تداعيات التدخل الاماراتي في الشأن اليمني
    الجمعة 21 يناير / كانون الثاني 2022 - 17:14
    أ. د. جاسم يونس الحريري
    خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
    ضجت وسائل الاعلام بأخبارعن الهجوم العنيف الذي قامت به ((جماعة الحوثي)) اليمنية بأستخدام أربعة صواريخ كروز من نوع((قدس))أطلقت على مصفاة نفط في حي مصفح ، والمطار في أبوظبي ، وصاروخ باليستي من نوع ((ذوالفقار))، وعلى مطار دبي ، فضلا عن عدد من الطائرات المسيرة على هذه المواقع ومواقع أخرى .فماهي أسباب هذا الهجوم ؟وماهي تداعياته على الامارات؟وللاجابة على تلك التساؤلات لابد من ذكر الحقائق  التالية:-
    1.تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة من دول التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن ضمن مايسمى ب((عاصفة الحزم))في مارس2015 بحجة دعم الشرعية في اليمن.
    2.في عام2020 أعلنت الامارات أنها سحبت قواتها لكنها في نفس الوقت سلحت ودربت قوات يمنية شاركت في قتال الحوثيين في محافظتي ((شبوه))، و((مآرب))المنتجتين للنفط والغاز.
    3.خلف التدخل الاماراتي في الازمة  اليمنية خسائر بشرية ، ومادية ، وفي البنية التحتية ، ونتج أثر ذلك تعقد المشهد اليمني خاصة بعد أتهام منظمة ((هيومن رايتس ووتش)) التحالف التي تشترك به السعودية والامارات ((بمفاقمة الوضع  الانساني في اليمن من خلال القيود التي فرضتها على دخول السلع الاساسية))، وقالت المنظمة((أنها زادت الاوضاع المتردية  لليمنيين وأنتهكت القانون الدولي الانساني)).
    4.أن التدخل الاماراتي في اليمن صاحبه زيادة نشاط تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن بشكل ملحوظ خاصة بعد زيادة فعالية عملياته العسكرية ضد الجيش اليمني وعمق من نفوذه في المحافظات الجنوبية مما اعطى أنطباع للاخرين وكأن ذلك التدخل هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة الحوثيين مما سبب ذلك قلق دول مجلس  التعاون الخليجي تهيئة بيئة خصبة لانتقال عمليات تنظيم داعش الارهابي الى داخل الساحة اليمنية ذات الحدود الملاصقة للمملكة العربية السعودية.
    5.أنحراف أهداف التدخل العسكري السعودي –الاماراتي  من عودة شرعية الحكم في اليمن بل على العكس من ذلك تقويض شرعية الحكم اليمني ومارست الدولتين دورا لسحب زمام المبادرة من اليمنيين لصالحهما وعدم دعم عملية أعادة بناء اليمن سياسيا وأقتصاديا وعسكريا والانسحاب من اليمن سعيا لمنح الشعب اليمني  فرصة لحكم نفسه بنفسه وليس  فرض الوصاية الخارجية على القرار السياسي اليمني من قبلهما وهذا لم يحدث بالرغم من تكبد السعودية والامارات خسائر مادية وبشرية جعلت الامارات تلجا الى سحب جزئي  لقواتها العسكرية مع أبقاء سطوتها العسكرية والسياسية في المشهد اليمني.    

    أ.د.جاسم يونس الحريري
    أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية                                                                                                                            
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media