د. لطفي حاتم
– نشوء الوطنية العراقية.
- نشأت النزعة الوطنية العراقية نتيجة لتطور الصراعات السياسية بين الطبقات الاجتماعية ومراحل تطور الدولة العراقية التي نشأت بمساعدة خارجية بريطانية.
- بهذا المسار اغتنى مفهوم الوطنية العراقية بمضامين فكرية - سياسية واكتسب أبعادا اجتماعية تمثلت بربط القضايا الوطنية بالمهام الديمقراطية الحاضنة لمصالح الطبقات الاجتماعية الأساسية لتشكيلة العراق الوطنية.
- اغنى انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية مفهوم الوطنية العراقية بعد اعتماد ركائزها الفكرية - السياسية منهجاً وطنياً للحزب الشيوعي مدافعا عن استقلال وتطور الدولة العراقية وصيانة مصالح طبقاتها الاجتماعية.
- افضى ترابط فكر الوطنية العراقية وفكر اليسار الديمقراطي الهادف الى بناء دولة وطنية ديمقراطية تراعي مصالح البلاد الأساسية وطبقات تشكيلتها الاجتماعية الى اغناء الفكر السياسي العراقي.
الدولة العراقية والطائفية السياسية.
- تعرض تيار الوطنية الديمقراطي الى إرهاب أنظمة الحكم السياسية التي تسلحت بشعارات سياسية مثالية هادفة الى التعتيم على مستقبل البلاد الديمقراطي المرتبط ورعاية مصالح الطبقات الاجتماعية وضمان أمنها الاجتماعي.
- اعتمدت أنظمة الحكم الديكتاتورية في سيادتها السياسية على هيمنة طائفية مضطهدة للقوى الوطنية الديمقراطية فضلا عن الطوائف الأخرى.
- ازدهرت الطائفية السياسية في الدولة العراقية بعد رفعها الى مستويات أيديولوجية واعتمادها سياسية رسمية للطبقات الفرعية الماسكة بزمام سلطة البلاد الوطنية.
- خلاصة يمكن القول ان الطائفية السياسية هي أيديولوجية الطبقات الفرعية المناهضة لشرعة المساواة الوطنية واطاراً سياسيا لكبح تطور تشكيلة البلاد الوطنية وتجاهل مصالح طبقاتها الاجتماعية.
- اعتمادا على هذا الايجاز المكثف عن نشوء الوطنية العراقية والطائفية السياسية نعمد الى متابعة فكرهما السياسي ومواقعهما الاجتماعية في الدولة العراقية متوقفين عند الفوارق بين المفهومين في الكفاح الوطني الهادف الى بناء الدولة وطنية ديمقراطية.
الدولة في المشروعين الديمقراطي والطائفي
يحتدم الخلاف السياسي الوطني بين الكتل السياسية الديمقراطية وبين الأحزاب السياسية لقوى الطبقات الفرعية على مستقبل الدولة وسلطتها السياسية استنادا الى المحددات التالية--
1 - تسعى القوى الوطنية الديمقراطية الى بناء دولة وطنية تعتمد الديمقراطية نهجاً للحكم بينما تسعى الطائفية السياسية الى بناء دولة عراقية بأقاليم سياسية تعتمد النهوج الطائفية والفتاوي الدينية.
2 - تهدف القوى الوطنية الى بناء دولة ديمقراطية تعتمد روح المساواة الوطنية بينما تعمل الطائفة السياسية على تفتيت المساواة الوطنية عبر بناء أقاليم سياسية تعتمد الطاعة المذهبية.
3 – تسعى برامج الأحزاب الوطنية الى تحقيق المصالح الطبقية لتشكيلة العراق الوطنية بينما تسعى الطائفية السياسية الى ترسيخ اللامساواة الاجتماعية وابنيتها المذهبية.
4 - تسعى الوطنية الديمقراطية الى تعزيز الروح الوطنية بينما تهدف الطائفية السياسية الى هيمنة المشاعر المذهبية والطقوس الدينية.
ان التناقض بين مفهوم الوطنية الديمقراطية لبناء الدولة وبين مفهوم الطائفية السياسية يتحدد بين وحدة الدولة الوطنية وبنائها الديمقراطي في المشروع الوطني وبين تقسيم سلطات الدولة على أقاليم طائفية ديكتاتورية في المشروع الطائفي.
يتكرس التناقض الرئيسي المشار اليه في البرامج الانتخابية للحركات الوطنية بينما تسود العاطفة الطائفية في برامج الفصائل السياسية الطائفية.
خلاصة القول ان الطائفية السياسية تتعارض والوطنية الديمقراطية في مسائل بناء الدولة ومصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية انطلاقا من الموضوعات التالية -
ا- توزيع سلطة الدولة الموحدة الى سلطات إقليمية تعتمد الرؤى الطائفية السياسية.
ب - تقسيم الدولة الى أقاليم طائفية يفضي الى النزاعات والحروب الاهلية في التشكيلة الوطنية الاجتماعية.
ج - يقود تحويل النزاعات السياسية الى صراعات مذهبية الى تفتيت وحدة البلاد الوطنية.
د - - يفضي تقسيم الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية الى تغليف الصراعات الطبقية بشعارات ورؤى طائفية.
ان التناقضات بين الوطنية العراقية والطائفية السياسية لا يمكن تجاوزها الا من خلال بناء الدولة الوطنية العراقية
بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.
بهدف اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية لابد من بنائها استنادا الى الرؤى التالية –
أولا - اعتماد مفهوم الوطنية العراقية التي تعني العمل من اجل بناء دولة وطنية عراقية تحظى بمساندة القوى والتيارات السياسية الوطنية.
ثانيا - تحويل الشرعية الانتخابية الى شرعية ديمقراطية تسعى لبناء الدولة العراقية على أساس مفهوم المواطنة وصيانة مصالح طبقاتها الاجتماعية.
ثالثا - يتحدد مفهوم المواطنة بحرية اختيار المواطن رؤيته السياسية الهادفة الى كيفية المشاركة في بناء الدولة الديمقراطية واحترام قوانينها الوطنية.
رابعا - بناء التشكيلة الاجتماعية العراقية على أساس تلبية وصيانة مصالح قواها الطبقية.
خامسا - حماية النزاعات الاجتماعية المنبثق من تباين البرامج الانتخابية من قبل أجهزة الدولة الانضباطية وعدم السماح بتحولها الى تناحرات سياسية.
ساسا- محاصرة نهوج الطبقات الفرعية الهادفة الى الاستعانة بالخارج المعولم لغرض التدخل في النزاعات الوطنية.
سابعا - عدم اللجوء الى التشكيلات العسكرية في خوض الصراعات الوطنية وما يشترطه ذلك من حل المليشيات الحزبية ودمجها في المؤسسة العسكرية.
ثامنا - العمل على حيادية المؤسسة العسكرية العراقية وتحويلها الى مؤسسة مدافعة عن مصالح البلاد الوطنية وحامية لتشكيلة العراق الطبقية من الصراعات التناحرية والتدخلات الخارجية.
ان الرؤى والضوابط المشار اليها من شانها استنهاض وتطوير حركة جماهرية واسعة عاملة على منع القوى الفرعية من بناء انظمة سياسية ارهابية بأغطية طائفية سياسية تعزز تخلف العراق السياسي.