قراءاتٌ جريئةٌ في قَضايا خِلافِيَّة! [الجُزء الثَّاني]
    الخميس 27 أكتوبر / تشرين الأول 2022 - 09:02
    نزار حيدر
      ٦/ يجبُ أَن نُميِّزَ بينَ مَن يُشكِّل الحكومة ومَن يقودها.

       فالذي يُشكِّل الحكومة في كُلِّ مرَّةٍ هي كُلَّ القُوى السياسيَّة التي تتواجد في البرلمانِ بعدَ كُلِّ عمليَّةٍ إِنتخابيَّةٍ بغضِّ النَّظر عن عددِ مقاعدِها، وهو ما يُسمَّى بحكومةِالمُحاصصة والتَّوافق [كُل البرلمان يشترِك في الحكُومة].

       أَمَّا الذي يقود الحكومة فهيَ [الكُتلة النيابيَّة الأَكثرُ عدداً] والمقصُود بها طبعاً [كُتلة المكوِّن الشِّيعي] كونَها هي المسؤُولة حصراً عن تسميةِ المُرشَّح الذي يُكلِّفهُ رئيسالجمهوريَّة بتشكيلِ الحكومةِ، وأَنَّ الأَخيرة مدعُومةً بالدَّرجةِ الأُولى من هذهِ الكُتلة النيابيَّة، والتي أَشارَ إِليها الدُّستور العراقي لعام ٢٠٠٥ في المادَّة [٧٦].

       إِذا لم يُصلِح الذي يقود الحكومة حالهُ فلن تُنجِِز الأَخيرة شيئاً أَبداً، وأَمامنا تجرِبة عقدَينِ من الزَّمن سيطرَ عليها الفَساد والفَشل باعترافِ الكُلِّ بِمَن فيهم الذي يقُودالحكُومة.

       وللأَسفِ الشَّديد فالذي يلوحُ في الأُفق وما يتحدَّث عنهُ الواقع هو أَنَّ [الكُتلة الأَكبر] لم تتعلَّم من درُوس العقدَينِ الماضييَنِ ولذلك فهي ما زالت تفقد الرُّوية، رؤية بناءالدَّولة، ومتشظِّية، همُّها الأَوَّل والأَخير هو السُّلطة والإِحتفاظ بالنُّفوذ على حسابِ المصالحِ العُليا للمُكوِّن الذي منَ المُفترض أَنَّها تُمثِّلهُ!.

       هي خسِرت كُلَّ نُقاط القُوَّة وعلى رأسِها [النَّجف الأَشرف] التي أَغلقت البابَ بوجهِها فلم تعُد تثِق بها خاصَّةً منذُ أَن تيقَّنت بأَنَّ [أَبرزهُم] وأَقصُد بهِ [رجُل الفُقاعة] المعرُوف! يكذِب عليها.

       كما أَنَّها فقدت ثِقة الشَّارع بها وبتمثيلِها للمُكوِّن!.

       ولهذهِ الأَسباب ولغيرِها تحوَّلت إِلى [كُتلةٍ نيابيَّةٍ مشلُولةٍ] وإِلى [جثَّة هامدة] تنثُر التَّنازُلات يميناً وشِمالاً لحمايةِ مصالحِها الخاصَّة وأَنانيَّاتها!.  

       آخر الصَّرعات التي سمِعناها منها، والتي تُدلِّل على تخبُّطها في الرُّؤية، أَنَّ [٤] من قُوى [الإِطار] الأَساسيَّة أَعلنت بأَنَّها لم تشترِك في الحكُومةِ الجديدةِ!.

       لم نسمع أَو نقرأ من قبلُ أَنَّ [تحالُفاً نيابيّاً] يستقتِل ليكوِّن [الكُتلة النيابيَّة الأَكثرُ عدداً] ليُسمِّي مُرشَّحهُ لتشكيلِ الحكومةِ ثُمَّ يُعلِنُ بعضهُ بأَنَّهُ لم يشترك في حكومةِمُرشَّحهِ!.

       هذا ما يفعلهُ الآن عدد من مُكوِّنات الإِطار، والمعنى واضِحٌ جدّاً، وهو؛ أَنَّهُم يرتدُونَ بذلكَ طَوقَ النَّجاة ليقفزُوا من [القارِب] في أَوَّل أَزمةٍ مُتوقَّعة!.

       لقد جرى العُرف في النُّظُم الديمقراطيَّة أَنَّ الأَحزاب والكُتل التي تحصد مقاعِدَ تحتَ قُبَّة البرلمان، إِمَّا أَن تكُونَ جُزءاً من [كُتلةِ المُوالاةِ البرلمانيَّة] فتكُونُ مسؤُولةً عنالحكومةِ بإِنجازاتِها وإِخفاقاتِها، وبنجاحاتِها وفشلِها، أَو أَن تكونَ في صفِّ [المُعارضةِ البرلمانيَّةِ] مهمَّتها الرَّقابة والمُحاسبة وغيرِ ذلكَ، فما معنى أَن تكُونَ كُتلةٌ نيابيَّةٌ ماهي جزءٌ من [كُتلةِ المُوالاةِ] تُعلِن أَنَّها لم تشترك في الحكُومةِ؟! فلماذا وقَّعت مع بقيَّة زميلاتها في تشكيلِ [الكُتلة الأَكبر]؟!.

       وعندما تسأَلها؛ هل أَنتِ [كُتلة نيابيَّة مُعارِضة]؟! تُجيبُ بالنَّفي!.

       هي، إِذن، تقفُ على أُهبةِ الإِستعدادِ للقفزِ من القارِب!.

       ٧/ لقد كانت القُوى السياسيَّة تتخندق بعناوينِها وبتمثيلِها المزعُوم لمكوِّناتها الإِجتماعيَّة لإِدارةِ مصالحِها الخاصَّة أَمَّا الآن فإِنَّها تستعدُّ للإِنتقالِ إِلى التَّخندقِ بعنوانِالدَّولة لإِدارةِ مصالحِها الخاصَّة.

       وإِذا كانت القُوى السياسيَّة هي المحصُورة في الصُّندوق فإِنَّ الدَّولة برُمَّتِها هذهِ المرَّة سيكبِسونَها في الصُّندوق.

       بمعنى آخر فإِذا كانت الدَّولة العميقة هي التي تُدير الدَّولة ومُؤَسَّساتِها في السَّابِق، فإِنَّها ستتحوَّل منذُ الآن وبقضِّها وقضيضِها إِلى [دَولةٍ عميقةٍ] بمعنى أَنَّ الدَّولتَينِاندمجتا بعنوانٍ واحدٍ هو [الدَّولة العميقة] فلم يبقَ في قَوسِ الدَّولة ومُؤَسَّساتِها منزعٌ بأَيِّ شكلٍ من الأَشكالِ.

       ٨/ لن يتغيَّر شيءٌ!.

       فلقد تمَّ ترحيل [الإِنفجار] إِلى إِشعارٍ آخر لصالحِ الثُّنائي الدَّولي والثُّلاثي الإِقليمي بسببِ أَزماتٍ دَوليَّةٍ أَكبر من العِراق!.

       تبيَّنَ مرَّةً أُخرى أَنَّ التَّخادُم بين [المُحتل] و [قُوى السُّلطة] متيناً لم يحِن الوقت لفكِّ عُراهُ!.

       العراقُ، إِذن، ورقةٌ تفاوضيَّةٌ لكن هذهِ المرَّة بالقوَّة النَّاعمة وليست الصُّلبة!.

       ٩/ خيراً فعلَ الصَّدر عندما أَعلنَ أَنَّهُ لن يشتركَ في الحكومةِ القادِمَةِ بأَيِّ شكلٍ من الأَشكال، فقطعَ الشَّكَ باليَقينِ وكذَّبَ الشَّائعاتِ التي تُنشَرُ في الإِعلامِ عن وجودِمُفاوضاتٍ سريَّةٍ لإِقناعهِ بالعُدُولِ عن رأيهِ.

       وبذلكَ يكونُ قد أَوفى بالتزامهِ عندما وعدَ منذُ ما قبلَ الإِنتخابات الأَخيرة بتشكيلِ حكومةِ أَغلبيَّة، فعندما عجزَ عن ذلكَ [لأَيِّ سببٍ] لم يُساوِم أَو يتشبَّث أَو يتنازل وإِنَّماقرَّر الإِنسحاب وتركَ الفُرصةَ للإِطارِ الذي انقلبَ على مشروع [الأَغلبيَّة] الذي وعدَ بهِ ناخبيه قبلَ الإِنتِخاباتِ ليعودَ ويتبنَّى [المُحاصصة] لحظة شعُورهِ بالهزيمةِ فيالإِنتِخاباتِ!.

       ١٠/ لقد عاشَ العراقيُّونَ خلالَ عامٍ كاملٍ مضى في أَجواء صراعِ الإِرادات بينَ التيَّار والإِطار، إِستُخدِمت فيهِ كُلَّ الوسائل [الشَّريفة وغَير الشَّريفة] إِنتهى بهزيمةِ واحدةٍونجاحِ الثَّانية.

       لقد كانت فرصةً تاريخيَّةً وقفَ فيها العراق على مُفترقٍ طُرُقٍ، بينَ أَن يذهبَ لتشكيلِ حكومةِ أَغلبيَّة، أَيّاً كانَ الذي سيُشكِّلها، لنبدأَ عمليَّة [تداول السُّلطة] وهيَ جَوهرالديمقراطيَّة، أَو أَن نعودَ إِلى المُربَّع الأَوَّل فتتشكَّل حكومة مُحاصصة وتوافق وبنفسِ العقليَّة والمنهجيَّة والأَدوات.

       للأَسفِ فإِنَّ صراع الإِرادات إِنتهى بالعمليَّة السياسيَّة أَن عادت إِلى المُربَّع الأَوَّل فلم تُؤتِ مواثيق الشَّرف أُكلها ولا الإِنتخابات المُبكِّرة ولا الإِحتجاجات ولا فَوز مُستقلِّينبمقاعِدَ نيابيَّةٍ ولا الدِّماء والتَّضحيات ولا عامِل الزَّمن ولا اعتراف كُلِّ الزَّعاماتِ بفشلِ [المُحاصصةِ] التي عدُّوها السَّبب الأَوَّل والمُباشر للفسادِ والفشلِ ولا كُلِّ خِطاباتالمرجعيَّة العُليا وتحذيراتها، لم يُساعد كُلَّ ذلكَ على الإِنتقالِ من مرحلةِ الفسادِ والفشل في إِدارةِ الدَّولة [على حدِّ وصفِ الخطابِ المرجعي] إِلى مرحلةٍ جديدةٍ في مساعيبناءِ الدَّولةِ العصريَّة التي تحمي سيادتها وكرامةِ شعبها!.

       لقد عُدنا إِلى نُقطةِ الصِّفر وتمَّت إِزاحة مشاريع الإِصلاح والتَّغيير في النِّظام السِّياسي إِلى إِشعارٍ آخر، وكُلُّ ذلكَ بسببِ [الذَّيليَّة] التي تتَّصِف بها الزَّعاماتالسياسيَّة والتي أَرغمت مَن لم يكُن مُستعدّاً للتَّنازل على الإِنسحابِ أَمَّا المُستعِدُّونَ للإِنبطاحِ والقَبولِ بالإِملاءاتِ والشُّروطِ مهما كانت قاسيةً ومُؤلمةً ومُضرَّةً فقدَّمَ كُلَّ فروضِالطَّاعةِ [كُلٌّ وولائهِ] لإِنهاءِ اللُّعبةِ كما خطَّط لها [الكِبار] خارج الحدُود!.

       وللتَّذكير؛ لم يمنع أَحدٌ الإِطار من تشكيلِ حكومتهِ التوافقيَّة فمنذُ اليَوم الأَوَّل خيَّرهُ الصَّدر بين أَن يُشكِّل هوَ الحكومة ويذهب التيَّار للمعارضةِ أَو بالعكسِ، إِلَّا أَنَّ الإِطاركان يُصِرُّ على أَن يُشكِّل هو والتيَّار حكومةً توافقيَّةً، وبحمد الله لم تنجح كُلَّ محاولاتهِ في إِقناعِ الصَّدرِ بالتَّنازُلِ عن مشروعهِ ليذهبَ الإِطارُ الآن لوحدهِ يُشكِّل حكومتهِ.

       ولا أُخفي هُنا مخاوفي الشَّديدة طِوالَ الوقتِ المُنصرمِ من إِحتمالِ انهيارِ الصَّدرِ أَمامَ الضُّغوطاتِ فيتنازل عن مشروعهِ، فلَو كانَ ذلك قد حصلَ لدبَّ اليأسُ بالكاملِ فينفوسِ العراقيين عندما لا يرَونَ حتَّى واحداً من الزُّعماءِ يصدُق معهُم فكُلُّهم يقولُونَ شيئاً ويفعلُونَ الشَّيء المُغاير، ويعِدُونَ بشيءٍ ثم ينقلبُونَ على التزاماتهِم!.

       وإِنَّما أُشيرُ إِلى هذهِ التَّذكرة لأَنَّ بعض [أَبواق] الإِطار يسعَونَ لتضليلِ الرَّأي العام بالقولِ إِنَّهم تجاوزُوا [المُؤامرات] للذِّهابِ إِلى تشكيلِ حكومتهِم! وهذا ليسَ صحيحاًبالتَّأكيد، بل هي مساعي منهُم لتبريرِ استسلامهِم وخضوعهِم للجهاتِ الخارجيَّة [الإِقليميَّة والدَّوليَّة والدَّاخليَّة] التي اتَّهمُوها بالتَّآمر والعمالة والجاسوسيَّة، إِذا بهِم الآنيرقصونَ فرحاً لأَنَّ [الشَّيطان الأَكبر] رحَّبَ بحكومتهِم!.

       هذا الأَمرُ كانَ بحاجةٍ إِلى جُهدٍ إِعلاميٍّ إِستثنائيٍّ يُديرهُ الذُّباب الأَليكتروني لقبِ الصُّورة وتمويهِ الحقيقة وهذا ما نتابعهُ ولكنَّهُ بالتَّأكيد فشلَ ولعلَّ أَوَّل أَدلَّة ذلكَ هوَلاأُباليَّة وتجاهُل العراقيِّينَ لمُخرجاتِ جلسةِ مجلس النوَّاب وهي رسالةُ عدَمِ اكتراثٍ فتجربة تشكيل [٧] حكُوماتٍ سابقةٍ وبنفسِ [الأُسلوب والزَّفَّة والتَّسويق] أَصدق بكثيرٍ منالكلامِ الذي نسمعهُ منهُم والأَحلام الورديَّة التي يريدُونَ تخديرنا بها!.

       ١١/ هل صحيحٌ أَنَّ مُشكلة العراق في تشكيلِ الحكومة بعدَ كُلِّ انتخاباتٍ نيابيَّةٍ؟! فإِذا تشكَّلت إِنتهت المشاكل وإِذا لم تتشكَّل فالمشاكل والأَزمات مُستمرَّة؟!.

       هل صحيحٌ ذلكَ؟!.

       أَم أَنَّ المُشكلة في تسميتِها؟! فهذهِ حكومةَ وحدةٍ وطنيَّةٍ وتلك حكومةَ شراكةٍ [حقيقيَّةٍ] والأُخرى حكومةَ خدمةٍ وهكذا؟!.

       الجواب بالقطعِ واليقينِ؛ لا.

       فالمشكلةُ ليست في كُلِّ ذلكَ وإِنَّما في طريقةِ تشكيلِها، والدَّليلُ أَنَّنا نترقَّب تشكيل الحكُومة الثَّامنة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ والوضعُ من سيِّءٍ إِلى أَسوأ ومِن فاسدٍ إِلىأَفسدٍ ومِن فاشلٍ إِلى أَفشل!.

       فمازالت الحكُومات تتشكَّل منذ ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن بطريقةِ المُحاصصة وتقاسُم المغانم والتَّوافق وأَنَّ كُلَّ البرلمان يشترك في تشكيلِ الجكومةِ من دونِ أَن يبقى أَحدٌ خارجهافيُشكِّل مُعارضةً نيابيَّةً هي ضروريَّةً لتقويمِ ومُراقبةِ عملِ السُّلطة التنفيذيَّة [الحكومة] فيُؤَدِّي بذلكَ الواجب الدُّستوري الثَّاني للبرلمان كما هوَ معمولٌ بهِ في النُّظُمالديمقراطيَّة، مادامت طريقة تشكيل الحكُومة نفسها منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن فمِن السَّفاهة بمكانٍ أَن ننتظرَ تغييراً حقيقيّاً يُفضي إِلى النُّهوض بالبلدِ وتحقيقِ الإِستقرارِوعلى مُختلفِ المُستوياتِ.

       للأَسف الشَّديد فإِنَّ نظامنا السِّياسي لم يتطوَّر قيدَ أَنمُلةٍ طُوالَ عقدَينِ من التجربة، على الرَّغمِ من إِعترافِ كُلِّ زعامات القُوى السياسيَّة بالفشلِ وبضرورةِ إِصلاحِالمنظُومةِ السياسيَّةِ برُمَّتِها بل أَنَّهُ انتكسَ بشَكلٍ فضيعٍ هذهِ المرَّة إِذ تمَّ إِقصاء الفائز الأَكبر بالإِنتخاباتِ عن السَّاحةِ [حصلَ على (٧٣) مقعداً] وترشيحِ أَصغرِ الفائزينَ[بمقعدٍ واحدٍ فقط] ليُشكِّل الحكومة!.

       ١٢/ وما هو أَسوأ من المُحاصصةِ في تشكيلِ الحكومةِ هو أَنَّ وزراءَها حزبيُّونَ وأَنَّ الوزارةَ في هذهِ الحالةِ تكونُ مُلكاً خاصّاً للحزبِ يتصرَّف بكُلِّ شيءٍ يخُصَّها من دونِتدخُّلِ أَحدٍ، حتَّى رئيس الحكُومة، من فرَّاش الوِزارةِ والإِستعلاماتِ وحتَّى مُدير مكتب السيِّد الوزير!.

       قد يقولُ قائِلٌ بأَنَّ كُلَّ وُزراء الحكومات التي تتشكَّل في النُّظم الديمقراطيَّة هُم حزبيُّون! وأَقولُ؛ نعم صحيحٌ ذلكَ، ولكن ينبغي أَن ننتبهَ إِلى الحقائقِ التَّالية الغائِبة في[ديمقراطيَّتنا] العتيدة! وهيَ؛

       أ/ إِنَّ رئيس الحكُومة وووزائهِ من حزبٍ واحدٍ فقط، وهو [الحزب الحاكِم] الفائز في الإِنتخابات، وبذلكَ يكونُ رئيس الحكُومة والوزير يسعَيانِ لتحقيقِ نفسِ الرُّؤيةوالأَهداف والبرنامجِ الحكومي مدعُومانِ بكُتلةٍ حزبيَّةٍ نيابيَّةٍ واحدةٍ هي الكُتلة الأَكبر تحتَ قُبَّة البرلمان.

       وبذلكَ يتحقَّق الإِنسجام داخل فريق الحكُومةِ وفيما بين الحكومةِ وكُتلة المُوالاة النيابيَّة التي شكَّلتها.

       وتبقى الكُتلة النيابيَّة الثَّانية مُعارِضة لا تشترك في الحكومةِ، واجبها الدُّستوري المُراقبة والمُحاسبة وإِذا اقتضت الحاجة إِسقاط الحكومة!.

       ب/ إِمَّا إِذا كانت الحكومة إِئتلافيَّة وذلك عندما لم يحصِد أَيٍّ من الأَحزاب المُتنافسة عند صندُوق الإِقتراع على نسبةِ الـ [٥٠+١] لتُؤَهِّلهُ لتشكيلِ الحكومةِ لوحدهِ، فإِنَّالفائز الأَكبر من الأَحزابِ سيسعى لتحقيقِ النِّسبةِ المطلُوبةِ من خلالِ الإِئتلافِ مع حزبٍ أَو أَكثر من الأَحزاب الصَّغيرة التي تكونُ شرُوطها للإِئتلافِ عادةً على [قدِّ حالِها] كما يقولُون فلا تُؤَثِّر على إِستراتيجيَّة [الحزب الحاكِم] ولا على برنامجهِ الحكومي إِلَّا اللَّمَم، فإِذا ما شعرَ بأَنَّهُ يتعرَّض للإِبتزازِ وهوَ يسعى للإِئتلافِ مع هذهِ الأَحزابالصَّغيرة فإِنَّهُ في هذهِ الحالةِ يُعلن عن فشلهِ في تشكيلِ الإِئتلافِ المطلُوب ويتراجع إِلى المُعارضةِ ليفسحَ المجال للحزبِ الفائز الثَّاني في الإِنتخابات فقد ينجح في تشكيلِالإِئتلافِ المطلوبِ ليُشكِّل حكومتهِ!.

       ولذلكَ نرى أَنَّ التَّنازُلات في مثلِ هذهِ الحالاتِ لها حدودٌ فلا يسترسلَ الحزب الفائِز بالتَّنازُلات إِلى مالانهاية بذريعةِ السَّعي لتشكيلِ الحكومةِ!.

       أَمَّا عندنا؛ فالمُرشَّح لتشكيلِ الحكومةِ أَمَّا إِنَّهُ لا يمتلكَ كُتلةً نيابيَّةً في البرلمان [عبد المهدي والكاظمي نمُوذجاً] أَو أَنَّهُ يمتلك مقعداً واحداً أَو مقعدَينِ فقط [السُّودانينموذجاً]!،

       ولأَنَّهُ كذلكَ فهو مضطرٌّ للإِعتمادِ على كُتَلٍ نيابيَّةٍ تتشكَّل من أَحزابٍ وعناوينَ وتوجُّهاتٍ مُختلفةٍ في كُلِّ شيءٍ حتى في ولاءاتِها خارج الحدُود!.

       وبذلكَ تتشكَّل عندنا حكومة ينتمي رئيسها إِلى حزبٍ وينتمي كُلَّ وزيرٍ أَو وزيرَينِ إِلى حزبٍ من الأَحزاب المُشارِكة في حكومةِ التَّوافق والتَّحاصُص! حكومةٌ فيها منالإِستراتيجيَّات والتَّوجُّهات والخلفيَّات والأَولويَّات والولاءات ما لا يُعدُّ ولا يُحصى!.

       ثُمَّ يقولونَ أَنَّها تشبه حكُومات النُّظُم الديمقراطيَّة! وُزراءها حزبيُّون!.

       هل عرفتُم الآن الفرق بيننا وبينهُم؟!.

       وللتَّنويه؛ فإِنَّ كُلَّ الحكومات التوافقيَّة التي تتشكَّل في النُّظُم الديمقراطيَّة لا تدُومُ طويلاً فعُمرُها قصير بسببِ التَّناقُض، ولَو الطَّفيف، في الرُّؤَى بينَ الحزبِ الحاكموالأَحزاب المُؤتلِفة معهُ.

       وهذهِ أَمامنا تجاربَ عدَّة شهِدتها بريطانيا وفرنسا واليابان وغيرِها، ولذلكَ يعمدُونَ في مثلِ هذهِ الحالاتِ للإِتِّفاق على إِجراءِ إِنتخاباتٍ مُبكِّرة قد تُساعدُ في تجاوُز أَزمةالحكومات الإِئتلافيَّة من خلالِ حصُولِ أَحد الأَحزاب السياسيَّة على النِّسبة المطلُوبة لتشكيلِ الحكومةِ بمفردهِ أَو على الأَقل يقترب أَكثر منها ليُقلِّص حاجتهِ إِلى الإِئتلافاتمع الأَحزاب الصَّغيرة الفائِزة قدرَ الإِمكان!.   

       ٢٦ تشرين الأَوَّل ٢٠٢٢

                                            لِلتَّواصُل

    www.tiktok.com/@nhiraq

    ‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏Skype: live:nahaidar

    ‏Twitter: @NazarHaidar5

    ‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media