الإندحار في الأنساب!!
    الجمعة 14 يناير / كانون الثاني 2022 - 07:16
    د. صادق السامرائي
    لي صديق فاجأني ذات يوم بقوله , أن فلان الفلاني يدّعي بأنه سيد ومن أشرف الأشراف , وتأجج غضبه ليقول: "ترى هل نحن أولاد...."!!
    موضوع الأنساب وإدّعاء أن فلان سيد , بمعنى لدية صلة دم بالنبي الكريم , وصل حدا غير معقول ولا مقبول مهما توهم أصحابه , فلا رصيد له من الواقع.
    فإذا أخذنا بنظر اعتبار الأوبئة والأمراض السارية والمعدية , والحروب والمعارك المتواصلة , التي قامت في زمن الدولتين الأموية والعباسية وما قبلهما , فلا يعقل هذا الإدعاء الذي يجاهر به من هب ودب , حتى تجدنا أمام الملايين من المدّعين بالنسب إلى النبي الكريم.
     فما قيمة أن تكون عظاميا؟
    هل ستقدم شيئا مفيدا للبشرية , أم أنه تعبير عن النزعة الإستعبادية , التي تجعل الناس سادة وعبيد؟
    فلان سيد!!
    فلان من الأشراف!!
    فلان جده رسول الله!!
    وكل مَن جلس على كرسي , أو صار عنده مالا , إدّعى بذلك , وراح يتبختر ويتوهم ما ليس فيه!!
    وهذه ظاهرة مستفحلة  , ومتورمة بشكل سرطاني مرعب!!
    كلهم سادة وأشراف!!
    وأضحى المفهومان بضاعة تجارية , ذات ماركة مسجلة , تدر أرباحا وأموالا على المدّعين بها!!
    فهذا سيد وعليه أن يسود ويتمشيَخ , ففي المجتمع أصبح الآلاف سادة وشيوخ وأشراف , ومن حولهم العبيد!!
    الطاهرة تعزز العجز والقنوط , وتعطي مبررات لأنعدام الجد والإجتهاد , وإعنبار العمل سُبّة , ومن الضروري أن يكون الناس خدما للرموز المتسيّدة التي لا تنتج ما ينفع.
    إنها لعبة السيطرة والحكم , فصار السادة والأشراف يقومون بالواجب العبثي والدور السلبي , الذي يزيد من تعويق الناس وإفراغهم من إرادة الحياة , وتعزيز التبعية والخنوع والإذلال.

    د-صادق السامرائي
    992021
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media