موقف مخزي للعراق في الأمم المتحدة
    الجمعة 4 مارس / أذار 2022 - 05:44
    د. لبيب سلطان
    أستاذ جامعي/ كاليفورنيا
    ماذا لوغزت تركيا ولاية الموصل عند إنتهاء لوزان العام القادم
    ان واحدة من أهم انجازات الحضارة والأمن الذي تعيشه اليوم الدول والشعوب  هو سن  القوانين والشرائع الدولية التي تحفظ سلامتها وأحترام سيادتها وحقها وحريتها في تقرير مصيرها ومستقبلها،  والحوار وايجاد المصالح المشتركة لحل الخلافات بينها وفق القانون والمصالح المشتركة ، وليس بأستخدام القوة  والعدوان، مهما أختلفت المصالح والسياسات بين الدول ،ونفس المبدأ حتى بين الأفراد ، فاللجوء للقانون وليس القوي يأكل الضعيف واستخدام القوة العدوانية وشريعة الغاب التي يريد السيد بوتين  إرجاعها من خلال  غزوه الغادر لأوكراينا . وعدا القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ومفاهيم التحضر الأنساني ، فهناك موقف انساني وأخلاقي وسماوي يطالب بأدانة المعتدي وردعه ومعاقبته  والوقوف الى جانب المعتدى عليه لضمان حق البشر والدول للعيش بسلام  وأمان  بعيدا عن الأعتداء،  وهي مبادئ أساسية تتبناها الدول والشعوب في المواثيق الدولية.

     أن الفكرالديكتاتوري  اليميني القومي المتطرف الذي يقوده السيد بوتين لأجل إعادة إحياء الأمبراطورية الروسية وأخضاع الشعوب المجاورة له هو الذي دفعه لشن هذه الحرب العدوانية الفاضحة ومن طرف واحدعلى جارته اوكراينا ،البلد ذو السيادة وذو البرلمان والرئيس المنتخبين من الشعب الشقيق لروسيا والجارالمسالم، لا لذنب سوى انه كشعب يطمح ليكون كبقية بلدان اوربا ينعم بالحرية والأستقرار والديمقراطية بعيدا عن أية هيمنة من بوتين وامثاله.  لم تمارس اوكرانيا عملا عدوانيا ضد روسيا ليغزوها السيد بوتين ،رغم أكاذيبه المفضوحة  والتي لم تقنع حتى أبسط الناس لتبرير عدوانه ، والذي هو في الواقع  إعتداء على كل البشرية بل  وعلى كل انسان، وعلى كل دولة تحترم سيادتها وتحترم القوانين الدولية ،وعليه صوتت 141 دولة محترمة ضد الحرب العدوانية لبوتين وانتهاكه  الصارخ لسيادة ولحقوق الشعب الأوكراني ، وصوتت مع العدوان خمسة دول مارقة بينها روسيا وكوريا الشمالية ونظام الأسد، وامتنعت 35 دولة منافقة (الساكت عن الحق شيطان أخرس) كان بينها العراق وايران. وهنا دعونا نسأل الكاظمي وفؤاد حسين قبل ان نسأل جحوش ايران وعصاباتها التي رفعت صور بوتين في العراق، هل وضعتم مصالح العراق في قراركم هذا ، أم أخترتم سبيل أيران؟ ماذا لو قام غدا أردوغان بغزو لولاية الموصل  لينقب عن النفط والغاز وفق معاهدة لوزان التي سينتهي العمل بها عام 2023. 

    أن هذه الأتفاقية تتيح لتركيا المطالبة بحق التنقيب عن النفط والغازفي الولاية ، ولو رفض العراق ذلك،  فستجدون قواته قد غزت كركوك وسهول نينوى حماية لآبار النفط وعلى نومة ليل في خضرائكم المشؤومة، ستصرخون وتطلبون ادانة المعتدي ورده ، عندها سيقول لكم العالم وبما فيها امريكا: نمتنع عن التصويت لأنكم بالأمس امتنعتم عن ادانة الأعتداء على دولة ذات سيادة مثلكم . لا تتصوروا العالم غشيم مثلكم يضحي بمصالحه في سبيل رضا دولة أخرى وعصاباتها المارقة من الولائيين. أنكم نسيتم ان غزوة بوتين هي كغزوة صدام للكويت ودفع الشعب العراقي ثمنا باهضا لذلك ولازالت اثاره المدمرة لحد اليوم ، والتزم العراق في دستوره برفض العدوان على سيادة الدول، فكان الأحرى بكم ان تظهروا للعالم اننا كشعب تخلص من النظام الصدامي العدواني نفهم  معنى الأعتداء والحروب العدوانية على جارتينا ومنه ندين عدوان بوتين ونستهجنه وندينه .

    د. لبيب سلطان
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media