو الإسلام السياسي ومنها نهلوا، ليس على مستوى بنية الخطاب وصيغة الأيديولوجيا بل كذلك على مستوى بناء الجماعات والتنظيمات العلنية والسرية، وقد تمت عملية طويلة لترجمة تلك التصورات والنماذج وأسلمتها لتكون مناسبةً للانتشار بين الشعوب العربية والأمم الإسلامية.
    إن أي محاولة للانعتاق من أسر تفسيرات الإسلام السياسي للدين يجب أن تكون واضحةً وحاسمةً في رسم الحدود بين المقدس والبشري، بين الدين وبين تفسيراته التراثية، بين الله ورسوله وكتابه وبين اجتهادات البشر من فقهاء أو محدثين أو مفسرين أو غيرها من التسميات.
    أخيراً، يجب أن يكون الفرق واضحاً بين «عبادة الله» و«العبادة السياسية» فعبادة الله هي الدين ولكن العبادة السياسية هي توظيف الدين بكل قداسته ليخدم الأهداف السياسية لحزبٍ أو جماعةٍ أو رمزٍ بشري.
    لكن تقديس الشخصية السياسية هو المثير للدهشة،كون السياسي ايا كان وحسب تعريفه لنفسه بأنه مخادع كونه عاملا في حقل تنتشر فيه الخدعة والمكر والحيلة والاجرام والفساد وغيرها من الاعمال المنافية والمضادة لفطرة الانسان،وبذلك يكون غير آمن على نفسه من تلك الشرور المقيتة وبالتالي يصبح جزءا منها!.
    ورغم ذلك الاعتراف المرعب والموجود في كل مكان وزمان،الا ان الغالبية العظمى في العالم العربي مازالت تخالف ذلك بطريقة مرعبة ومثيرة للاشمئزاز،ولا اتحدث عن عبادة الشخصية السياسية في العالم الغربي كونه متحررا منها منذ قرون في بعض بلاده وفي البعض الاخر منذ الحرب العالمية الثانية،وبالتالي اصبحت تلك العبادة المقيتة في متحف الانسانية والذي يضم الكثير من المنجزات الخالدة والمنكرات القذرة،واصبحت طريقة التعامل مع السياسيين عندهم مهما على منصبه لا تختلف عن التعامل مع اي شخص اخر وعندما يترك منصبه،يعيش في الذاكرة فقط دون تبجيل او تقديس كأي مواطن عادي،وبالتالي اصبحت شخصيات عبدت في السابق مثل هتلر وموسوليني وفرانكو ونابليون وغيرها،جزء من تراثهم الاسود الذي يعرضونه فقط للدراسة واخذ العبر منه!ويتركون لنا تطبيقه بحرفية تتجاوز ما فعلوه بكثير.
    صدام التكريتي،وهو نموذج بارز لكل الممسوخين في العالم العربي،شخص خارج من مجتمع محلي منبوذ لم تذكر عنه سابقا اي ميزة حتى يمكن ان يخرج منها من يتميز علما وادبا واخلاقا،شخص لم يمتلك ادنى مستوى من الثقافة والتعليم في محيط امي فقير وضمن اسرة مشتتة،استغل وضمن عصابة حزب البعث الصغيرة ظروف الحكم المتساهل مع الخصوم عامي 1966-1968 للقفز على السلطة فوق اكتاف زمرة من العسكريين سرعان ما تم التخلص منهم بأخس وسائل الغدر والخيانة والوضاعة بعد اسبوعين من انقلاب 17تموز الاسود،وهي صفة ظلت ملازمة للحكم حتى سقوطه المحتوم.
    طبق صدام كل اساليب الديكتاتور السوفييتي ستالين(1878-1953) في الحكم،وهو نموذج شبيه له من حيث وضاعة الاسرة وضعف المستوى الثقافي والقفز على كرسي الحكم مع وجود من هو احق،ثم تصفية كل شخص ممكن ان يكون خطرا عليه،وغيرها من الاساليب الستالينية الارهابية المعروفة.
    لم يكن منذ بداية الانقلاب،العودة او التنازل عن الحكم كون الايغال في الجرائم اصبح حقيقة مرعبة وملازمة للنظام.
    غدر صدام وباشد وسائل الاجرام وضاعة وبشيء يدل على وحشية لا حدود لها على رفاقه في الحزب،ثم تعداه الى كل من يقرب اليهم سواء عائليا او حزبيا دون ادنى احترام للزمالة الحزبية،ثم اخذت الدوامة تصل الى الابرياء من ابناء الشعب بعد ان كان افراد الحركات السياسية والفكرية على رأس قائمة المغدور بهم،وتحول العراق تحت حكمه الاسود الى سجن رهيب لا يعرف مدى اجرام سجانه الا من عاش تحته.
    قام صدام ونظامه،بحروب اجرامية عبثية،خارجية وداخلية فقد العراق فيها اراضيه وشبابه وكرامته واقتصاده ورهن مستقبله الى الاخرين.
    اباد مجموعات بشرية كبيرة وبأساليب ارهابية اجرامية لامثيل لها.
    قتل كل من برز فكريا وعلميا وادبيا حتى لا يقارن به،كونه من مستوى ثقافي وضيع يدل عليه سلوكه وخطبه التي يستخدم فيها مفردات اللهجة المحلية التكريتية المجهولة لدى غالبية الشعب العراقي،ويمكن الاشارة الى مستوى افراد عائلته واقرباءه المحيطين به والذين يمتازون بالجهل والهمجية التي لا تخفى على احد.
    استفاد الغرب واسرائيل كثيرا من حكمه من خلال محاربة ايران او ارهاب الخليج او اخراج العراق من دائرة الصراع مع اسرائيل.
    وصل العراق تحت حكمه الى ادنى مستوى له واصبح خارج الحضارة الانسانية بل خارج الزمن...ولكن نهاية نظامه وان طالت كانت متوقعة.
    الامثلة الواقعية على وحشية وهمجية صدام ونظامه لا حصر لها...فهل يمكن بعد ذلك ان تعبد شخصيته الممسوخة!! او يمكن الترحم عليها! اذن ماذا بقى للمجرمين والارهابيين اذا كنا نترحم عليهم،معنى ذلك يجب علينا كلنا ان نعمل اي شيء من قتل او نهب او سلب او اي خطيئة،ما دام هناك من يترحمون علينا!.هل وصل مستوى الانحطاط الى هذا الحد من التفكير بتلك الطريقة؟ في تقديري هي جريمة كبرى لاتغتفر لاي انسان قارئ يكون عابدا لشخصية ممسوخة او وضيعة بذلك المستوى ويبرر لها كل جرائمها او على الاقل يمكن الترحم عليها ومساواتها مع الضحية . لقد اصبح عباد الاستبداد والمستبدين مزعجين للجميع كونهم يعرقلون تطور الحياة البشرية،ورغم كونهم منبوذين الا انهم يمتلكون من القدرات الاعلامية الهائلة الناتجة من ثرواتهم المالية المشبوهة وصراخهم المستمر وتكاسل اصحاب الفكر الحر والعقلاني من التصدي لهم،حال دون انقراضهم لحد الان،ومادمنا نعيش في مجتمعات قادرة على تفريخ الطواغيت والعملاء والارهابيين والتكفيريين والممسوخين،يصعب تصور وجود مجتمع حر يحترم ويقدس حياة الانسان وحريته،وسوف نرى هناك اجيال اخرى قادمة لنا تحمل نفس المشعل ولكن لا ندري هل يمكن ان تتفوق على عباد الشخصيات السياسية الحاليين؟.
    هناك نماذج اخرى موجودة لعبادة الشخصية السياسية سواء في خارج العالم العربي،وابرز مثال على ذلك آخر قلاع الاستبداد الشيوعي في كوريا الشمالية،وهناك تقديس للملوك في اليابان وتايلاند على سبيل المثال،ولكن ذلك يندرج ضمن العقائد المحلية وكون هؤلاء لا يحكمون سوى بالاسم تبقى عبادة شخصياتهم خالية من المضمون.
    وهناك يوجد في الخليج التقديس الزائد لحكامهم وشيوخهم ورغم ان ذلك يتنافى مع السلوك البشري السوي في بعض الاحيان،الا انه بعيد عن الوصول الى مرحلة العبادة للشخصية السياسية،كذلك يلتزم الشيوخ بسلسة من الضوابط الاجتماعية وكون عددهم كبير ايضا،فهو يساعد على الحد من تلك الظاهرة في تقديري ايضا اذا وصلت الى حدودها المرعبة.
    يبدو أن عبادة الأشخاص نزعة قديمة في تاريخ البشرية،إذ يعلم الكثير من المهتمين بالدراسات الدينية ان عبادة الأوثان بدأت حينما أرادت بعض الأقوام تكريم أنبياءهم بعد ان ماتوا فجعلوا لهم تماثيل تذكرهم بهم ليعبدوها. وبغض النظر عن هذه الميثولوجيا ومدى صحتها او الايمان بها، فأن عبادة الاشخاص قديمة. وانا هنا لا اتحدث عن المجال الديني او الانبياء والرسل وسواهم ممن لهم مكانة دينية مقدسة. إنما أتحدث عن عبادة الأشخاص في السياسة والأجتماع الانسانيين.
    هناك من أدمن العبودية فبات لا يمكنه الفكاك من ثنائية السيد-العبد بحيث يتحول الشخوص الذين يؤمن بهم الى أيقونات مقدسة، وتمائم وصفات غير مدنسة، وسلطة لا تدانيها أي مؤسسة!! فيكون المعبود عندهم فوق النقد والشبهات،وأزلي الخضوع والطاعات!وهنا مكمن الخطورة في هذه العبادة الأزلية التي ترفض ان تتغير او تتعدل وتتحول الى طقس قدسيٍ أزلي لا ينبغي حتى مجرد التفكير بتحديه او مناقشته.لذا يستنكر هؤلاء العبيد على سواهم من الأحرار أن يغيروا أفكارهم أو مواقفهم من شخصٍ أو فكرةٍ ما حين يكتشفون عدم صلاحيتها او جدواها أو خطأها. فهم يعتقدون ان الاخرين يجب ان يكونوا مثلهم عبيداً لشخوص او افكار يتبنونها ويقدسونها ولا يتحولون عنها.
    الأحرار يقدّسون عقولهم،والعبيد يقدّسون أوثانهم،وفرق كبير بين المقدَّسَين! فالأحرار قد يرحبون ببلاسخارت عندما تؤيد الانتفاضة وتدافع عن دماء شهدائها،وينقدونها بل ويطالبون بطردها حينما تتنكر لتلك الدماء وتشرك غير العراقيين بشأنهم الداخلي. ونفس الأحرار الذين يقولون ايران بره بره ،يقولون انها جار جغرافي وثقافي واقتصادي مهم ويجب بناء علاقة صحية معه حين يحترم سيادة العراق وحقه في قرارٍ مستقل. فلا ثوابت ولا تقديس لأحد،إذ جميعنا متساوون بالفكر والمكانة،ولنا عقول نفكر بها وتوجه هدانا! فالفكر الحر غير مقيد الا بالعقل ويمكن لهذا العقل ان يوجهه بحسب الموقف والنسبية وليس حسب الشخص والعبودية.
    إننا نميز جيداً بين عبادة الأشخاص ،وسيادة الإشخاص(بكسر الهمزة). فالاولى محض عبودية كأي عبودية أخرى. أما الثانية فتعني ان التشخيص العقلي للموضوع هو من له السيادة على اقوال وافعال الاحرار.
    لقد خلقنا الله أحراراً،ولو ارادنا عبيداً لاستجاب للسؤال الاستنكاري للملائكة حين سألوه عن حكمة خلق سواهم(يقصدون البشر) وهم العبيد المخلصين،بطريقة أخرى.
    (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء،ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟!قال إني أعلم مالاتعلمون). صدق الله العظيم وكذب العبيد الخانعين.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media