(موقع بوابة الاهرام المصرية) متابعة ثقافية - قال الروائي العراقي يوسف أبو الفوز، المقيم في فنلندا، لـ"بوابة الأهرام": أشعر بالسعادة والفخر لنشر رواية لي بالقاهرة، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولمستُ خلال زيارتي وإقامتي في القاهرة قرابة أسبوع مدى حفاوة المصريين ودفء مشاعرهم تجاهي كإنسان، إلى جانب التفاعل الراقي من المثقفين والنقاد مع أعمالي كأديب، وهو التفاعل الذي تجسّد بشكل لافت خلال مناقشة روايتي الجديدة في ندوة بالقاهرة.
وكان "المركز الدولي للكتاب" بالقاهرة قد استضاف مساء الإثنين الماضي، 28 فبراير، الروائي العراقي يوسف أبو الفوز، لمناقشة روايته الجديدة "جريمة لم تكتبها أجاثا كريستي"، الصادرة في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وناقش الرواية كل من: الناقد الدكتور رضا عطية، والشاعر والكاتب أسامة جاد.
وأضاف أبو الفوز، المولود في مدينة السماوة جنوب العراق عام 1956، وصاحب الأعمال القصصية والروائية "عراقيون"، "طائر الدهشة"، "تلك القرى.. تلك البنادق"، "تحت سماء القطب"، وغيرها، في تصريحاته لـ"بوابة الأهرام": "تجربتي في كتابة الرواية مزيج بين واقع أعيشه كمغترب في بلد يعج بالجنسيات والعلاقات المتشابكة المعقدة بين صراعات وحوارات، وبين تخييل فني أبلور به الشخصيات وأطلقها في مساحات متسعة خارج حدود الأرض الحقيقية الضيقة".
ويرى يوسف أبو الفوز أن الإبداع بإمكانه دائمًا تحرير الشأن الخاص ليغدو قضية عامة وشأنًا إنسانيًّا كبيرًا، ويقول: "تناولت في روايتي الأخيرة جريمة اغتيال فتاة عراقية في ظروف ملتبسة، ما فسّره المحققون كجريمة شرف. على أن الرواية تجاوزت منطق الجريمة في آليات المحققين وأدبيات أجاثا كريستي، لتحوّلها فنيًا إلى معان أرحب للاغتيالات المعنوية والانتهاكات الجسدية للكائن الآدمي عمومًا، إلى جانب ما قد تتعرض له بلدان وأوطان برمتها إلى قتل وتمزيق، ربما تحت شعارات براقة أيضًا مثل: الشرف!".
واختتم يوسف أبو الفوز بأنه على الرغم من المشكلات التي يعانيها العراقيون والعرب المغتربون في أوروبا، فإنه لا يتصور أن الصراع الحضاري هو الذي له الكلمة العليا في نهاية المطاف. فمهما زادت حدة الاختلافات، فإن ثمة مجالًا للالتقاء على قدر من المفاهيم المشتركة. لكن هذه المفاهيم الإيجابية المثمرة، لا تتحقق إلا بشروط خاصة، وبرغبة مشتركة من الطرفين في تقريب المسافات، وتبادل وجهات النظر بموضوعية، من دون عقد أو انحيازات مسبقة.