‏ولادة نازية جديدة ..هذه المرة من روسيا
    الأربعاء 23 فبراير / شباط 2022 - 13:02
    د. لبيب سلطان
    أستاذ جامعي/ كاليفورنيا
    تأسست النازية ( أي القومية المتعصبة)  كأيديولوحيا تبناها  حزب قومي متطرف صغير بعد خسارة المانيا للحرب الأولى  قبل قرابة مئة عام ، وأستغرق الأمر فقط عشر سنوات ليسيطرالحزب وهتلر على حكم كامل  الدولة الألمانية بكل مؤسساتها ، واستند منهج الحزب النازي في انتصاراته على جملة من السياسات أهمها خمسة : 
    1.التلاعب بمشاعر الفئة الشعبوية الألمانية وأثارة النعرة القومية للجماهير بأنهم من عرق راق أولى بحكم الشعوب المحيطة بهم
    2.أن امبراطوريتهم قد خسرت الحرب بسبب التآمر الخارجي 
    3.لابد من القضاء على الأحزاب والصحافة الحرة أو مايعرف بالديمقراطية اللينة والتداول السلمي للسلطة للقضاء ، فالدول تحتاج لقادة مؤلهة وقوية ولايجوز تبديلهم.
    4.ان القوة العسكرية وحدها هي الكفيل بأعادة  مجد الأمة الألمانية  وانها ستحارب وتنتصر من جديد
    5.ان مصالح المانيا لاتعترف بالحدود وستستعيد كافة اراضيها التاريخية في اوروبا وتسترجع مستعمراتها في أفريقيا واسيا 
    تصور العالم بعد الحرب العالمية الثانية وأهوالها الكبيرة أن النازية والهتلرية قد ولت ولن تتكرر أبدا ولن تولد من جديد، ولكن ذلك اليوم قد اثبت فشل وخطأ هذه الفرضية، فهذه ظروف روسيا وقائدها بوتين تكاد تستنسخ النموذج النازي الهتلري بكل حذافيره وتعلن ولادة جديدة له ، ولكن من المؤسف من روسيا ، الضحية الأكبر للنازية الألمانية . فالسيد بوتين ومنذ عشرين عاما يطبق نفس المبادئ والسياسات أعلاه للنازية الألمانية ,وفق ظروف ومحيط روسيا , بكل حذافيرها و بكل تفاصيلها ومنهجها وأدواتها.
    أن مراجعة بسيطة لكل سياسات السيد بوتين خلال العقدين الماضيين تدعم ذلك، فهو اوقف التداول السلمي للسلطة، وتلاعب بمشاعر الشعب الروسي القومية وبأعادة أمجاد روسيا القيصرية (وليس عظمة والتنوع الأممي للأتحاد السوفياتي )، وكرس معظم موارد الدولة لبناء القوة والصناعة العسكرية الضاربة، وصادر الصحافة والرأي والأعلام الحر ، وأعلن مرارا ان مصالح روسيا لاتعترف بحدود ، ومارس الأحتلال لأراضي من الدول المحيطة لأسترجاع أرث روسيا القيصرية، ونصب اتباع له لحكم الدول المحيطة والبعيدة وأرسل جيوشه لأنقاذهم ، ولازال يثير هستيريا الشعبويين الروس وعسكرة المجتمع الروسي في داخل روسيا ومحيطها، واقامة الأحتفالات الباذخة مع كل أنتصار حققه سواء في جورجيا واسترجاع القرم أو قضمه لشرق اوكرانيا مؤخرا وأطلاق الأحتفالات الجماهيرية الشعبوية والألعاب النارية ، تماما كما فعل هتلر مع هسترة الشعب الألماني بعد كل عدوان شنه على جيرانه.
    ما أشبه اليوم بالبارحة ، وهل تعلمت الشعوب من مآسيها الماضية ، هذا سؤال يطرح ، و يبدو ان المزيد من الضحايا ستسقط لتتعلم الأنسانية شيئا يستمر ملئة عام، ولكن لابد من القول ان  شريعة الغاب يمكنها ان تنتصر لبرهة ، ولكن الحكمة الأنسانية للعيش بسلام هي التي ستسود حتما رغم انوف الطغاة ة والمتسلقين مثل هتلر وبوتين وصغار القوم من أمثالهم أينما كانوا. والنازية هي ليست صناعة المانية فقط كما يثبت السيد بوتين اليوم، بل هي ايديولوحيا للتعصب القومي.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media