لا يمكن الحديث عن تطور الوطنية العراقية دون التوقف عند فكر اليسار الاشتراكي الذي ساهم في صياغة مبادئ الكفاح الوطني - الديمقراطي المرتكزة على الوطنية المناهضة للكولونيالية البريطانية وحلفائها من الطبقات الفرعية الحاكمة في سلطة البلاد السياسية. 

- نشوء الحزب الشيوعي العراقي المتقارب وظهورا لدولة العراقية شكل محطة بارزة في تاريخ العراق السياسي. 

- الوطنية التي سعى الحزب الشيوعي العراقي اعتمادها في كفاحه السياسي تميزت بكثرة من السمات العامة أهمها -

أولاً –ديمقراطية الوطنية العراقية.

ارتبطت الوطنية العراقية بفكر اليسار العراقي المناهض للقوى الاستعمارية والهادف الى بناء دولة وطنية ترتكز على الشرعية الديمقراطية والتوازنات الطبقية.

ثانياً-اممية الوطنية العراقية. 

بسبب تركيبة العراق المتعددة القوميات والاعراق والأديان السماوية ناضل اليسار الاشتراكي من أجل بناء دولة عراقية فدرالية تتعايش فيها القوميات والطوائف العراقية بسلام بعيدا عن الصراعات العرقية -المذهبية.

ثالثاً-بناء دولة العدالة الاجتماعية.

سعى اليسار العراقي الى بناء دولة العدالة الاجتماعية التي تتوازن فيها مصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية ورعاية فئاتها الكادحة فضلا عن حرية أحزابها السياسية. 

رابعاً - مناهضة الهيمنة الخارجية. 

- ناهض اليسار العراقي القوى الكولونيالية الوافدة رافضا الهيمنة الاستعمارية مطالباً ببناء دولة عراقية وطنية ديمقراطية مستقلة.

- الكفاح الوطني – الديمقراطي المتعد الاشكال الذي خاضه اليسار الاشتراكي من اجل بناء دولة عراقية وطنية -ديمقراطية ترافق والكفاح ضد هيمنة الطبقات الفرعية على السلطة السياسية والتي تميزت بالسمات التالية –

- هامشية فكرها السياسي بسبب تمثيلها مصالح طبقات اجتماعية فرعية. 

- مناهضتها للديمقراطية السياسية واعتمادها نظماً سياسية استبدادية.

- اعتمادها سياسة الاضطهاد والقمع السياسي ضد القوى اليسارية والديمقراطية وإشاعة الإرهاب في الحياة السياسية.

- ان سمات الطبقات الفرعية وإرهاب سلطاتها السياسية لم يمنع قوى اليسار والديمقراطية من بناء عدتها الكفاحية – السياسية المتسمة بالتضامن القومي والاممي.

 - بهذا المسار أكدت القوى اليسارية الديمقراطية العراقية وعبر مراحل تاريخ مسيرتها الكفاحية على تضامنها السياسي مع القوى العربية الديمقراطية المكافحة ضد الكولونيالية وتدخلاتها في الشؤن الوطنية.

- التضامن الاممي والقومي لليسار العراقي اتخذ أشكالا عديدة منها - مساندة شعوب العالم في كفاحها المناهض للهيمنة الاستعمارية فضلًا عن التنديد بالتدخلات الخارجية في الشؤن الوطنية وأثارة الحروب الاهلية.  

- خلاصة القول ان كفاح قوى اليسار الاشتراكي العراقي تميز بتلاحم قواه الوطنية -القومية -الاممية المطالبة بتحقيق المصالح الوطنية الأساسية المتمثلة في بناء دولة العدالة الاجتماعية المرتكزة على التوازنات الاجتماعية وإشاعة الديمقراطية السياسية.

- التشكيلة الاجتماعية العراقية المتعددة القوميات والطوائف فرضت على اليسار الاشتراكي تطوير وحدة الكفاح الوطني -الأممي عبر بناء دولة ديمقراطية فدرالية يسودها الاستقرار الاجتماعي وسيادة الشرعية الديمقراطية.  

- سيادة التشكيلة الرأسمالية العالمية تشترط بناء عدة برنامجيه تواكب التغيرات الدولية التي تنتجها وحدانية التطور الاجتماعية.

-انهيار التطور الاشتراكي واشكالاته الفكرية.  

- انهيار ازدواجية خيار التطور الاجتماعي اثار كثرة من المصاعب الفكرية والسياسية لقوى اليسار الاشتراكي تمثلت بأشكال عديدة أهمها - 

-- غياب المنظومة الدولية الساندة لكفاح قوى اليسار الاشتراكي.

- هيمنة الطبقات الفرعية على سلطة البلاد السياسية في الدول الوطنية واعتمادها سياسة ارهابية. 

- تأخر بناء التحالفات الوطنية المناهضة للتبعية والتهميش والهيمنة الدولية. 

- قوانيين الرأسمالية المعولمة الهادفة الى تفتيت الدول الوطنية والحاقها بالتكتلات الدولية.

- تحالف الدول الرأسمالية المتطورة والطبقات الفرعية ومساندتها للإرهاب وتأجيج النزاعات الأهلية. 

- الموضوعات التي افرزتها وحدانية التطور الرأسمالي أنتجت وقائع دولية- وطنية تتمثل ب- 

1- وحدانية التطور الرأسمالي امست عاملا مقرراً في السياسة الدولية وما يشترطه ذلك من تراجع أولوية التناقضات الداخلية الامر الذي يتطلب البحث عن أساليب قادرة على الدفاع عن مصالح البلاد الوطنية. 

2- تعذر بناء سلطة سياسية ديمقراطية متوازنة واحتكارها من طرف سياسي وطني واحد. 

3- تشترط وحدانية التطور الرأسمالي بناء تحالفات وطنية- ديمقراطية لمواجهة إرهاب الطبقات الفرعية والصراعات القومية. 

استنادا الى التغيرات الدولية - الوطنية أحاول تأشير السبل الكفاحية المناهضة للتهميش والإلحاق.  

- التطور الرأسمالي والسياسية الدولية. 

تتميز العولمة الرأسمالية عن مرحلتها الإمبريالية بسعيها الى تهميش الدول الوطنية والحاقها بالاحتكارات الدولية.

- بهدف تحقيق الهيمنة الدولية تتشارك الرأسمالية الاحتكارية والرأسمالية المعولمة بكثرة من الأساليب التخريبية يتقدمها – 

-الحصارات الاقتصادية واثارة الحروب الاهلية. 

- التدخلات العسكرية المباركة من الطبقات الفرعية المتشابكة ومصالح الرأسمال الاحتكاري.

 -استناداً الى ذلك ولغرض محاصرة الأساليب التخريبية للدول الرأسمالية المعولمة لابد من بناء استراتيجية وطنية تتصدى لتلك الأساليب التخريبية التي أصبحت سياسة رسمية لدول الرأسمالية المعولمة والتي اراها تتمثل في المهام التالية-

- بناء تحالفات وطنية ديمقراطية. 

بناء الجبهات الوطنية المناهضة لسياسة راس المال المعولم تساهم في صيانة البلاد من التبعية والتهميش وتهدف الى محاصرة الطبقات الفرعية ومنعها من اثارة الحروب الاهلية. 

—المشاركة في الشرعية الانتخابية. 

يهدف التوسع الرأسمالي الى اعتماد الشرعية الانتخابية لسببين أولهما مساندة الطبقات الفرعية في الاحتفاظ بالسلطة السياسية بطرق شرعية. وثانيهما تفكيك الطبقات الأساسية وصولا الى اضعاف قدرتها على استلام سلطة البلاد السياسية.

-المشاركة في الشرعية الانتخابية تمهد لتحويلها الى شرعية ديمقراطية وما يعنيه ذلك من إعاقة سيطرة الطبقات الفرعية على سلطة البلاد السياسية. 

- تحالف اليسار الديمقراطي يتطلب قيادة اليسار الاشتراكي الهادف الى صيانة البلاد من التبعية والالحاق استنادا الى سعة قاعدته الطبقية وفكره السياسي المتمثل ب – 

أولاً- تبني مصالح طبقات اجتماعية أساسية عاملة على صيانة السيادة الوطنية وساعية الى تحقيق التوازنات الطبقية. 

ثانياً- تمسك اليسار الاشتراكي بصيانة مصالح البلاد الوطنية ومصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية. 

ثالثاً- مناهضة اليسار الاشتراكي للاضطهاد القومي وكفاحه الهادف الى بناء دول فدرالية ديمقراطية. 

رابعاً- مناهضة اليسار الاشتراكي للسيطرة الدولية وتأكيده على سيادة البلاد الوطنية.

ان الموضوعات الفكرية – السياسية المقترحة تشكل كما أرى طريقا واقعياً لمواجهة نهوج الرأسمالية المعولمة الحاملة للإرهاب والتخريب والنزاعات الاهلية.