وسام الفروسية لتوني بلير صفعة لأدعياء الوطنية الأنذال!
    الثلاثاء 11 يناير / كانون الثاني 2022 - 22:26
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    مقدمة :
    توني بلير (مواليد عام 1953) توّلى رئاسة وزراء بريطانيا ثلاث فترات رئاسية متتالية  في مطلع هذه الألفيّة ,بين عامي (1997 ــ 2007) ,كان أيضاً خلالها زعيماً لحزب العمال البريطاني!
    شهدت فترة رئاسته للحكومة نمواً إقتصاديّاً متسارعاً .أشرف على الزيادة الكبيرة في الإنفاق العام ,بالأخص في مجالي الرعاية الصحيّة والتعليم ,لذا إزداد تقديره وشعبيته تدريجياً لدى عموم البريطانيين!
    أشرفَ بلير أيضاً على التدخلات البريطانية في كوسوفو عام 1999 لصالح المسلمين وضدّ الصرب المعتدين .حينها أحبّه أغلب العرب والمسلمين.
    إنّما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية الأكثر دموية على مدى التأريخ,
    إتجه بلير لتأييد سياسة الرئيس الأمريكي حينها (جورج دبليو بوش) ,بالاخص الحرب في أفغانستان والعراق .وكان لموقفه هذا الأثر الكبير وبعض التداعيات!
    الحجة البائسة التي إتخذها لاعنوا (بلير وبوش) من القومجيين العرب والإسلاميين هي (عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق) .كأنّ ذلك يعني أنّ صدّام حسين كانَ (مَلاك الرحمة) الذي ساعد بلير على الإطاحة به .
    وليس صاحب أكبر عدد من المقابر الجماعية عرفها الكوكب على الإطلاق ,
    بحيث فاقَ عدد الضحايا الذين عُثِرَ على بقاياهم لحدّ اليوم الربع مليون!
    [[article_title_text]]

    وسام الفارس !
    توني بلير نال الإسبوع الماضي وسام الفروسية ومعه لقب (سير) بالطبع من ملكتهِ البريطانيّة ,وطُبِعَ إسمهِ في قائمة الشرف لعام 2022 الجديد! 
    لا أقول أنّ جميع المُعترضين على ذلك هم من البعثيين والقوميين والإسلاميين العرب ,لكن جميعهم في ظنّي من المُؤدلجين (يعني بالتعبير المصري الجميل حافظ مش فاهم)!
    ربّما حدثت بعض الأخطاء والتجاوزات من القوّات البريطانية المُشارِكة في الحرب سواءً في أفغانستان أو في العراق ,لكن هذا لا يعني أنّ توني بلير نفسه قد أمرَ بها أو شجّعَ عليها .بل العكس هو ما حدث ,حيث أمر بتشكيل لجان تحقيق لجميع الحوادث المشابهة ,حتى الصغيرةِ منها!
    على أيّة حال معظم تلك الحالات كانت دفاع عن النفس للقوات ,أو مداهمة خلايا إرهابية ,لكن تضرّر خلالها بعض الأبرياء .لكن قولوا لي : ما هي الحرب التي لم يتضرّر خلالها بريء واحد؟ (الفتوحات الإسلاميّة) مثلاً ؟
    جميعنا يعلم في قرارة نفسه أنّ القوات الغربية عموماً هي أحرص على حياة الأبرياء من المقاومين أنفسهم على شعوبهم ,حيث إستعملوهم كدروع بشرية!
    هل تذكرون كيف أودع صدّام الكثير من الناس في مُنشئات وأماكن عسكرية مُستهدَفة لتفادي ضربها ؟
    حتى جريمة ملجأ العامرية  عام 1991 سببها صدام نفسه ,لو تعلمون!
    أخطاء القوات الغربية (وحتى جرائمها) بالتأكيد لا تُقارَن مع الجرائم التأريخية للعرب ,تذكروا حديث بني قُريضة (إقتلوا كلّ مَنْ أنبت)!
    ولمن لا يعرف معنى (أنبت) فهي تعني (نبات شعر العانة فهي علامة للبلوغ) يعني أطفال بعمر العاشرة فما فوق!
    أمّا الحديث عن (تقرير جون شيلكوت) وأمثالهِ ,فهو تحريف وإستغلال فاشل من المؤدلجين ,حيث كانت مثل تلك التقارير تلوم في بعض فقراتها (توني بلير) كونه ساهم في الحرب قبل إستنفاذ كلّ الحلول السلميّة (مع صدام حسين) في حينها!
    وهل هناك حلول سلمية مع صدام برأيكم؟؟؟
    ***
    الخلاصة :
    الخبر الذي وضعتُ رابطه أدناه يقول :
    وقّعَ أكثر من 550 ألف شخص (في بعض المواقع وصل العدد الى بضعة ملايين ,ما علينا) ,على عريضة (طويلة عريضة) ,تطالب بسحب وسام الفارس من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير!
    أنا على يقين شبه تام  أنّ مُعظم هؤلاء الموقعين هم مُهاجرين ولاجئين عرب ومسلمين الى الغرب (الكافر) ,خاصة في بريطانيا نفسها!
    ناكروا الجميل هؤلاء لا يفاجئون أحداً بتباكيهم بدموع التماسيح على ضحايا الحرب في العراق .لكنّهم يضحكون على أنفسهم عندما يقارنون تلك الأعداد بضحايا صدّام حسين المشنوق نفسه .ولماذا لجأتم الى بريطانيا الظالمة إذا؟
    للحريــة ثمن ,حتى لبعض الأدوية أضرار جانبية!
    قد تكون حصلت أخطاء من الجيوش (المُحرّرة) للعراق ,راح ضحيتها بعض الأبرياء ,فهؤلاء في النهاية بشر ,ليسوا ملائكة مُحصنين معصومين!
    نعم حتى ضحية بريئة واحدة تكفي لإثارة مشاعر الآسى والحُزن لدى الجميع!
    وفي الغرب نفسه تحصل الأدانات وتنشر الصور والأسرار لذلك الحدث قبل أن يعرف بها أهل الضحية أنفسهم .تذكروا أحداث سجن أبو غريب مثلاً ,من كشفها ومن نشرها ومن طالبَ بمعاقبة المُقصرين ,أليسوا الأمريكيين أنفسهم؟
    ثمّ لماذا اُثيرت حفائظكم وهاجت وماجت مشاعركم ,لمجرد وسام مُنح لسياسي قديم في بلدهِ؟
    هل نسيتم كمية التقديس والشعر والمديح الذي سكبته أقلامكم وتقيأته أفواهكم على قادة (الفتح) الإسلامي على مرّ الأجيال؟
    أليست معظم أعمالهم تُعّدْ جرائم حرب وإبادة بشرية في وقتنا الراهن؟
    ما لكم كيف تكذبون؟

    [ ها أنتم تسخطون الآن . فلتكن لكم جرأة على تصديق أنفسكم ,أنفسكم وأحشائكم أولاً ,فالذي لا يُصدّق نفسه ,يكذب على الدوام] !
    هكذا تكلّمَ زرادشت / فريدريك نيتشة !
    ***
     الرابط
    BBCأكثر من نصف مليون يطالبون بسحب وسام الفارس من توني بلير 


    رعــد الحافظ
    11 يناير 2022

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media