إعمال العقل في النص!!
    الخميس 30 سبتمبر / أيلول 2021 - 06:47
    د. صادق السامرائي
    الشائع هو إعمال العقل في النص القرآني , وقد إجتهد فلاسفة الأمة ومفكروها في نبش ما بين السطور , إعتمادا على أن للنص معنى ظاهر وباطن , وعندما لايتوافق المعنيان لابد من التأويل , وبسبب ذلك تمزقت الأمة إلى جماعات وفئات ومذاهب ومدارس , وغيرها من رموز التشظيات العاصفة في أجيالها.
    وبدأ هذا التوجه بعد أن إستضافت الأمة الفلسفة اليونانية , وبموجبها برع العرب في تفعيل العقل , خصوصا في زمن المأمون الذي كان مهووسا بإعمال العقل.
    وأصله جاء من الفلاسفة العرب إبتداءً بالكندي , والمتهم بقول " إعمال العقل بالنص القرآني" هو إبن رشد الذي أصابته نكبة معروفة بسبب توجهاته التنويرية.
    والمقصود بالنص في هذا المقال , أي نص مكتوب , فالنص يمكن قراءته وفقا لثقافة القارئ وقدرته على ربط ما فيه بما عنده , ولهذا فلكل نص قراءة مختلفة , ويستخلص القارئ منه الذي يتناسب وما فيه , وبموجب ذلك فأن الآراء تتعدد تجاه أي نص مكتوب مهما كان جنسه.
    فيا ليتنا نعمل عقولنا بالنصوص الإبداعية بدلا من النصوص القرآنية , لأن الأخيرة سبب شقاء الأمة وهدر طاقاتها , والأولى ربما ستفجر طاقاتها وتوحد جهودها.
     فما فائدة إعمال العقل بالنص القرآني؟
    ولماذا لا نزال منشغلين بالتأويلات والتفسيرات , وكأننا لا نمتلك الكم الهائل منها بمجلدات ضخمة وموسوعات عامرة , متراكمة عبر أجيال وأجيال.
    والأفضل إعمال العقل بالعلوم والمبتكرات المعاصرة , التي تمنح القوة والقدرة على الإبداع المادي اللازم لصناعة الحياة.
    وياحبذا أن نتوجه لنصوص الحياة ونجتهد بتأويلاتنا فيها , لأنها ستنمي قابلياتنا الإبداعية وتمنحنا مفردات عطاء أصيل.
    فهل من تعقيل للتأويل؟!!

    د-صادق السامرائي


    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media